البث المباشر

لماذا تحلم أمريكا بالسيطرة على باغرام؟

الأربعاء 19 نوفمبر 2025 - 15:24 بتوقيت طهران
تنزيل

في هذا الفيديوكاست نحكي عن قاعدة باغرام التي لم تكن مجرد موقع عسكري استخدمته واشنطن على مدار عقدين، ليس فقط في الحرب الأفغانية، بل في تنفيذ عمليات خارج الحدود.

غادرت الولايات المتحدة أفغانستان، لكن حلم السيطرة لم يغادر ذهنها فقاعدة باغرام لم تكن مجرد موقع عسكري استخدمته واشنطن على مدار عقدين، ليس فقط في الحرب الأفغانية، بل في تنفيذ عمليات خارج الحدود، معظم الغارات بالطائرات المسيّرة على المناطق القبلية في باكستان انطلقت عبر المجال الجوي لباغرام وجلال آباد، وفي الوقت نفسه، تحوّلت القاعدة إلى مركز مراقبة إلكترونية، مجهز بهوائيات عملاقة وبرج لجمع البيانات، يسجل ملايين الإشارات يومياً من شرق إيران وغرب الصين، وكان مركز بروان للاستجواب جزءاً أساسياً من هذه الشبكة، حيث تُنقل المعلومات من مئات السجناء مباشرة إلى محللي وكالة الاستخبارات المركزية في قطر وفرجينيا، لتُبنى بذلك سلسلة استخباراتية متكاملة داخل جبال أفغانستان.

باغرام ليست قاعدة عادية في أفغانستان وإنما هي قاعدة اساسية عسكرية واستخبارية لأمريكا في قلب أسيا؛ طائرات المسيّرة MQ-9 و RQ-4 أقلعت من هنا لآلاف الساعات، لمراقبة البنتاغون لكل حركة وإشارة في المنطقة الممتدة من آسيا الوسطى إلى حدود إيران والصين.

ولكن اليوم محور أسيا في حالة التغيير وأمريكا تشعر بالخطر ازاء ذلك؛ الصين اليوم تتصدر التجارة العالمية باليوان، ودول رابطة جنوب شرق آسيا تتجه نحو الاستقلال عن الدولار، كما أن الضغوط على روسيا في أوكرانيا لم تحقق أهدافها.

في هذا السياق، تسعى الولايات المتحدة لاستعادة هيمنتها المعلوماتية على الممرات الحيوية للقارة، وترى في باغرام موقعاً استراتيجياً مثالياً لمراقبة شينجيانغ.

السيطرة الأمريكية على قاعدة باغرام يحتمل خوفا من تعدد الأقطاب وبالنسبة للولايات المتحدة، فان باغرام ليست قاعدة عادية، بل "عين على الشرق" حتى تتمكن من مراقبة  الصين والسيطرة على روسيا وممارسة الضغط علي إيران أما بالنسبة للشعب الأفغاني، فهي رمز للاحتلال، للسجون، وطائرات المسيرة التي لم تتوقف عن التحليق، صوتها يرافقهم كل يوم، تذكيراً بثمن الهيمنة الأجنبية.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة