البث المباشر

شرح فقرة: يا مطعم، يا منعم، يا معطي

الأربعاء 4 سبتمبر 2019 - 12:51 بتوقيت طهران

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: " يا مطعم، يا منعم، يا معطي " من دعاء الجوشن الكبير.

 

نتابع حديثنا عن الادعية المباركة، ومنها دعاء (الجوشن الكبير)، حيث حدثناك عن مقاطع متسلسلة منه، ونحدثك الآن عن احد مقاطعه الذي ورد فيه: (يا مطعم، يا منعم، يا معطي، ...). ان هذه الصفات او المظاهر من عظمته تعالي: امتداد لما سبقها من مظهر (يا مكرم) حيث استفتح بعبارة (يا مكرم) مقطع الدعاء الجديد، فيما يعني: ان كلمة (مكرم) هي: صفة عامة ترتبط باكرامه تعالي لعباده، ثم تأتي مصاديق الاكرام، ومنها (يا مطعم). الاطعام هو اهم مصاديق الاكرام: كما هو واضح فالطعام بحسب تصنيفات علماء النفس للدوافع أو الحاجات يعد من اهمها بحيث تتوقف حياة الانسان علي طعامه وشرابه، لذلك - من الزاوية الدلالية - يجئ الحديث عن الاطعام في مقدمة اشكال الاكرام الذي بدأ به، اذن جاءت العبارة (يا مطعم) لها سياقها الدلالي الملفت للنظر: كما أشرنا. بعد ذلك تواجهنا عبارة (يا منعم). فماذا نستلهم منها؟ طبيعياً الانعام هو من الاكرام، والفارق بينهما هو: ان الانعام يعني: انه تعالي تفضل علي عبده بالنعمة، وهي بدورها انماط ومستويات متنوعة، وفي مقدمتها: ما طاب وما رغد من العيش، لذلك عندما نواجه عبارة (يا منعم) بعد عبارة (يا مطعم)، نستخلص دلالة جديدة، وهي: انه تعالي اطعمنا بما هو رغد وطيب من النعم. بعد ذلك نواجه عبارة (يا معطي). فماذا نستلهم منها؟ في تصورنا ان قارئ الدعاء سيقول لنا: ان كل هذه العبارات متماثلة في دلالتها فالاكرام والانعام والاطعام والاعطاء جميعاً ذات دلالات متشابهه، فماذا نستخلص من الفارقية بينهما وبين عبارة (يا معطي)؟ الجواب: مما لا ترديد فيه ان العطاء له مصاديق كثيرة، فبعد ان عرفنا بان (الانعام) - وهي العبارة السابقة لعبارة (يا معطي) تعني: ما رغد وطاب، حينئذ تأتي عبارة (يا معطي) لتشير الي انواع ما لذ ّ وما طاب حيث لا حدود لذلك، من هنا، فان قارئ الدعاء سوف يستخلص سريعاً بان عبارة (يا معطي) هي: مطلق ما طاب ولذ ّ من عطاءات الله تعالي المختلفة. بعد ذلك نواجه عبارة (يا مغني) وهي عبارة ترتبط بسابقتها: كما سنوضح لك الان. ان الاغناء هو: الاشباع التام للحاجات، حيث نعرف تماماً ان حاجات الانسان قد لا يتم اشباعها وقد يتحدد بمقدار، وقد يتم علي النحو المطلوب، وهذا النمط الاخير هو: قمة الاشباع: كما هو واضح، ولذلك نجد عبارة (يا مغني) تعني ان الله تعالي قدم لنا من العطاءات ما يشبع ويغني، وهذا بدوره ارتباط دلالي بين العبارة السابقة (يا معطي) وبين العبارة اللاحقة (يا مغني) حيث تعني: ان الله تعالي يعطينا حد الاشباع التام. اذن امكننا ان ندرك من الزاوية البلاغية والدلالية هذه الصفات او المظاهر التي تدرج بترتيبها مقطع الدعاء حيث بدأت بعبارة (يا مكرم) ثم ما تلاها من العبارات المترتب كل منها علي ما سبقها بالنحو الذي اوضحناه.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة