البث المباشر

ابتغاء رضا الله والدفاع عن حرماته في رجز ولد عقيل

الثلاثاء 24 سبتمبر 2019 - 09:45 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- هدير الملاحم: الحلقة 15

كان من رجز المجاهد الغيور موسى بن عقيل بن أبي طالب في ملحمة الطف الخالدة، قوله رضوان الله عليه وهو يقاتل عساكر البغي الاموي:

يا معشر الكهول والشبان

أضربكم بالسيف والسنان

أحمي عن الفتية والنسوان

وعن امام الانس ثم الجان

أرضي بذلك خالق الانسان

ثم رسول الملك الديان


وقال الشهيد الهاشمي عبد الله بن مسلم بن عقيل مرتجزا وهو يجاهد أهل الجحود لوصايا النبي الاكرم صلى الله عليه واله:

اليوم القى مسلما وهو ابي

وعصبة بادوا على دين النبي

ليسوا بقوم عرفوا بالكذب

لكن خيار وكرام النسب

من هاشم السادات أهل الحسب


بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ولي المتقين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، المصطفى الامين واله الهداة الميامين.
السلام عليكم اخوتنا المومنين ورحمة الله وبركاته.
حيأكم الله وأهلا ومرحبا بكم.
أعزاء المستمعين، ان الارث الطالبي في ال ابي طالب، هو حماية الرسول والرسالة، فقد شهدت مواقف شيخ الاباطح أبي طالب عليه السلام انه كان حامي الرسول من عتاة قريش وقد اتفقت نواياهم الخبيثة على قتله وتشويه دينه، وكان تلك المواقف أنه لما دعا رسول الله صلى الله عليه واله قومه الى الاسلام فأحجموا، قال له ابو طالب على مسمع الملأ ومرآه: ما أحب الينا معاونتك أحب الينا معاونتك، واقبلنا لنصيحتك، وأشد تصديقنا لحديثك. وهولاء بنو ابيك مجتمعون، وانما أنا أحدهم، غير أني أسرعهم الى ما تحب، فامض لما أمرت به، فوالله لاأزال أحوطك وأمنعك ( اي امنع القوم عن أيذائك، وأحميك منهم.
وذكر المؤرخون أن أبا طالب رضوان الله عليه قال لولده علي عليه السلام: أما انه (اي رسول الله) لم يدعك الا الى خير، فالزمه. وفي رواية اخرى قال له: ألزم ابن عمك ويوم رأى النبي وعليا يصليان، وعلي -عليه السلام- على يمين رسول الله -صلى الله عليه واله، قال ابو طالب لولده جعفر : صل جناح ابن عمك.( هكذا نقل عن ابن هشام في (السيرة النبوية)، و
الطبري في (تاريخه)، وابن حجر العسقلاني الشافعي في (الاصابة في تمييز الصحابة)، وهكذا ابن الاثير في(أسد الغابة في معرفة الصحابة ) وابن ابي الحديد في (شرح النهج)، والحلبي في ( السيرة الحلبية)، وابن زيني دحلان في (أسنى المطالب في نجاة ابي طالب).
واخرج الفقيه الحنبلي ابراهيم بن علي الدينوري في كتابه (نهاية الطلب) أن أبا طالب فقد يوما رسول الله -صلى الله عليه واله، فبعث الى بني هاشم فقال لهم: يا بني هاشم! أظن ان بعض قريش أغتال محمدا فقتله، فليأخذ كل واحد منكم حديدة صارمة وليجلس الى جنب عظيم من عظماء قريش، فاذا قلت: أبغي محمدا، قتل كل منكم الرجل الذي الى جانبه وقد بلغ رسول الله جمع ابي طالب وهو في بيت عند الصفا، فأتى أبا طالب وهو في المسجد فأخبر أبو طالب معشر قريش بما كان نواه من القضاء على زعمائهم وقد كشف بنو هاشم عما في أيديهم، فعندها هابت قريش رسول الله -صلى الله عليه واله وسلم.
ويوم اخبر النبي عمه أبا طالب عليه السلام بالقاء الفرث والدم عليه في صلاته، قام أبو طالب وسيفه على عاتقه، فمشى معه حتى أتى القوم، فلما رأوه جعلوا ينهضون، فقال لهم: والله لئن قام رجل لجللته بسيفي! فقعدوا حتى دنا اليهم، فقال للنبي: يا بني من الفاعل بك هذا؟ قال:(عبد الله بن الزبعرى). فأخذ ابو طالب فرثا ودما فلطخ به وجوههم ولحاهم وثيابهم، واغلظ لهم القول. وأبو طالب سلام الله عليه هو الذي سمع يخاطب النبي صلى الله عليه واله وسلم مناصرا له:

والله لن يصلوا اليك بجمعهم

حتى أوسد في التراب دفينا

فاصدع بامرك ما عليك غضاضة

وابشر بذاك وقر عيونا

ودعوتني، وعلمت انك ناصحي

ولقد دعوت وكنت ثم أمينا

ولقد علمت بان دين محمد

من خير أديان البرية دينا


ذكر ذلك ابن كثير في(البداية والنهاية)، البغدادي في(خزانة الأدب)، وزيني دحلان في(السيرة النبوية)، وابن حجرالعسقلاني الشافعي في(فتح الباري) وغيرهم حتى اذا دنت من أبي طالب الوفاة، أخذ يوصي وجوه القوم من قريش برسول الله -صلى الله عليه واله وسلم- قائلا لهم: وأني أوصيكم بمحمد خيرا، فانه الأمين في قريش، والصديق في العرب، وهو الجامع لكل ما أوصيتكم به ). ودعا رضوان الله عليه بني عبد المطلب فقال لهم وهو على فراش الوفاة: (لن تزالوا بخير ما سمعتم من محمد وما أتبعتم أمره، فأتبعوه وأعينوه ترشدوا).
ذكر ذلك االسهيلي في(الروض الانف)، والقسطلاني في(المواهب اللدنية)، وسبط أبن الجوزي في(تذكرة خواص الامة)، والبيهقي في(الخصائص الكبرى) وغيرهم كثير.
وذلكم - ايها الاخوة ألاعزة أمير المومنين علي بن ابي طالب عليهما السلام، كان أول من اعلن اسلامه ونصرته لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم، تشهد له المواقف الكبرى، وهي كثيرة، منها: حديث يوم الدار والانذار، وليلة المبيت، وجهاده بين يدي النبي في جميع الوقائع والمعارك والمواقف.
ومن هنا قال ابن أبي الحديد المعتزلي:

و لولا ابو طالب وابنه

لما مثل الدين شخصا فقاما

فذاك بمكة آوى وحامى

وهذا بيثرب جس الحماما

تكفل عبد مناف بأمر

واودى، فكان علي تماما

فلله ذا فاتحا للهدى

ولله ذا للمعالي ختاما!


وتمضي السنوات، فينشأ جيل من آل ابي طالب تظهر عليه معالم شجاعة أبي طالب ونصرته، وشجاعة علي بن أبي طالب ونصرته، ولكن للحسين بن علي بن ابي طالب صلوات الله عليهم بكربلاء… فقد كان لعقيل بن أبي طالب عدد من الشهداء على طريق سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين، منهم أولاده ومنهم أحفاده … تقدمهم ولده مسلم رضوان الله عليه فاستشهد في الكوفة قبل واقعة طف بكربلاء، واستشهد ابنه الاخر جعفر بن عقيل يوم عاشوراء، وكذا عبد الرحمن الاكبر، وموسى وعبد الله الأكبر، وعبد الله
الاصغر، وعون، ومحمد.
ومن أحفاده الشهداء: محمد بن أبي سعيد بن عقيل، ومحمد بن عبد الله بن عقيل، وجعفر واحمد ولدا محمد بن عقيل، وأربعة أولاد لمسلم بن عقيل ….وقد كان جمعهم يوم عاشوراء سبعة عشر عقيليا، تسعة من صلب عقيل بن ابي طالب، ومن هنا قال الشاعر:

عين جودي بعبرة وعويل

واندبي ان ندبت ال الرسول

تسعة كلهم لصلب علي

قد ابيدوا، وتسعة لعقيل


أجل مستمعينا الكرام، وكانت لهم أراجيز، وهي هدير الملاحم، سنسمعها في لقائنا القادم ان شاء الله تعالى. ونكتفي هنا بذكر دلالة محورية مستفادة من أرجوزتي موسى بن عقيل وعبد الله بن مسلم بن عقيل التي جعلناها مطلعا لهذا اللقاء.
وهي: ان اراجيز أنصار سيد شباب اهل الجنة ابي عبد الله الحسين عليه السلام تؤكد على ان نصرتهم له عليه السلام تنطلق من منطلق ابتغاء رضا الله تعالى عزّوجل لكونه يمثل الولاية الالهية الحقة، هذا أولا، وثانيا فان جهادهم يهدف للدفاع عن الحرمات الالهية وينطلق من الغيرة المقدسة عليها.
أعزائي الكرام، نشكر لكم حسن المتابعة للحلقة الخامسة عشر من برنامج هدير الملاحم قدّمت لحضراتكم من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران. تقبل الله أعمالكم والسلام عليكم. الى اللقاء.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة