البث المباشر

شرح فقرة: "والنفاق والضلالة..." (٥)

الأحد 3 أكتوبر 2021 - 17:07 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- ينابيع الرحمة: الحلقة 48

 

بِسْمِ اللَّهِ وله الحمد الخالص والثناء الجميل اذ رزقنا مودة صفوته الاطيبين حبيبه المبعوث رحمة للعالمين وآله مطالع نوره المبين صلواته وتحياته وبركاته عليهم اجمعين.

السلام عليكم اعزاءنا المستمعين ورحمة الله وبركاته، تحية مباركة طيبة نهديها لكم في مطلع لقاء اليوم من هذا البرنامج نخصصه لاستكمال التعرف على وسائل التطهر من النفاق طبق ما ورد في النصوص الشريفة. متابعين بذلك شرح دعاء الحجب او الاحتجاب المبارك في فقرته التي يعلمنا فيها النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله) ان نسأل الله دفع النفاق عنا وعن جميع الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ باعتبار ان هذا المرض القلبي يعد بجميع مراتبه من اخطر العوامل التي تدمر الحياة الطيبة الكريمة وتجلب الشقاء للانسان في الدنيا والآخرة.

ايها الاخوة والاخوات، في هذا اللقاء نتابع نقل النصوص الشريفة التي تبين علامات النفاق والمنافق ومنها نعرف وسائل التطهر والوقاية من النفاق وذلك بالتطهر من علاماته واجتنابها تابعونا على بركة الله.

نبدأ اولاً ايها الاكارم بما رواه الشيخ الصدوق في كتاب الخصال عن الامام موسى الكاظم (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):

(اربع خصال يفسدن القلب وينبتن النفاق في القلب كما ينبت الماء الشجر: استماع اللهو والبذاء [اي الفحش من الكلام] واتيان باب السلطان وطلب الصيد).

وروي عنه (صلى الله عليه وآله) أنه قال: (للمنافقين علامات يعرفون بها: تحيتهم لعنة - يعني لا يحبون الخير للناس، وطعامهم نهمة ... لا يقربون المساجد الا هجرا - اي بدون رغبة- مستكبرين لا يالفون ولا يؤلفون ...).

وفقرات خطبة له في نهج البلاغة قال أمير المؤمنين (عليه السلام): (احذركم اهل النفاق فانهم الضالون المضلون ... يتلونون الوانا ... حسدة الرخاء ومقنطوا الرجاء ... ان سألوا الحفوا وان عذلوا كشفوا وان حكموا أسرفوا).

وقال (عليه السلام) أيضاً: (لا تلتمس الدنيا بعمل الآخرة ولا تؤثر العاجلة على الآجلة فان ذلك شيمة المنافقين وسجية المارقين).

وقال (عليه السلام):(المنافق اذا نظر لها واذا سكت سها واذا تكلم لغا واذا استغنى طغا ... فهو قريب السخط بعيد الرضا، يسخطه على الله اليسير ولا يرضيه الكثير، ينوي كثيراً من الشر ويعمل بطائفة منه ويتلهف على مافاته من الشر كيف لم يعمل به).

وكما تلاحظون مستمعينا الافاضل، فان ضعف الجنبة المعنوية الروحانية في الانسان وقوة الجنبة المادية والطمع الدنيوي هي من أهم علامات النفاق وبالتالي من أهم اسباب تقويته في نفس الانسان، لذلك فان من وسائل التطهر والوقاية منه تقوية الجانب المعنوي والاهتمام بحفظ القيم الانسانية والمعنوية وتطويق مشاعر الطمع والاستكبار؛ وايجاد الشفافية المعنوية الزكية.

روي عن مولانا الامام جعفر الصادق (عليه السلام) قال: (اربعٌ من علامات النفاق: قساوة القلب وجمود العين والاصرار على الذنب والحرص على الدنيا).

وفي الحكم العلوية كما في نهج البلاغة، قال امير المؤمنين (عليه السلام): (اياك والوله بالدنيا فانها تورثك الشقاء والبلاء وتحدوك على بيع البقاء بالفناء ... واياك والنفاق فان ذا الوجهين لا يكون وجيهاً عندالله).

وقال (عليه السلام) ايضاً في حديث آخر: (ان المؤمن يرى يقينه في عمله وان المنافق يرى شكه في عمله).

اي ان علة النفاق هي ضعف الجانب العقائدي في الانسان فتكون معالجته بتقوية المؤمن لاسسه العقائدية.

وروى الشيخ المفيد في كتاب الامالي مسنداً عن الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وآله) انه قال: (خصلتان لا تجتمعان في منافق، فقه في الاسلام وحسن سمت في الوجه).

وهذا يعني ان التفقه في الدين خاصة فيما يرتبط باحكام وآداب التعامل مع الآخرين هو من وسائل الوقاية من النفاق.

وجاء في كتاب (مصباح الشريعة) عن الصادق (عليه السلام) قال: (المنافق قد رضي ببعده عن رحمة الله تعالى لانه ياتي باعماله الظاهرة شبيهاً بالشريعة وهو لاغ باغ لاه بالقلب عن حقها ... وقد وصف الله تعالى المنافقين ... فقال عز من قائل: «وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ» [الحج: ۱۱]، وقال في صفتهم: «وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ» [البقره: ۸]).

ويستفاد من هذا النص الجامع أن الغفلة عن جوهر ولب الاعمال الايمانية والاهتمام بالقشور من العوامل التي تجعل النفاق ينفذ الى القلب في حين ان الاهتمام بروح الاعمال هو الذي ينفي النفاق عن القلب؛ واخيراً يستفاد من كثير من النصوص الشريفة ان الاهتمام بروح وجوهر الاعمال الدينية والعبادات هو من ثمرة الولاية لائمة الحق ومودة اهل بيت النبوة المحمدية (عليهم السلام)، ولذلك تواترت الاحاديث الشريفة من طرق الفريقين ان حب علي (عليه السلام) هو العلامة المميزة بين الايمان والنفاق، قال مولى الموحدين (عليه السلام) كما في نهج البلاغة: (لو ضربت خيشوم المؤمن بسيفي هذا على أن يبغضني ما أبغضني، ولو صببت الدنيا بجماتها على المنافق على أن يحبني ما احبني، وذلك انه قضي فانقضى على لسان النبي الامي (صلى الله عليه وآله) انه قال: يا علي لا يبغضك مؤمن ولا يحبك منافق).

وختاماً تقبلوا منا ايها الاكارم جزيل الشكر على كرم المتابعة لحلقة اليوم من برنامج (ينابيع الرحمة) ولكم من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران خالص الدعوات، دمتم بالف خير.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة