البث المباشر

شرح فقرة:"شرح فقرة وزدنا لك شكراً"

الإثنين 5 أغسطس 2019 - 11:37 بتوقيت طهران

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: " شرح فقرة وزدنا لك شكراً " من أدعية الزهراء (سلام الله عليها).

 

نواصل حديثنا عن ألأدعية ألمباركة، ومنها: أدعية ألزهراء (عليه السلام) حيث حدثناك بأحد أدعيتها ألخاص بيوم ألسبت، وأنتهينا إلى مقطع ورد فيه "لاتفقرنا إلى أحد سواك" ثم هذه ألعبارة "وزدنا لك شكرا، واليك فقرا وفاقة، وبك عمن سواك غنى وتعففا" ... واضح، أن هذه ألفقرات تتحدث عن ألرزق وتوُكد على حصره من ألله تعالى دون ألعبد،...ولكن ماهي ألنكات ألكامنة وراء ألفقرات ألمتقدمة، أي ألمتوسلة بألله تعالى أن يرزق ألعبد دون أن يحتاج الى سواه؟ هذا مانوضحه أالأن..
تتحدث ألعبارة ألأولى عن زيادة شكرنا لله تعالى حيث تقول "وزدنا لك شكرا" ،...أن هذه ألعبارة لها دلالاتها ألمتميزة، حيث لاتفصل ألرزق عن ضروروة ألشكر عليه، بصفة أن ألنصوص ألشرعية طالما تشير ألى مقولة "لئن شكرتم لأزيدنكم" ... والان بعد هذه ألعبارة ألمرتبطة بمفهوم ألشكر، تجيء العبارتان ألاتيتان لتعبرا من جديد عن حاجة قاريء ألدعاء ألى ألله تعالي، دون سواه، حيث يستكمل بها قاريء ألدعاء مايطلبه من ألله تعالى في أفضل مايتوقعه،...وقد جائت ألعبارة ألأولى لتقول "واليك فقرا وفاقة"أي: زدنا يارب اليك فقرا وفاقة... والسوال الان: ماهو ألفارق بين ألفقر والفاقة.
أن ألفارق بين ألفقر وألفاقة، أن ألفاقة هى أوسع دلالة من ألفقر، حيث تتضمن ألفقر ألذي هو: ألحاجة إلى ألمال، ويتضمن مطلق ألحاجة سواء أكانت مالا أوسواه، وبهذا نستخلص أن ألدعاء يتضمن التوسل بالله تعالى بأن يرزق قاريء ألدعاء مايشمل ألرزق ألمادي وسواه من ألحاجات حتى يستغني تماما عن ألأخرين.
يبقى أن نحدثك عن ألعبارة ألأخيرة وهي "وبك عمن سواك غنى وتعففا" فماذا نستلهم منها؟ 
الجواب: ألعبارة ألمشار آليها تجسد صياغة للشخصية ألمستغنية تماما عن ألاخرين من جانب، والشخصية ألمتمثلة في أنتسابها الى ألله تعالى حيث يجعلها هذا ألأنتساب محفوفا بالحاجة الى ألتقدير آلأجتماعي أو أحترام ألذات أو ألتقدير ألذاتي بصفتها جميعها تعبر عن أهم ألحاجات ألمركبة في ألشخصية، بخاصة آنها تقترب بتقدير ألله تعالى من جانب، وبتقدير ألأخرين من جانب ثان، وتجسمها بالعز من جانب ثالث.... والسوال ألجديد هو" : ماهي ألنكات ألكامنة في عبارة "وبك عمن سواك غنى وتعففا" ؟
ثمة غنى وثمة تعفف....ألغنى هو: عدم ألأحتياج إلى ألآخر، وهو تعبير عن عز ألشخصية ألمقترنة بتقدير ألآخرين أيها، تبعا للنص ألشرعي ألقائل: " أستغن عن ألناس تكن أميرا... " وأما ألتعفف فهو شأن داخلي من جانب، أي أحساس ألشخصية بأحترام ذاتها وعدم أراقة ماء وجهها أمام ألأخر، وهو أمر يكسبها تقديرا أجتماعيا كما أشرنا. أذن ألعبارات ألتي أُختتم بها ألمقطع، تفصح عن مدى مايحرص عليه ألدعاء لقارئه من حيث صلته ألوحيدة بالله تعالي، وعدم ألحاجة إلى ألأخر، بما يستحق هذا ألشأن من ألتقدير للشخصية ذاتيا وأجتماعيا فضلا عن ألتقدير ألألهي لها، نظرا لأرتباطها بالله تعالى وحده.
ختاماً: نسأله تعالى أن يجعلنا كذلك، وأن يوفقنا الى ألطاعة، والتصاعد بها إلى ألنحو ألمطلوب.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة