البث المباشر

معرفة الله ونصرة المهدي/ أهمية زيارة الناحية المقدسة/ ذكر الصلوات

الإثنين 15 إبريل 2019 - 15:02 بتوقيت طهران

(الحلقة : 384)

موضوع البرنامج:
معرفة الله ونصرة المهدي
أهمية زيارة الناحية المقدسة
ذكر الصلوات

في عالم الأنوار نور خاتم

ولعالم الإيجاد فاتحة الكتاب

فبه الإله غداً سينجز وعده

ويسر قلب الوحي عن طول اكتئاب

في يوم وثبته البشائر تغتدي

وتروح كاشفة تباريح العذاب

فبنوره الأرض استنارت، أشرقت

سل سورة الإسراء تنعمك الجواب


بسم الله وله الحمد مبدأ كل خير ومنتهاه والصلاة والسلام على كنوز رحمته ومصابيح معرفته وهداه حبيبنا محمد مصطفاه وآله قطب ولاه.
السلام عليكم مستمعينا الأطائب وطابت أوقاتكم بكل خير ورحمة وبركة، بتوفيق الله نلتقيكم في حلقة جديدة من برنامجكم المهدوي هذا اخترنا لمطلعه ولثنايا فقراته أبياتاً من قصيدة للأديب الولائي الفاضل سماحة الشيخ أحمد الدر العاملي – حفظه الله
أما فقرات البرنامج الأخرى فالأولى عن صفات الأنصار الصادقين عنوانها: معرفة الله ونصرة المهدي
ثم إجابة عن ثاني أسألة مستمعنا الكريم الأخ كاظم يلسين وموضوعه هو: أهمية زيارة الناحية المقدسة
وحكاية أخرى من الحكايات المهدوية الموثقة اخترنا لها عنوان: ذكر الصلوات
أطيب الأوقات نتمناها لكم مع فقرات لقاء اليوم من برنامجكم (شمس خلف السحاب) تابعونا والفقرة التربوية التالية وعنوانها هو:

معرفة الله ونصرة المهدي

وصف مولانا الإمام جعفر الصادق – صلوات الله عليه – الربانية لأنصار المهدي – أرواحنا فداه – فقال:
"رجال كأن قلوبهم زبر الحديد لا يشوبها شك في ذات الله أشد من الحجر.. لا ينامون الليل، لهم دوي في صلاتهم كدوي النحل، يبيتون قياماً على أطرافهم يصبحون على خيولهم، رهبان بالليل ليوث بالنهار، كالمصابيح كأن قلوبهم القناديل وهم من خشية الله مشفقون".
مستمعينا الأفاضل، الفقرات التي استمعتم لها قبل قليل هي جزء من حديث شريف يعد من أجمع الأحاديث الشريفة في بيان صفات الأنصار المخلصين الصادقين في نصرتهم للمهدي المنتظر – عجل الله فرجه -.
وقد نقلنا الحديث في حلقة سابقة وتحدثنا عن الأركان التي يبينها لصفات المهدويين على نحو الإجمال، ووعدناكم – أيها الأكارم – بتفصيل الحديث عنها، فتناول هنا الحديث الركن الأول الخاص بطبيعة علاقتهم بالله عزوجل، وهذا ما تبينه الفقرات المتقدمة من الحديث الصادقي.
ففي الفقرة الأولى يقول مولانا الإمام الصادق – عليه السلام – في وصف أنصار سليله المهدي – أرواحنا فداه -: "رجال كأن قلوبهم زبر الحديد لا يشوبها شك في ذات الله أشد من الحجر".
المستفاد من التعبير المتقدم – أيها الأحبة – هو أن معرفة الله عزوجل بالصورة النقية السليمة قد رسخت في قلوب هؤلاء الأنصار الصادقين وبدرجة جعلتها راسخة الإيمان لا يرهبها شيء في نصرة الله ولا يعتريها شك في ذات الله؛ أي في أعلى مراتب توحيده الخالص تبارك وتعالى.
وهذا يعني مستمهينا الأطائب، أن معرفتهم بالله عزوجل قد حصلوا عليها من مصادرها اليقينية الصحيحة هذا أولاً، وعملوا بما تقتضيه هذه المعرفة من ابتغاء مرضاة الله جل جلاله ولذلك رسخت معرفته في قلوبهم واطمأنت نفوسهم الى رعايته ولطفه، لأن النصوص الشريفة بأن الذي يرسخ الكلم الطيب والمعارف الحقة ويثبتها في القلوب هو العمل الصالح.
ويستفاد من الأحاديث الشريفة أن مما يعين المؤمن الذي يتقرب الى الله بالإجتهاد في سعيه للتحلي بأنصار المهدي المخلصين هو التعمق في الحصول على معرفة الله عزوجل من مصادرها النقية، فمثلاً روي في كتاب الكافي مسنداً عن عاصم بن حميد قال: سئل علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام عن التوحيد، فقال: إن الله عزوجل علم أنه يكون في آخر الزمان أقوام متعمقون فأنزل الله تعالى (قل هو الله أحد) والآيات الست الأولى من سورة الحديد الى قوله "عليم بذات الصدور" فمن دام وراء ذلك فقد هلك.
زيستفاد بوضوح من هذا الحديث – إخوتنا الأفاضل – أن الآيات الكريمة المشار اليها أي آيات سورة الإخلاص والآيات الست الأولى من سورة الحديد ينبغي أن تكون نصب اهتمام المهدوي في معرفته التوحيدية الخالصة.
أيها الإخوة والأخوات، وفي الفقرات اللاحقة يبين لنا مولانا الإمام الصادق الصفة الثانية المميزة لعلاقة أنصار المهدي بالله تبارك وتعالى وهي شدة إقبالهم وحبهم للعبادة، فيقول – صلوات الله عليه -: "لا ينامون الليل لهم دوي في صلاتهم كدوي النحل، يبيتون قياماً على أطرافهم رهبان بالليل ليوث بالنهار".
وهذه التعبيرات هي الأبلغ في يبان شدة الحب والإقبال على عبادة الله تبارك وتعالى؛ خاصة وصف هؤلاء الموحدين المخلصين لله بالقيام على أطرافهم وهذه صفة سيدنا الحبيب المصطفى – صلى الله عليه وآله – في تنفله لله في الأسحار.
من هنا يتضح أن تقوية روح الحب للعبادة والأنس بالله عزوجل والتقرب اليه بالنوافل هو من المهمات التي ينبغي للمؤمن الطالب لنصرة مولانا المهدي – أرواحنا فداه – أن لا يغفل عنها؛ لكي يصبح من اولئك الأنصار المخلصين التي تشع قلوبهم – كالقناديل – بتوحيد الله ومحبته والأنس به تبارك وتعالى.
تبقى أحباءنا الصفة التوحيدية الثالثة المميزة لعلاقة المهدويين بالله سبحانه وتعالى وهي التي يشير اليها مولانا الإمام الصادق بقوله – صلوات الله عليه -: "وهم من خشية الله مشفقون"، وهذا الوصف يعني أنهم متفانون في ابتغاء مرضاة الله في الورع عن محارمه والعمل بالصالحات، يشفقون دائماً من عدم أداء حقه تبارك وتعالى في كل ما يقبلون عليه من الصالحات فضلاً عن الورع، فهم قد عرفوا الله بالمعرفة السليمة التي أيقنوا معها أنهم لا يؤدون عظيم إحسانه وتواتر آلائه وجميل نعمائه التي لا تعد ولا تحصى.

مهمى يطول الإنتظار فعزمنا

صلب بفضلك كالصياخيد الصلاب

نحيا على أمل اللقا، ورجاؤنا

يوم الظهور نعد عندك في الصحاب

ذكراك ورد والدموع مزاجها

فرح وحزن واشتياق وارتقاب


لا زلنا معكم أيها الأكارم ونحن نقدم لكم حلقة اليوم من برنامجكم (شمس خلف السحاب) تستمعون لها من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران.
أيها الأحبة، كانت قد وصلت للبرنامج رسالة عبر البريد الإلكتروني من الأخ كاظم ياسين اشتملت على ثلاثة أسئلة بشأن زيارة الإمام الحسين – عليه السلام – المروية عن سليلة الإمام المهدي – عجل الله فرجه – والمعروفة بزيارة الناحية المقدسة.
وكان السؤال الأول عن اعتبار نص هذه الزيارة، وقد تقدمت الإجابة عنه في الحلقة السابقة، والسؤال الثاني هو عن أهمية هذه الزيارة المعتبرة، وهو ما يلخص أجوبة العلماء عنه أخونا الحاج عباس باقري في الدقائق التالية؛ نستمع معاً:
الباقري: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم أيها الأخوة والأخوات وسلام على أخينا كاظم ياسين. بالنسبة لسؤال الأخ كاظم في الحلقة السابقة تقدمت الاجابة عن شطر سؤاله الأول في المصادر المعتبرة والتي روت زيارة الناحية المقدسة، أشرنا الى أن اهمية هذه الزيارة تحتاج الى تفصيل اوكلناه الى هذه الحلقة وهذا ما نقوم به الآن. أخ كاظم بالنسبة لزيارة الناحية المقدسة لها اهداف واضحة تبدو أن الامام سلام الله عليه اراد أن يربي شيعته عليها، فيما يرتبط بالقسم الأول من هذه الزيارة وأهداف ترتبط بالقسم الثاني. أشرنا الى أن زيارة الناحية المقدسة تشتمل على قسمين أساسيين، القسم الأول يرتبط بزيارة الامام الحسين، فيما يرتبط بهذا القسم هنالك واضح أن التفاعل الوجداني مع الامام الحسين والمظلومية الامام الحسين سلام الله عليه توجد حالة السعي لتجسيد مظاهر البرائة من الظلم التي أدت الى واقعة كربلاء وكذلك الموالاة لكل حق مثله الامام الحسين سلام الله عليه، هو التأمل في هذه العبارات، عبارات زيارة الناحية المقدسة. يكفي للمؤمن أن يستشعر عمق مظلومية الامام الحسين سلام الله عليه وقوة تمثيله للتوحيد الخالص يعني التوحيد الخالص الدين المحمدي النقي تجسد في وجود سيد الشهداء سلام الله عليه فكان قتل الامام الحسين سلام الله عليه جرأة على التوحيد الخالص، محاولة لقتل التوحيد الخالص، محاولة لحرمان الأمة من التوحيد الخالص. التمعن في العبارات القوية التي بينت مظلومية الامام الحسين من جهة ومن جهة اخرى رسخت الشعور بنصرة الامام الحسين سلام الله عليه "لوعاقتني الدهور" يعني الامام سلام الله عليه يبين هذه الحقيقة ويعلم المؤمن الزائر للحسين بأنه يعيش حالة أنه لو كان يوم عاشوراء لوقى الامام الحسين بنفسه. ما الذي يعني ذلك؟ هذا يعني بأن هذه الزيارة تربي الانسان المؤمن على نصرة الحق الحسيني، نصرة التوحيد الحسيني، نصرة المحمدية النقية التي مثلها الامام الحسين سلام الله عليه. وهذا الأمر يتمثل عملياً بالإستعداد لنصرة وريث الامام الحسين سلام الله عليه وهو المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف وجعلنا من خيار أنصاره وأعوانه. ندعو الأخوة والأخوات الى إستشعار هذا الأمر وجدانياً من خلال التأمل بفقرات الزيارة الخاصة بالامام الحسين من زيارة الامام المهدي لجده المعروفة بزيارة الناحية المقدسة. أما بالنسبة لأهداف الامام المهدي من زيارة الأنصار وهي الشطر الثاني من زيارة الناحية المقدسة فهذه الأهداف ايضاً متعددة ترتبط بالأهداف المرادة من القسم الأول أي زيارة الامام الحسين وتفصيل الحديث عنها إن شاء الله نوكله الى حلقة قادمة من برنامج شمس خلف السحاب، شكراً لكم.

نشكر أخانا الحاج عباس باقري على هذه التوضيحات وندعوكم الآن أيها الأطياب الى حكاية أخرى من الحكايات الموثقة للفائزين بالألطاف الإلهية عبر خليفته – أرواحنا فداه – ننقلها لكم تحت عنوان:

ذكر الصلوات

إخوتنا وأخواتنا، ثمة درس مهم نتعلمه من حكاية هذا اللقاء وهي بركة الإكثار من ذكر الصلاة على محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين بهدف دفع الأخطار عن إمام زماننا المهدي – أرواحنا فداه – في استجابة الله لدعوات المؤمنين ودفع الأخطار عنهم.
وهذه الحكاية كتبها العالم الورع سماحة السيد محمد باقر الموسوي لسماحة الشيخ أحمد القاضي الزاهدي الكلبايكاني بتأريخ العاشر من شهر ذي القعدة / سنة ۱٤۱٥ للهجرة ونشرها الأخير في الجزء الثاني من كتابه الوثائقي (عشاق الإمام المهدي عليه السلام)؛ ننقل لكم خلاصة ترجمتها بعد قليل فابقوا معنا مشكورين..
قال سماحة السيد محمد باقر الموسوي: ترتبط هذه الحكاية بوالدة صهري العلوية المؤمنة علم الهدى الأهوازي، قال:
بلغنا أن إمام جمعة مدينة عبادان سيلقي خطاباً في مسجد صاحب الزمان – عليه السلام – ليلة السبت، فغلب علينا الظن بأن المقصود هو مسجد صاحب الزمان في جمكران فجئت الى مسجد جمكران بمعية إحدى عشرة من المؤمنات من العلويات وغيرهن من أهالي مدينة عبادان للإستماع لهذا الخطاب، ولما دخلنا الميجد وجدناه خالياً، فعرفنا أننا أخطأنا وأن المقصود هو مسجد في داخل مدينة قم يحمل إسم الإسم؛ وهناك قلت للأخوات ما دمنا قد وقفنا لزيارة المسجد، فلنقيم صلاة صاحب الزمان وآدابه المسنونة فاستجبن بسرور، وبعد أن أنهينا أعمال المسجد خرجنا للعودة الى مدينة قم فوجدنا الطقس بارداً والمطر ينزل والفضاء مظلمة ولا توجد أي واسطة نقل بها، داخلنا حينئذ الخوف خاصة ونحن نسوة وليس معنا رجل.. انتظرنا مدة دون أن تصل المسجد ولا سيارة واحدة فازداد قلقنا، فتوجهت للأخوات، وقلت: لتهدي كل منا ذكر الصلوات على محمد وآله مئة مرة بنية دفع الخطر عن إمامنا المهدي – عليه السلام – عسى أن يهيأ الله لنا وسيلة العودة الى قم.
مستمعينا الأفاضل، وجاء الفرج سريعاً ببركة هذا التوسل الجميل ودفع الله الأخطار عن هؤلاء المؤمنات بسرعة ببركة صدق طلبهن دفع الخطر عن إمام زمانهن – أرواحنا فداه – تقول الأخت علم الهدى الأهوازي في تتمة حكايتها ما ترجمته:
لم نكن قد أنهينا بعد ذكر الصلوات على محمد وآله – صلوات الله عليهم – عندما رأينا نوراً يأتي باتجاهنا، كان مصباح دراجة بخارية اقتربت منا ثم نزل سيد وقور سألنا عن أمرنا فأخبرناه وسرعان ما اقتربت سيارة نادى السيد سائقها قائلاً: يا حاج محمد هلم الينا.
فاقتربت السيارة وقال لنا السيد: تفضلن بالركوب بسم الله.. كانت السيارة تسعنا نحن الإثنتا عشر بالكامل وشبيهة بالسيارة التي استأجرناها للمجيء للمسجد!
ركبنا الحافلة وجلس السيد الى جانب السائق في المقدمة وهو ينظر الى الأمام دون أن ينظر الينا لكي نجلس براحة.. وعندما تحركت الحافلة همست إحدى الأخوات بأذني قائلة: كان من الأفضل أن نسأل عن مقدار الأجرة خشية من أن يطلب منا أجرة باهظة، وقبل أن تكمل كلامها نادى السيد ثلاث مرات: الأجرة هي صلواتكن على محمد وآل محمد!!
وعندما وصلنا الى مدينة قم عرض السيد أن يوصل كلاً منا الى منزلها فشكرنا وقلنا: لا حاجة لذلك فهي قريبة.. فنزلنا من الحافلة ونزل السيد وقال للسائق:
جزاك الله خيراً، إذهب الى عملك الذي تركته لأجلنا...
فتحركت الحافلة.. وهنا التفتنا جميعاً لنشكر السيد ونودعه إلا أننا لم نر أحداً، فتفجرت دموع الشوق إذ عرفنا اللطف الذي شملنا من إمامنا – أرواحنا فداه – والحمد لله رب العالمين.

يا شمسنا والشمس تشرق عادة

طال الغياب أما لشمسك من اياب

هل من سبيل يا ابن أحمد كي ترى

ففؤاد من يهواك من فرقاك ذاب

أترى اليتامى ينعمون بفرحة

ما دام مفروضاً عليك الإحتجاب


أطيب الشكر نهديه لكم أيها الأطياب على طيب متابعتكم لحلقة اليوم من برنامج (شمس خلف السحاب).
لكم أصدق الدعوات من إخوتكم وأخواتكم في إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران.. دمتم في أمان الله.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة