جاء هذا الاتفاق خلال زيارة وزير الطرق والبنية التحتية الإيرانية، فرزانه صادق، إلى إسلام آباد، حيث التقت نظراءها من وزارات التجارة والمواصلات والسكك الحديدية الباكستانية. وناقش الطرفان مجموعة من المشاريع النقلية، بما في ذلك إعادة تشغيل قطار ITI، وتجديد خط سكة الحديد كويتا–تفتان، وتوسيع التبادل السككي والطرقي بين البلدين.

وأعلنت وزارة السكك الحديدية الباكستانية بعد هذه الاجتماعات أن إيران وباكستان اتفقتا على وضع «خطة عمل مشتركة» في مجال السكك الحديدية، وأن قطار إكو الدولي، الذي يربط جنوب آسيا بتركيا وأوروبا، سيستأنف رحلاته اعتبارًا من ديسمبر وفق هذا الاتفاق.

ويعد قطار ITI أحد المسارات الاستراتيجية في ممر شرق–غرب، وإعادة تشغيله قد يسرّع نقل البضائع من الصين وباكستان وجنوب آسيا إلى إيران ثم إلى تركيا وأوروبا. وكان الخط بحاجة إلى إعادة تأهيل في بعض مناطقه، خاصة في قطاع كويتا–تفتان، حيث أعلنت باكستان أن أعمال التجديد ستبدأ خلال العام الميلادي المقبل.

ويعتبر وعد وزراء النقل في إيران وباكستان باستئناف تشغيل القطار خلال أقل من ثلاثة أسابيع مؤشرًا على العزم المشترك لتعزيز حلقات الترانزيت الإقليمي الأساسية.

كما شدد الطرفان خلال لقاء صادق مع عليم خان، وزير المواصلات الباكستاني، على أهمية تطوير التعاون في النقل البري، فيما أعلنت إيران عن إصدار تعليمات جديدة لزيادة حركة العبور البري، خصوصًا عبر معبر ريمدان، واقترحت صادق إعلان عام 2026 «عام التحول الترانزيتي بين إيران وباكستان».

وعلى الصعيد البحري، يسعى البلدان لإنشاء روابط تشغيلية بين موانئ غواادر وكراتشي الإيرانية وشابهار، ما قد يربط جنوب آسيا بشبكة الموانئ الإيرانية والمسارات الدولية.

وتدل حجم الاتفاقات القريبة من موعد استئناف قطار ITI على أن التعاون في النقل بين إيران وباكستان دخل مرحلة جديدة، تشمل تشكيل آليات تنسيق، وتجديد البنية التحتية الحدودية، وتطوير خطوط السكك الحديدية، مما يعزز موقع إيران على خريطة الترانزيت الإقليمي.

وقال كريم نائيني، خبير النقل والترانزيت، إن تنفيذ وعد ديسمبر سيعيد ربط جنوب آسيا بأوروبا عبر إيران بعد سنوات من التوقف، وهو ما قد يؤدي إلى تنشيط محور جديد ضمن شبكة الصين–باكستان–إيران–تركيا–أوروبا.