البث المباشر

القنوات الإيرانية.. فن إدارة المياه في إيران القديمة

السبت 27 يوليو 2024 - 10:17 بتوقيت طهران
القنوات الإيرانية.. فن إدارة المياه في إيران القديمة

حفر قناة هي إحدى طرق استخدام المياه الجوفية التي أنشأها الإيرانيون القدماء. وهيكل يمثل الذكاء والحضارة القديمة لإيران.

القنوات التي بنيت في إيران هي هياكل تحت الأرض لا تزال تستخدم في العديد من الأماكن الشحيحة المياه والحرجة.

وقد ألهمت هذه الهياكل العديد من البلدان لتوفير المياه مع مرور الوقت. وتظهر الوثائق التاريخية أن تكنولوجيا بناء القنوات المائية من إيران قد شقت طريقها تدريجياً إلى أجزاء أخرى من العالم، ويمكن رؤية أمثلة منها في الشرق في بلدان مثل أفغانستان والهند والصين، وفي الغرب في دول شمال إفريقيا مثل المغرب والجزائر وليبيا. كما تظهر الأبحاث أن سكان هذه الأراضي استقروا عادة في المناطق التي كان من الممكن فيها بناء قنوات مائية.

 

ما هي القناة وكيف يتم بناؤها؟

القناة أو الكريز هي قناة محفورة في الطابق السفلي لنقل المياه إلى سطح الأرض. تسمى الينابيع الجوفية الآبار الأم، وتلعب القنوات المحفورة في عمق الأرض دور قناة الاتصال التي تربط سلسلة الآبار التي تنشأ من البئر الأم. ويسمى المكان الذي تصل فيه القناة إلى سطح الأرض وتخرج رأس القناة.

الشيء الرائع لبناء القناة هو طريقة العمل. يحمل هذا الهيكل الماء من الطابق السفلي إلى سطحه دون استخدام أي أدوات، فقط باستخدام قوة الجاذبية أو الجاذبية.

 

القنوات الإيرانية والتسجيل العالمي

ذكرت اليونسكو في تقريرها عن إمدادات الموارد المائية طريقة حفر أنفاق إمدادات المياه المعروفة باسم القنوات في إيران القديمة كواحدة من أقدم الهندسة الذكية وطريقة حكيمة لتوفير المياه المطلوبة في قائمة التراث العالمي.

وحالياً، يتم تسجيل حوالي 10 قنوات مائية قديمة في إيران في قائمة اليونسكو للتراث العالمي، بما في ذلك قناة زارك في يزد، التي يبلغ عمرها حوالي 3000 عام وطولها 83 كيلومتراً، بالإضافة إلى قنوات المياه مثل قصبة جوناباد وبلده فردوس وزارك حسن آباد.

 

معرفة حفر القنوات الإيرانية في بلدان أخرى

وبإثبات فائدتها، أعطيت تكنولوجيا قناة الماء لدول أخرى من العالم، وآثارها واضحة في العديد من البلدان، وخاصة دول مثل إسبانيا، حيث كان المسلمون موجودين.

وفي الهند، الدولة الأكثر اكتظاظاً بالسكان في العالم، ساعد نقل تكنولوجيا بناء القنوات المائية سكان هذه الأرض.

 

مثال على بناء القنوات في الهند

تواجه مدينة أورانجاباد (المعروفة الآن باسم تشاتراباتي سامبهاجي ناجار) في ولاية ماهاراشترا، مثل العديد من الأجزاء الأخرى من الهند، شح المياه كل صيف، لكنها كانت معروفة ذات يوم بكونها خضراء. وكان سر هذه المساحات الخضراء في نظام القنوات تحت الأرض المسمى "غداء إمبري". وقام عبد يدعى "مالك أمبر" ببناء هذه المجموعة من القنوات في عام 1612م.

كما كتب المهندس المعماري والباحث داناشاري مراجكار في مقال علمي: عاش أمبري في إيران القديمة لعدة سنوات قبل دخول الهند، وألهم نظام القنوات المائية في إيران بناء القنوات الجوفية التي بناها في أورانجاباد بعد سنوات. ويتابع المؤلف: "تعلم أمبري هذا النظام الذي اخترعه الإيرانيون لمشكلتهم المتمثلة في قلة المياه، ونفذه لاحقاً في أورانجاباد بمساعدة مجموعة من المهندسين.

وفقاً للمؤرخ شيخ رمضان، الذي درس نظام نقل المياه بعمق، كانت هذه القنوات الجوفية بطول ميلين ونصف (حوالي أربعة كيلومترات)، وعلى مدار ال 400 عام الماضية، لا تزال توفر المياه النظيفة.

 

هل يمكن إحياء هذه القنوات؟

يقول الدكتور شيخ رمضان: "على الصعيد العالمي، 20 في المائة من الأرض لها خصائص طبيعية مناسبة لهذه الطريقة.

وإذا تم بناء مثل هذه القنوات في القرى التي تقع على هذا النوع من الأراضي، ستحل مشكلة مياه الشرب لملايين المواطنين.

 

المصدر: parstoday

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة