توجه وفد عراقي برئاسة محافظ ميسان توجه الخميس إلى مدينة دهلران بمحافظة إيلام لزيارة معبر "جيلات" عبر نفس المنفذ الحدودي، وذلك لمناقشة وتبادل الآراء مع محافظ إيلام ومسؤولين محليين آخرين حول سبل تسريع إعادة فتح هذا المعبر الرسمي.
وخلال هذه الزيارة، أكد مسؤولو محافظتي إيلام وميسان على ضرورة تسريع بناء البنية التحتية الحدودية في منفذ "جيلات".
سيكون لهذا المنفذ، الذي سيكون ثاني أهم معبر حدودي في المحافظة بعد معبر "مهران"، دورٌ مميز في تعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية والثقافية بين إيران والعراق، ويمكن أن يصبح أحد أهم مراكز التجارة والتفاعلات الثقافية والاجتماعية.
من أهم القضايا التي طُرحت في اجتماع مسؤولي المحافظتين ضرورة بناء وتطوير بنى تحتية حيوية، مثل مياه الشرب المستدامة، الكهرباء والغاز، بالإضافة إلى إنشاء محطات لنقل البضائع والركاب.
أكد المسؤولون العراقيون والإيرانيون على ضرورة جاهزية جميع هذه البنى التحتية للتشغيل قبل زيارة الأربعين للعام المقبل، بما يتيح توفير التسهيلات اللازمة لنقل البضائع والركاب بالتزامن مع زيادة حركة الزوار.
تتمتع حدود "جيلات"، بموقعها الجغرافي المتميز، بإمكانيات كبيرة لتنمية محافظة إيلام، لا سيما في مجالي التجارة والسياحة.
يرى المسؤولون العراقيون والإيرانيون أن تجهيز هذه الحدود يمكن أن يلعب دورًا هامًا في خفض تكاليف النقل وتسهيل التجارة بين البلدين.
وفي هذا الصدد، صرّح "عمر الوائلي"، رئيس هيئة المنافذ الحدودية العراقية، بأن تطوير حدود "جيلات" سيعزز العلاقات الاقتصادية والثقافية بين إيران والعراق.
كما أكد محافظ ميسان، "حبيب ظاهر الفرطوسي"، على أهمية هذا المشروع خلال اجتماعه مع نظيره في إيلام، "أحمد كرمي"، قائلاً إن معبر "جيلات" الحدودي سيوفر فرص عمل عديدة ويحسّن معيشة سكان المناطق الحدودية.
كما أعلن عن رغبة العراق في التعاون الوثيق مع إيران في مجالات البنية التحتية وتسهيل شؤون الحدود.
وأكد محافظ إيلام أن مسؤولي الجمهورية الإسلامية الإيرانية والجمهورية العراقية مهتمون جدياً باستكمال البنية التحتية اللازمة لإعادة فتح معبر "جيلات" الحدودي في قضاء دهلران.
كما صرّح محافظ إيلام خلال اجتماع مشترك مع وفد عراقي رفيع المستوى برئاسة محافظ ميسان لتسريع إعادة فتح معبر جيلات الحدودي:
"يبشر هذا الاجتماع بمستقبل مشرق لتطوير العلاقات بين محافظتي إيلام وميسان، وتحقيق الرغبة الراسخة لشعبي البلدين في إعادة فتح هذا المعبر الحدودي".
أشار كرمي إلى تشكيل لجنة مشتركة بين المحافظتين كأحد القرارات المهمة في الاجتماع، مضيفًا:
"سيتم تشكيل هذه اللجنة بهدف زيادة القدرة على التحرك وتسريع إنشاء وتأسيس البنية التحتية والتدابير اللازمة لإعادة فتح هذا المعبر الحدودي في أقرب وقت ممكن".
وأكد محافظ إيلام أن بعض هذه الإجراءات سيكتمل بنهاية هذا العام والجزء الآخر قبل الأربعين الحسيني للعام المقبل، وأضاف:
"تولي الحكومة الرابعة عشرة ورئيس الجمهورية نفسه، وكذلك وزير الداخلية، اهتمامًا خاصًا بتطوير العلاقات والتأكيد على الدبلوماسية الحدودية النشطة".
اتفق الجانبان الإيراني والعراقي خلال هذه الزيارة على استكمال جميع الإجراءات اللازمة لإعداد معبر "جيلات" الحدودي قبل الأربعين للعام المقبل، بحيث يصبح هذا المعبر أحد البوابات المهمة بين إيران والعراق.
يمكن لمعبر "جيلات"، باعتباره المعبر الحدودي الثاني لمحافظة إيلام بعد مهران، أن يلعب دورًا أساسيًا في التنمية الاقتصادية وتعزيز العلاقات الإيرانية العراقية. وعبر خلال تسريع إنشاء البنية التحتية اللازمة، يمكن أن تصبح هذه الحدود أحد أهم المراكز التجارية والثقافية والاجتماعية في العلاقات الثنائية.
إن تطوير البنية التحتية لمعبر "جيلات" الحدودي، الذي سيصبح قريبًا أحد المعابر الرئيسية لمحافظة إيلام، من شأنه أن يُحدث نقلة نوعية في العلاقات الإيرانية العراقية.
كما أن تجهيز هذه الحدود لن يُسهّل حركة الزوار والمسافرين فحسب، بل سيمهد الطريق أيضًا لتوسيع التعاون التجاري والثقافي.
تُعدّ محافظة "ميسان"، التي يقع مركزها مدينة العمارة، إحدى المحافظات المجاورة لإيلام (قضاء دهلران)، وسوق "جيلات" الحدودي هو أقرب منطقة إلى مدينة "علي غربيط في محافظة "ميسان".
إن افتتاح معبر "جيلات" الحدودي، كأحد المشاريع الاقتصادية الاستراتيجية، سيخلق مستقبلًا مشرقًا لهذه المنطقة، وبفضل موقعها الجغرافي المتميز بالقرب من محافظة "ميسان" العراقية ومركزها مدينة "العمارة"، يُمكن أن تصبح المركز الرئيسي للتبادلات التجارية وتصدير البضائع الإيرانية إلى العراق والأسواق الإقليمية.
بالإضافة إلى ذلك، وبالنظر إلى الإمكانات الاقتصادية لقضاء "دهلران"، بما في ذلك احتياطيات النفط والغاز الغنية والأراضي الزراعية الخصبة، فإن إطلاق هذا السوق الحدودي سيساهم بشكل كبير في نمو الصادرات والعملات الأجنبية في المنطقة.
من التحديات التي نواجهها خلال أيام الأربعين، كثافة حركة المرور والضغط المفرط على معبر مهران، باعتباره أكثر المعابر الحدودية ازدحامًا في إيران، وفي ظل هذه الظروف، يمكن أن يساعد فتح معبر "جيلات" في توزيع منطقي ومتوازن لحركة الزوار.
مع فتح هذا المعبر (جيلات)، يمكن نقل جزء كبير من حركة الزوار، وخاصة خلال ساعات الذروة، إلى هذا المعبر، مما يُخفف الضغط الشديد على معبر مهران. وهذا لن يُسهّل إدارة حركة الزوار فحسب، بل سيُحسّن أيضًا جودة الخدمات المُقدّمة على المعبرين.
تُعدّ قضاء "دهلران"، باعتبارها المركز الزراعي والنفطي في إيلام، بمساحة 123 ألف هكتار من الأراضي الزراعية الخصبة، المركز الرئيسي لزراعة وإنتاج القمح وبذور اللفت والذرة والخضراوات والسمسم الصيفي في المحافظة.
كما أنه تحتل "دهلران" المرتبة الثانية في البلاد من حيث إنتاج بذور اللفت الزيتي الاستراتيجي.
ولمحافظة إيلام أطول حدود مشتركة مع العراق، بطول 430 كيلومترًا، منها 220 كيلومترًا في منطقة قضاء "دهلران".