وبحسب تقارير صادرة عن مراكز أبحاث غربية، فإن أي مواجهة عسكرية مقبلة بين الجانبين ستكون أكثر حدّة، في ظل التطور الكبير في القدرات الصاروخية الإيرانية التي باتت قادرة، وفق تقديرات عسكرية، على اختراق أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة وعلى رأسها "ثاد" و"باتريوت".
وتشير التحليلات إلى أن الضربات الإسرائيلية للمنشآت النووية لم تؤدِّ إلى إيقاف البرنامج الإيراني، بل سرّعت من خطوات طهران لإعادة بناء ترسانتها الصاروخية وتطوير منظوماتها الدفاعية. ويرى خبراء أن العملية شكّلت "خطأً استراتيجياً" أدى إلى نتائج معاكسة للخطط الإسرائيلية، وعزز قدرة إيران الردعية.
كما لفت ضباط سابقون في الجيش الأمريكي إلى أن تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حول مساهمة الهجوم في تسهيل اتفاق غزة لا تتوافق مع الوقائع الميدانية، حيث جاءت النتائج العملية "عكسية تماماً".
وفي السياق نفسه، حذّر مركز "الأطلسي" للأبحاث من أن أي حرب مستقبلية ستكون مكلفة لإسرائيل سياسياً وعسكرياً، مع تراجع القدرة على احتواء القدرات الإيرانية المتنامية. ويقارن محللون الوضع الحالي بهزائم تاريخية، حيث قد تتحول الضربة المحدودة إلى مكسب استراتيجي للطرف الآخر.
من جانب آخر، نقلت تقارير عن مسؤولين استخباراتيين إسرائيليين سابقين اعترافهم بأن حرب الأيام الـ12 لم تحقق أهدافها، بل ساهمت في تعزيز تماسك الجبهة الداخلية الإيرانية وإحياء الشعور القومي، مما زاد من شرعية النظام في مواجهة التهديدات الخارجية.
وتحذر تقارير غربية من أن انهيار الاتفاق النووي يزيد مخاطر الانزلاق نحو مواجهة شاملة قد تدفع إيران إلى خيارات أكثر تقدماً على المستويين العسكري والنووي، في ظل تسارع برامج التطوير الإيرانية بعد الهجمات الأخيرة.