بسم الله والحمد لله قديم الاحسان ذي الفضل والانعام... والصلاة والسلام على رحمته العظمى للأنام حبيبنا الهادي المختار وآله الأطهار.
السلام عليكم مستمعينا الاكارم ورحمة الله وبركاته، على بركة الله نلتقيكم في حلقة اليوم من هذا البرنامج نستكمل فيها بعون الله الاستنارة بالأحاديث الشريفة المبينة لبركات الالتزام بذكر "لا حول ولا قوة الا بالله العظيم" وبه ختم رسول الله –صلى الله عليه وآله- دعاء الحجب الشريف وهو من أعظم أدعية أهل بيت النبوة –عليهم السلام- كما عرفنا مفصلاً من خلال التدبر في فقراتها في الحلقات السابقة.
نتوجه الى الله أولاً بمتابعة حبيبنا المصطفى –صلى الله عليه وآله- وهو يناجي ربه الجليل في المقطع الختامي من هذا الدعاء الشريف قائلاً:
"اللهم... أسألك بعزة ذلك الاسم أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تصرف عني وعن أهل حزانتي وجميع المؤمنين والمؤمنات، جميع الآفات والعاهات، والأعراض والأمراض، والخطايا والذنوب، والشك والشرك، والكفر والشقاق، والنفاق والضلالة، والجهل والمقت، والغضب والعسر، والضيق وفساد الضمير، وحلول النقمة وشماتة الأعداء وغلبة الرجال، انك سميع الدعاء، لطيف لما تشاء "ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم" ".
ايها الافاضل، مما يهدينا الى عظمة ذكر الحوقلة هو كونه مما خص الله عزوجل به نبيه الأكرم –صلى الله عليه وآله- وبالتالي أمته في اشارة بليغة الى عظمة آثاره وبركاته، فقد روي في تفسير علي بن ابراهيم ضمن حديث المعراج، وجاء فيه أن رسول الله –صلى الله عليه وآله- ناجى الله عزوجل في معراجه قائلاً:
"يا رب اعطيت انبياءك فضائل فأعطني، فقال الله: قد اعطيتك فيما اعطيتك كلمتين من تحت عرشي: لا حول ولا قوة الا بالله، ولا منجا منك الى اليك".
كما تشير الاحاديث الشريفة الى ان الالتزام بهذا الذكر المبارك من وسائل رفع مقام المؤمن في الجنة، فقد روي في كتاب (تنبيه الخواطر) ضمن حديث المعراج ايضاً عن أبي ايوب الانصاري عن الرسول الاعظم –صلى الله عليه وآله- انه قال:
"ليلة اسري بي، مرّ بي ابراهيم [الخليل] فقال: مر امتك ان يكثروا من غرس الجنة فان ارضها واسعة وتربتها طيبة، قلت: وما غرس الجنة؟ قال: [قول]: لا حول ولا قوة الا بالله."
أيها الاحبة كما ان الالتزام بهذا الذكر التوحيدي المقدس من وسائل الفوز وجدانياً باسم الله الاعظم وما يرمز اليه من الاستفاضة من بركات الارادة التكوينية لله تبارك وتعالى، فقد روى السيد ابن طاووس كتابه القيم في (مهج الدعوات) مسنداً عن الامام الرضا –عليه السلام- قال:
"من قال بعد صلاة الفجر: بسم الله الرحمن الرحيم، لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم. [قالها] مئة مرة كان اقرب الى اسم الله الاعظم من سواد العين الى بياضها وانه دخل فيه اسم الله الاعظم".
كما ان الالتزام بهذا الذكر المبارك خاصة في تعقيب صلاتي الفجر والمغرب من الوسائل التي تفضل الله بها على عباده لكي يدفعوا بها مختلف اشكال البلاء، فقد روي عن امير المؤمنين –كما في مستدرك الوسائل- انه –عليه السلام- قال:
"من قال: بسم الله الرحمان الرحيم ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم، [قالها] سبع مرات وهو ثاني رجله بعد المغرب قبل ان يتكلم وبعد الصبح قبل ان يتكلم صرف الله تعالى عنه سبعين نوعاً من انواع العذاب ادناها الجذام والبرص والسلطان والشيطان"
والمراد بقوله –عليه السلام- (وهو ثاني رجله) هو ان يقول هذا الذكر بعد حالة التسليم مباشرة وقبل ان يتحرك.
ايها الاخوة والاخوات، كما نستفيد من الاحاديث الشريفة ان الالتزام بهذا الذكر المقدس من وسائل الشفاء من الامراض المادية والمعنوية كما يشير لذلك ما روي في كتاب (قرب الاسناد) عن امامنا جعفر الصادق –عليه السلام- انه قال:
" قول: "لا حول ولا قوة الا بالله" ، فيه شفاء من تسعة وتسعين داءً أدناه الهم" كما انه وسيلة للنجاة من الابتلاءات الدنيوية كما يبشرنا ذلك مولانا الامام الباقر –عليه السلام- في الحديث المروي عنه في كتاب ثواب الاعمال ومثله في الكافي قال:
"من قال –ثلاث مرات-: " لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم" ، صرف الله عنه تسعة وتسعين نوعاً من بلايا الدنيا أيسرها الخنق."
كما روي عنه –عليه السلام- حديثاً اخر يشير الى انه من اسمى صفات الابرار، فقد جاء في كتاب المحاسن مسنداً عن الحسن البصري قال: "كنت مع أبي جعفر [الباقر] عليه السلام بمنى وقد مات رجلٌ من قريش فقال: يا ابا سعيد قم بنا الى جنازته، فلما دخلنا المقابر قال: الا اخبركم بخمس خصال هي من البر والبر يدعو الى الجنة؟ قلت: بلى، قال: اخفاء المصيبة وكتمانها، والصدقة تعطيها بيمينك لا تعلم بها شمالك، وبر الوالدين فان برهما لله رضىً، والاكثار من قول: لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم، فانه من كنوز الجنة، والحب لمحمد وآل محمد صلى الله عليه وعليهم أجمعين".
مستمعينا الافاضل، ومن خلال معرفة آثار وبركات ذكر الحوقلة يتيسر لنا معرفة سر ختم النبي الاعظم –صلى الله عليه وآله- دعاء الحجب الشريف به وهذا ما نتناوله مفصلاً بعون الله وإذنه في الحلقة المقبلة من برنامجكم (ينابيع الرحمة) نشكر لكم طيب المتابعة ولكم من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران خالص الدعوات، دمتم بكل خير.