البث المباشر

شرح فقرة: "لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم" (٦)

الأحد 3 أكتوبر 2021 - 14:32 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- ينابيع الرحمة: الحلقة 95

 

بسم الله والحمد لله مبتدأ كل خير ومنتهاه والصلاة والسلام على كنوز رحمته ومعادن هداه صفوته سيد الأنبياء محمد وآله الأصفياء.

السلام عليكم مستمعينا الافاضل ورحمة الله، على بركة الله نلتقيكم في حلقة جديدة من هذا البرنامج نتابع فيها التعرف الى ما تهدينا اليه النصوص الشريفة بشأن بركات التوجه الى الله بالاكثار من ذكر لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.

وبهذا الذكر المبارك يعلمنا حبيبنا المصطفى –صلى الله عليه وآله- ان نختم كل دعاء ومنها دعاء الحجب الشريف حيث أقسم على الله عزوجل بأعز اسمائه وقال في مقطعه الختامي:

"اللهم.. أسألك بعزة ذلك الاسم ان تصلي على محمد وآل محمد وأن تصرف عني وعن اهل حزانتي وجميع المؤمنين والمؤمنات جميع الآفات والعاهات والاعراض والامراض والخطايا والذنوب والشك والشرك، والكفر والشقاق، والنفاق والضلالة، والجهل والمقت، والغضب والعسر والضيق وفساد الضمير، وحلول النقمة وشماتة الاعداء وغلبة الرجال، انك سميع الدعاء، لطيف لما تشاء ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم".

نبدأ أيها الاحبة بما روي في كتاب المحاسن مسنداً عن سلمان المحمدي –رضوان الله عليه- قال: "اوصاني خليلي [رسول الله –صلى الله عليه وآله-] بسبع خصال لا أدعن على كل حال: أوصاني ان انظر الى من هو دوني ولا انظر الى من هو فوقي –يعني من جهة الغنى الظاهري-، وان احب الفقراء وأدنو منهم، وان اقول الحق وان كان مراً، وان اصل رحمي وان كانت مدبرة، ولا أسال الناس شيئاً، واوصاني ان اكثر من قول: "لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم"، فانها كنز من كنوز الجنة"

ويستفاد من هذه الوصايا النبوية ان الاكثار من هذا الذكر المبارك يقوي روحانية الانسان ويحرره من عبودية الماديات والدنيا ويرفعهم الى منازل الملائكة وحملة العرش، فقد روي في كتاب (جامع الأخبار) عن ابن عباس قال: رأيت النبي –صلى الله عليه وآله- وهو يقول: لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم، فقلت:يا نبي الله ما ثوابه؟ قال –صلى الله عليه وآله-: [انه] تسبيح حملة العرش، فمن قال مرة –أي بأخلاص-: لا حول ولا قوة الا بالله غفر الله ذنوب مئة سنة... فان زاد على مرة واحده، فله بكل حرف كنز ونور للصراط) وعن الامام الحسن العسكري –عليه السلام- قال: كما في مستدرك الوسائل-:

"انما قدر حملة العرش على حمله بقول: بسم الله الرحمان الرحيم، لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم، وصلى الله على محمد وآله الطيبين".

مستمعينا الاطائب، كما ان من بركات الاكثار من هذا الذكر المبارك مغفرة الذنوب كما اشار اليه الحديث النبوي المتقدم ومعلوم ان الذنوب هي من اهم عوامل ضعف الانسان، قال رسول الله –صلى الله عليه وآله-:

"ما على الارض أحدٌ يقول: لا اله الا الله ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم الا كفرت عنه خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر –يعني في كثرتها".

وقد اكدت كثيرٌ من الاحاديث النبوية ان الاكثار من هذا الذكر من اقوى وسائل دفع الفقر المادي المعنوي والمادي، فهو يقوي روح التوكل على الله والسعي في طلب رزقه، روي في كتاب الامالي للشيخ الصدوق عن رسول الله –صلى الله عليه وآله- قال: "من تظاهرت عليه النعم فليقل الحمد لله رب العالمين، ومن الح عليه الفقر فليكثر من قول لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم فانه كنز من كنوز الجنة وفيه شفاء من اثنين وسبعين داء ادناها الهم".

كما روي في كتاب المحاسن عن الامام جعفر الصادق عن آبائه عليه السلام عن رسول الله –صلى الله عليه وآله- قال:

من ظهرت عليه النعمة فليكثر ذكر الحمدلله ومن كثرت همومه فعليه بالاستغفار ومن الح عليه الفقر فليكثر من قول: لا حول ولا قوة الا بالله، ينفي الله عنه الفقر، ثم قال الصادق –عليه السلام-: فقد النبي صلى الله عليه وآله رجلاً من الانصار فقال: ما غيبك عنا؟ فقال: الفقر يا رسول الله وطول السقم –أي المرض-، فقال له رسول الله –صلى الله عليه وآله-: الا اعلمك كلاماً اذا قلته ذهب عنك الفقر والسقم، قال: بلى، فقال –صلى الله عليه وآله-:

اذا اصبحت وامسيت فقل: لا حول ولا قوة الا بالله، توكلت علىالحي الذي لا يموت والحمدلله الذي لم يتخذ ولداً ولم يكن شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيراً.

قال الامام الصادق –عليه السلام-: قال الرجل –يعني الانصاري-: فوالله ما قلته الا ثلاثة ايام حتى ذهب عني الفقر والسقم.

وتلاحظون مستمعينا الافاضل ان الذكر الذي علمه الصادق الأمين –صلى الله عليه وآله- للانصاري اشتمل على ذكر "توكلت على الحي الذي لا يموت" مباشرة بعد ذكر "لا حول ولا قوة الا بالله" وفي ذلك اشارة الى أثر الاكثار من هذا الذكر في ترسيخ روح التوكل على الله في قلب الانسان وبالتالي تقوية روحانيته وسعيه للحصول على الرزق الالهي المعنوي والمادي.

نشكر لكم ايها الاطائب طيب الاستماع لحلقة اليوم من برنامجكم (ينابيع الرحمة) استمعتم له مشكورين من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران تقبل الله اعمالكم ودمتم في رعايته سالمين.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة