البث المباشر

شرح فقرة:"اللهم وسّع علينا في الدنيا"

الإثنين 5 أغسطس 2019 - 11:41 بتوقيت طهران

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: " اللهم وسّع علينا في الدنيا " من أدعية الزهراء (سلام الله عليها).

 

نتابع حديثنا عن الأدعية المباركة، ومنها: أدعية الزهراء _عليه السلام_، حيث حدثناك عن احد ادعيتها آلخاص بيوم السبت، وانتهينا من ذلك الى مقطع ورد فيه " اللهم وسّع علينا في الدنيا، اللهم انا نعوذ بك أن تزوي وجهك عنا في حال، ونحن نرغب اليك فيه. اللهم صل على محمد وآل محمد، واعطنا ما تحّب، واجعله لنا قوةً فيما تحبّ، يا ارحم الراحمين". بهذا المقطع يختم دعاء يوم السبت، ويعنينا منه أن نحدثك عن جملة نكات فيه، يجدر بقارئ الدعاء أن ينتبه عليها، وفى مقدمتها عبارة "اللهم وسّع علينا فى الدنيا" وهي عبارة تبدو وكأنها مكررّة فى مقطع أسبق، الّا انها ليست كذلك، حيث انك اذا استحضرت " ما حدثناك عنه في لقاء سابق" وهو عبارة " ارزقنا من رزقك الواسع رزقاً حلالاً" . . . وهذه العبارة ترتبط بالرزق المادي أي المال، وأما عبارة"وسّع علينا فى الدنيا" فتتناول الحياة العامة لقارى الدعاء بحيث تشمل الرزق وسواه من السعة فى الدار، والطعام ، والراحة ونعومة العيش: خالياً من الشدائد الخ، وبهذا تكون العبارة عامة بعد مجيئها خاصة فى المقطع الاسبق، وهذا هو أحد مبادئ البلاغة: كما هو واضح.
بعد ذلك تواجهنا عبارة " اللهم انا نعوذ بك ان تزوي علينا وجهك عنا في حال ونحن نرغب اليك فيه" . . . هذه العبارة تحفل بعناصر فنية لها جماليتها وطرافتها. كيف ذلك؟ اولاً نلاحظ عبارة رمزية وهي " نعوذ بك ان تزوي وجهك عنّا" . . . ان انتخاب (الوجه) بصفته يرمز الى العناية او الرعاية، يظل رمزاً حياً استخدمته الزهرا _عليه السلام_ اقتباساً من القرآن الكريم والحديث ، وصاغته على ألسنة قرّاء الدعاء، فى غمرة توسلها بالله تعالى بأن لا يصرف رعايـته عنا بسبب ذنوبنا، بل يتفضّل علينا بسابق رحمته ورعايته، بخاصة اننا فى حال تتطلبّ ذلك، اي: نفتقر الى رعايته تعالي، ولذلك صاغت الزهراء _عليه السلام_ عبارة " ونحن نرغب اليك فيه" اي: اننا فى حال نتجه به اليك، بصفة ان الله تعالى يقبل على من اقبل عليه، وها نحن القراء للدعاء نقبل عليه تعالي، فليقبل: كما امر تعالى بذلك . . .
ثم نتجه الى عبارة جديدة هي "اللهم صل على محمد وال محمد واعطنا ما تحب" . . . هنا يتعين علينا ان نلتفت الى النكتة الكامنة وراء العبارة المتقدمة، وهي: إن اقباله تعالى علينا يقترن بما يحبّ هو لا ما نحن نحبّه لسبب واضح هو: انه تعالى اعرف بنا منّا بما هو صالح لنا دون ادنى في شك.
اخيراً: تختتم الزهراء هذا الدعاء بعبارة "واجعله لنا قوةً فيما تجب، يا ارحم الراحمين" . . . هنا نلفت نظرك الى نكتة الختام هي: ان الله تعالى حينما يتفضل علينا بالرعاية ،وتوظيفها فيما يحّبّ هو تعالي، حينئذ فان العبد قد يواجه مالامعرفة له بما هو خير أو لا، فاذا افترضنا ان الله تعالى احبّ لعبده ان يمرض مثلاً لان الجسد – كما ورد فى الحديث – اذا لم يمرض يأشر، حينئذ فان ما يحبّه تعالى قد يكرهه العبد اذا كان ضعيف المعرفة بالله تعالي، ولذلك قال الدعاء – بعد ان اتجه الى الله تعالى بان يعطينا ما يجب –" واجعله لنا قوة فيما تحب" اي: اجعلنا نوفّق الى ما قدرته لنا من المرض مثلاً أو وفقنا الى ممارسة العبادة المقترنة بالجدّ وبالمثابرة وبالمشقة ( كقيام الليل، وركوب الصعاب فى سبيل الآخرين) الخ، واجعل هذا مقترناً بالقوة التى تساعدنا على تحقيق العبادة او الممارسة المذكورة .
ختاماً: نسأله تعالى ان يوفقنا لما يحبّ او يجعله قوة لنا ، ويوفقنا الى ممارسة الطاعة، انه سميع مجيب.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة