البث المباشر

شرح فقرة: "اللهم أسألك بعزة ذلك الاسم..."

الأحد 3 أكتوبر 2021 - 14:29 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- ينابيع الرحمة: الحلقة 102

 

بسم الله وله الحمد اذ رزقنا موالاة مظاهر اسمائه الحسنى وكنوز رحمته العظمى حبيبه المبعوث رحمة للعالمين سيدنا ابي القاسم محمد وآله الطاهرين صلواته وتحياته وبركاته عليهم أجمعين.

السلام عليكم مستمعينا الأفاضل ورحمة الله وبركاته، أهلاً بكم في حلقة جديدة من هذا البرنامج هي الخامسة من حلقات خمس خصصناها لنظرة اجمالية نسجل فيها أهم ما استفدناه من التامل في فقرات دعاء الحجب الشريف.

هذا الدعاء –احباءنا- هو كما عرف المتابعون للبرنامج من اهم ادعية اهل بيت النبوة –عليهم السلام- وقد هدانا النبي الاكرم –صلى الله عليه وآله- في مقدمة الى عظيم آثاره في الغلبة على الشدائد والصعاب وقضاء الحاجات مهما كانت صعبة.

والسر في ذلك هو أنه يقدم للمؤمن معرفة توحيدية عالية بالله عزوجل تؤهله للتوجد اليه والارتباط باسمه الاعظم وهو اعز الاسماء الذي به قضاء الحاجات والفوز بالنصرة الالهية التامة.

وهذا المعنى هو الركيزة المحورية في المقاطع الاربعة الأولى من الدعاء كما المحنا لذلك في الحلقات السابقة.

هذا من جهة ومن جهة ثانية فان المقطع الختامي من هذا الدعاء يهدينا الى طريقه ازالة جميع العوامل التي تسلبنا الاهلية واللياقة اللازمة لتلقي الفيض الالهي والفوز بالنصرة او الولاية الالهية والارتباط بالاسم الاعظم، وهذا ما نتناوله ببعض التفصيل في لقاء اليوم فابقوا معنا مشكورين.

ايها الاكارم نتلو معاً المقطع الختامي من دعاء الحجب الشريف مقتدين بالنبي الاعظم –صلى الله عليه وآله- وهو يناجي ربه الكريم قائلاً:

"اللهم... أسألك بعزة ذلك الاسم ان تصلي على محمد وآل محمد وان تصرف عني وعن اهل حزانتي وجميع المؤمنين والمؤمنات، جميع الآفات والعاهات والاعراض والامراض والخطايا والذنوب والشك والشرك والكفر والشقاق والنفاق والضلالة والجهل والمقت والغضب والعسر، والضيق وفساد الضمير، وحلول النقمة وشماتة الاعداء، وغلبة الرجال، انك سميع الدعاء لطيف لما تشاء ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم".

أعزاءنا المستمعين هذا المقطع هو في الواقع المقطع المحوري في دعاء الحجب الشريف، فهو الذي يشتمل على عرض الداعي لحاجاته على الله عزوجل، ولكن هذه الحاجات قد تكون غير الحاجة الاساسية التي التجأ من اجلها بدعاء الحجب الى الله عزوجل لكي يقضيها له.

فقد عرفنا من مقدمة الدعاء ان حبيبنا نبي الرحمة –صلى الله عليه وآله- الى الالتجاء الى الله عزوجل بهذا الدعاء لدفع اي شدة نمر بها أو لاستجلاب اي خير نستشعر الحاجة اليه، سواءً كان معنوياً او مادياً، فمثلاً نحن مأمورون بأن نلتجا الى الله عزوجل بهذا الدعاء لتيسير أداء دين باهض اثقل كواهلنا وليس لنا قدرة على تسديده، او لطلب زيادة علم او دفع هم او انقاذ عزيز او شفاء مريض وغير ذلك من الحاجات المشروعة دنيوية كانت او اخروية.

ولكن الملاحظ ان نص هذا الدعاء يخلو من الامر بذكر الحاجة الخاصة التي التجئنا بسببها الى الله عزوجل بهذا الدعاء كما هو مألوف في معظم ادعية قضاء الحاجات؛ فما الذي يعنيه ذلك؟

في الاجابة عن هذا السؤال نقول: ان من الواضح بالتأمل في مقدمة الدعاء ونصه ان النبي الاكرم والصادق الامين –صلى الله عليه وآله-، قد ضمن لمن يدعو بهذا الدعاء الشريف قضاء الله عزوجل لحاجته الخاصة وان لم يفصح عنها.

وهذا الضمان المحمدي الصادق يتحقق بان يتفاعل الداعي بصدق مع جميع فقرات هذا الدعاء الشريف ويطلب بصدق ما يعلمه –صلى الله عليه وآله- ان يطلبه من الله عزوجل في المقطع الختامي من هذا الدعاء المبارك، فما الذي يعنيه ذلك؟

ايها الاخوة والأخوات، الذي نستفيده من التامل في الطلبات الواردة في المقطع الختامي من دعاء الحجب هو ان تحقق هذه الطلبات للداعي يجعله جديراً بان يستجيب الله عزوجل له في كل ما يرغب به من خير مادي ومعنوي، لانه يصبح ببركة ذلك لا يطلب الا ما فيه صلاحه وخيره، أي تصبح نفسه الهية لا تطلب شيئاً بدافع الهوى ولا تطلب شيئا فيه ضررها وهي تتصور -بسبب الجهل- أن فيما تطلبه نفعاً له.

وهذه الحالة تتحقق من خلال كمال التجاء الانسان لله عزوجل في جميع شؤونه وتسليمه له تبارك وتعالى وطلبه منه ان يطهرّه عن كل ما يمنعه من تلقي الفيض والخير الالهي وحسن الاستفادة منه.

من هنا نلاحظ ان المقطع الختامي اشتمل في الواقع على مطلب محوري واحد هو أن يصرف الله عزوجل عن الداعي ومن يهمه امره وجميع المؤمنين والمؤمنات العوامل التي تمنعه من الاستفادة من اي شكل او نوع من العطاء والاحسان الالهي.

وهذه العوامل هي واحد وعشرون عاملاً فصلنا الحديث عنها في الحلقات السابقة وعلمنا من النصوص الشريفة انها هي التي تحرم الانسان من الحياة السعيدة الطيبة في الدنيا والآخرة، ولذلك فان طلب الانسان ان يصرفها الله عند اهم من طلبه لاي حاجة اخرى، بل ان في ظل تطهره من تلك العوامل يتأهل بالكامل لحسن الاستفادة من نعمة يطلبها من الله عزوجل بل وبذلك ينجو من كل شدة وشر يحذر منه.

وفقنا الله واياكم لذلك ببركة الالتجاء اليه بأدعية صفوته الهداة محمد وآله الاطهار صلوات الله عليهم اجمعين.

نشكر لكم مستمعينا الاطائب طيب الاستماع لحلقة اليوم من برنامجكم (ينابيع الرحمة) ولكم دوماً من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران، خالص الدعوات دمتم في رعاية الله.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة