البث المباشر

معرض بغداد يشهد مشاركة واسعة للمنتجات الإيرانية

الثلاثاء 18 نوفمبر 2025 - 11:42 بتوقيت طهران
معرض بغداد يشهد مشاركة واسعة للمنتجات الإيرانية

أكد ناشط في مجال الصناعات الإبداعية أن التصدير يمثل قضية محورية لإيران، مشيراً إلى أن هذه الخطوة لا تقتصر على تعزيز النمو الاقتصادي للجهات الثقافية، بل تلعب دوراً مهماً في تعريف العالم بالثقافة والفن الإيراني.

عُقد مؤتمراً صحفياً في قاعة اجتماعات "كارستان بهارستان" بالعاصمة العراقية بغداد، لبحث مشاركة إيران في الدورة الرابعة للمعرض الدولي للأطفال والشباب "شهاب بغداد"، وشارك في المؤتمر كل من سعيد حسيني، الناشط في مجال الصناعات الإبداعية، وحامد تاملي نائب رئيس جمعية مصنعي الألعاب، وسجاد عباسي مدير "كارستان بهارستان"، بالإضافة إلى مجتبي رمضان بور، المنتج في صناعة القرطاسية.

وأوضح سعيد حسيني أن السنوات الأخيرة شهدت تحولات كبيرة في قطاع الصناعات الثقافية الإيرانية، خاصة في مجالات الرسوم المتحركة وإنتاج المحتوى المرئي، مشيرًا إلى أن زيادة الإنتاج تعكس نموًا واضحًا في الأسواق المحلية، مع التأكيد على أن استمرار هذا النمو يعتمد على التوسع نحو الأسواق الخارجية.

وأضاف: "إذا اقتصر النمو على السوق المحلية فقط، فسيواجه التباطؤ سريعًا. للحفاظ على وتيرة النمو، يجب علينا التوسع نحو الأسواق الدولية، إذ يغطي السوق المحلي جزءًا محدودًا من قدرات إنتاجنا في الرسوم المتحركة والمنتجات الثقافية".

وأشار إلى أن العديد من الجهات الفاعلة في الصناعات الثقافية، مثل جمعية الألعاب وجمعية المنتجات التقليدية ومؤسسة "كارستان بهارستان"، بدأت نشاطاتها وفق استراتيجية تصديرية، تضمنت تصنيف الدول حسب أولوية التصدير مع مراعاة سهولة الوصول، والروابط الثقافية، ومدى التشابه الثقافي للمحتوى. وأضاف أن العراق يعد سوقاً رئيسياً لتوسيع الحضور الإيراني، نظراً لشبابه الكبير والتشابه الثقافي والديني وسهولة النقل والتواصل الحكومي.

وأكد حسيني أن السنوات الماضية شهدت جهوداً جدية لدخول السوق العراقي، شملت دراسات السوق والجمهور، وتنظيم المعارض المشتركة، وإقامة مكاتب تصديرية، موضحًا أن من الخطوات المهمة المقبلة إنشاء مكتب رسمي لتصدير المنتجات الثقافية الإيرانية إلى العراق.

وأشار إلى أن المعارض تلعب دوراً محورياً في التعرف على سلوك الجمهور العراقي وتفاعله مع المنتجات الإيرانية، مضيفاً أن مشاركة المنتجين الإيرانيين تطورت من شكل متفرق إلى مشاركة منسقة ومنظمة بمساهمة الجمعيات المتخصصة، ما يمثل خطوة جدية نحو التصدير.

وقال: "في الدورة الأخيرة، قدم المنتجون الإيرانيون منتجاتهم بشكل احترافي وحصلوا على ردود فعل إيجابية، لذا قررنا هذا العام تعميق المشاركة لتشمل تأسيس مكتب دائم للعرض والتصدير". وأوضح أن حجم المشاركة الإيرانية تضاعف تقريباً مقارنة بالعام الماضي، بمساحة عرض تبلغ نحو 500 متر مربع تشمل الرسوم المتحركة، المشاريع الإبداعية، المنتجات التقليدية، ومنتجات الأطفال، ما يعكس قدرات المنتجين الثقافيين الإيرانيين.

وأكد أن خلال أيام المعرض سيزور التجار والمسوقون العراقيون لتوقيع اتفاقيات تجارية، بالإضافة إلى حضور المسؤولين الثقافيين والمدارس للتعرف على القدرات الثقافية الإيرانية في مجال الطفل والشباب، مؤكداً أن الحدث يعكس صورة واقعية لإمكانات إيران في هذا المجال.

من جهته، أكد الناشط أن جميع الإجراءات المتخذة، بدءاً من المشاركة في المعارض وحتى تأسيس المكاتب والتواصل مع التجار والشبكات الثقافية العراقية، تشكل جزءًا من خطة شاملة لتوسيع أسواق الصناعات الثقافية الإيرانية، بالتعاون مع مؤسسات مثل "سوره" والجهات الفاعلة في كردستان ومناطق أخرى، بهدف تدويل الصناعات الثقافية للأطفال والشباب.

وأشار إلى أن العراق يعد أهم سوق تصديري حالي للصناعات الثقافية الإيرانية، نظراً لإمكانية الوصول إليه وكونه فرصة مناسبة لتطوير المنتجات الثقافية والفنية الإيرانية، موضحاً أن المعرض سيستمر من 19 إلى 29 نوفمبر، مما يوفر فرصاً واسعة للتفاعل الثقافي والاقتصادي والتجاري بين الطرفين.

برنامج استراتيجي لتطوير الصادرات الثقافية
أكد حسيني أن حضور إيران في المعارض ليس نشاطاً عرضياً، بل جزء من خطة استراتيجية لتطوير الصادرات الثقافية وتثبيت مكانة إيران في أسواق المنطقة، موضحاً أن اختيار المنتجات المشاركة يتم ضمن هياكل جمعوية وديمقراطية، وفق معايير الكفاءة والتخصص وملاءمة السوق المستهدف وقدرة المنتج على المنافسة من حيث السعر والجودة.

وأشار إلى أن معرض "شهاب بغداد" يقدم فرصة لجمع ردود فعل دقيقة من الجمهور العراقي، لتوجيه التصدير بما يتناسب مع احتياجات السوق، مع التركيز على المنتجات الصغيرة التي يمكن أن تكون رواداً في الأسواق التصديرية.

العراق سوق واعد لتصدير المنتجات الثقافية
بدوره، قال حامد تأملي، نائب رئيس جمعية منتجي الألعاب، إن السوق الإيراني الداخلي يقدر بنحو 400 مليون دولار، وهو سوق كبير لكنه محدود مقارنة بالقدرة الإنتاجية، موضحاً أن المنتجات الإيرانية شهدت طفرة نوعية وكمية خلال العقد الماضي، حيث يوجد اليوم أكثر من 5000 نوع لعبة محلية الصنع.

وأشار إلى أن الهدف النهائي ليس التصنيع فقط، بل الوصول إلى التصميم الإيراني الأصيل، مؤكدًا أهمية التصدير لمواجهة المنافسة مع المنتجات الأجنبية، وخصوصًا الصينية، التي تهيمن على السوق العالمي. وأضاف أن العراق كان الهدف الأهم لتوسيع الصناعة، نظراً للتشابه الثقافي والديني وحجم جمهور الأطفال والشباب وإمكانات السوق العالية.

وأكد أن السوق العراقي قد يختلف عن السوق الإيراني، لذا من الضروري دراسة ذوق الجمهور لتوجيه التصدير بما يضمن دورة اقتصادية مستدامة، مشيراً إلى مشاركة أكثر من 50 منتجاً إيرانياً بنحو 400 لعبة لتلقي ردود فعل الجمهور وبناء شبكة توزيع قوية.

نشاط 150 فريقاً متخصصاً في "كارستان بهارستان"
قال سجاد عباسي، مدير "كارستان بهارستان"، إن المركز يتعاون مع أكثر من 150 فريقاً نشطاً في مجالات الطفل والشباب، تشمل الأنشطة الثقافية والتعليمية والفنية والتقنية، مع التركيز على الاستثمار، وتسريع الأعمال، وتطوير السوق. وأضاف أن التركيز هذا العام ينصب على تطوير السوق وفتح علاقات مع العملاء الرئيسيين، وليس مجرد الزوار، مشيراً إلى مشاركة 14 فريقاً بعرض منتجاتهم ضمن المعرض، بما في ذلك دمج قطاع الرسوم المتحركة مع المنتجات الثقافية.

توقع عباسي أن يتجاوز عدد الزوار ثلاثة آلاف شخص يومياً، مع نسبة كبيرة من أصحاب الأعمال والتجار الرئيسيين، ما يعزز فرص التصدير، وأوضح أن السوق العراقي يوفر ميزة تنافسية لعدة أسباب، أبرزها القرب الثقافي والديني وسهولة التصدير وثقة التجار العراقيين بالمنتجات الإيرانية.

ضرورة التصدير في صناعة القرطاسية
قال مجتبي رمضان بور، منتج في صناعة القرطاسية، إن العمل في هذا القطاع منذ عام 2006 أظهر التطور الكبير في إيران، مؤكداً أن التصدير ضروري للحفاظ على استمرارية النشاط الاقتصادي واستغلال القدرة الإنتاجية الوطنية بالكامل. وأضاف أن فتح قنوات تصديرية طويلة الأمد يضمن دورة اقتصادية نشطة واستمرارية الإنتاج، مع تعزيز قدرة المنتجات الإيرانية على المنافسة الدولية.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة