موضوع البرنامج:
العباسيون الجدد
عدد العلامات الحتمية
حكاية عنوانها (لطف بالمؤمنين)
ولي الله يا ذخر الحسين
ويا حلم الخلاص بكل عين
أتاك الدهر يا مولاه يسعى
أسير الروح مغلول اليدين
إلينا أيها الأمل المفدى
بنا قد ضاق صدر الخافقين
فليس هناك من فرج قريب
سواك وحق رب المشرقين
بسم الله والحمد لله مجيب دعوة المضطرين ونصير المستضعفين ومنجي الصادقين، والصلاة والسلام على أعلام دينه المبين ومنارات عدله وأبواب رحمته للعالمين الحبيب محمد المصطفى وآله مصابيح الهدى.
السلام عليكم أعزاءنا المستمعين ورحمة الله وبركاته...
تحية طيبة نحييكم ونحن نلتقيكم بفضل الله وتوفيقه في حلقة اليوم من هذا البرنامج.
في هذا اللقاء نتعرف أولاً الى أبعاد علامة أخرى من العلامات المحتومة لظهور بقية الله الإمام المنتظر – عجل الله فرجه – نعرضها تحت عنوان:العباسيون الجدد
وفي الفقرة الثانية إجابة عن سؤال الأخ الفاضل جلال محمد عن:عدد العلامات الحتمية
وفي المحطة الأخيرة من البرنامج لنا إطلالة على ما كتبه آية الله العارف مرتضى الحائري بشأن حكاية بناء مسجد جمكران، تحت عنوان:
لطف بالمؤمنين
أنفع الأوقات نرجوها لنا ولكم مع فقرات لقاء اليوم من برنامج (شمس خلف السحاب) تابعونا والفقرة التالية تحت عنوان:
العباسيون الجدد
روى الشيخ النعماني في كتاب (الغيبة) بسنده عن الإمام محمد الباقر – صلوات الله عليه – قال:
"لابد أن يملك بنو العباس، فإذا ملكوا واختلفوا وتشتت أمرهم، خرج عليهم الخراساني والسفياني، هذا من المشرق وهذا من المغرب، يستبقان الى الكوفة كفرسي رهان، هذا من هنا، وهذا من هنا، حتى يكون هلاكهم على أيديهما، أما إنهما لا يبقون منهم أحدا.
وروى الشيخ الصدوق في كتاب (كمال الدين) مسنداً عن أبي حمزة الثمالي رضوان الله عليه قال: قلت لأبي عبدالله [الإمام الصادق] عليه السلام: إن أبا جعفر [محمد الباقر] عليه السلام كان يقول: إن خروج السفياني من الأمر المحتوم؟ قال – عليه السلام - : نعم .. فقلت: ومن الأمر المحتوم؟ قال لي: نعم، واختلاف بني العباس من المحتوم، وقتل النفس الزكية من المحتوم وخروج القائم من المحتوم...)
مستمعينا الأفاضل، هذان الحديثان الشريفان من أصرح النصوص الدالة على أن اختلاف بني العباس وذهاب ملكهم من العلامات المحتومة التي تقع قبيل ظهور المهدي الموعود بل وفي سنة ظهوره – عجل الله فرجه – فالإمام الصادق – عليهم السلام – يصرح بكل وضوح في الحديث الثاني بأن اختلاف بني العباس من المحتوم ويفهم من نص الحديث أن حتمية هذه العلامة هي بمستوى حتمية أهم العلامات المحتومة أي خروج السفياني وقتل النفس الزكية؛ بل وأصل ظهور القائم المهدي – صلوات الله عليه -.
كما أن قرب تحقق هذه العلامة – أي اختلاف بني العباس وزوال ملكهم – يفهم بوضوح من الحديث الأول إذ يصرح فيه مولانا الإمام الباقر – عليه السلام – بأن زوال ملكهم بعد اختلافهم وتشتت أمرهم يكون على أيدي الخراساني والسفياني، ومعلوم من الأحاديث الشريفة الكثيرة أن خروج هذين إضافة الى اليماني يكون في شهر رجب الذي يسبق ظهور المهدي – عجل الله فرجه – في شهر محرم، وهذا يعني أن تحقق هذه العلامة الحتمية أن زوال ملك بني العباس يكون قبل أقل من ستة شهور من ظهور خليفة الله المهدي – أرواحنا فداه – فيما تصرح أحاديث أخرى أنه يكون قبيل النداء السماوي بالدعوة لنصرة المهدي في شهر رمضان أي قبل ظهوره – عليه السلام – بحدود ثلاثة شهور؛ فهي إذن من أقرب العلامات المحتومة للظهور المقدس.
ويستفاد من الحديث الأول أن مقر حكم بني العباس يكون في العراق وفي ذكر الكوفة بالخصوص إشارة الى أنهم ليسوا من بني العباس الذين سقط حكمهم في القرن الهجري السابع على أيدي الغزاة المغول.
فهؤلاء كانت عاصمتهم بغداد كما هو معروف؛ وعلى أي حال ففي هذه الإشارة شاهد إضافي على أن المراد ببني العباس هنا غير مصداقهم التأريخي المعروف بكل خصوصياته المذهبية، بل إن المراد مصداق آخر يشترك مع نمط حكم بني العباس في كونهم وصلوا للحكم باسم الدعوة لنصرة أهل البيت والدعوة للرضا من آل محمد – صلى الله عليه وآله – وإن انقلبوا عليهم فيما بعد وأمنعوا في قتلهم وتشريدهم حتى سببوا غيبة خاتمهم الحجة المهدي – أرواحنا فداه – وعليه يتضح أن مراد الأحاديث الشريفة من تأكيدها على تجدد حكم بني العباس قبيل الظهور هو وصول طائفة الى الحكم بشعارات شبيهة بالتي وصل بها بنو العباس للحكم وأسقطوا حكم بني أمية في القرن الهجري الثاني.
(اللهم إليك شخصت الأبصار ونقلت الأقدام ورفعت الأيدي ومدت الأعناق، وأنت دعيت بالألسن، وإليك سرهم ونجواهم في الأعمال، ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين.
اللهم إنا نشكو إليك فقد نبينا وغيبة ولينا وقلة عددنا وكثرة عدونا وتظاهر الأعداء علينا، ووقوع الفتن بنا، ففرج ذلك اللهم بعدل تظهره، وإمام حق تعرفه، إله الحق آمين).
مستمعينا الأكارم؛ الدعاء الذي قرأناه لكم آنفاً هو أحد الأدعية التي كان مولانا الإمام علي أميرالمؤمنين – صلوات الله عليه – يدعو بها في قنوته وكان الإمام الصادق – عليه السلام – يأمر المؤمنين بأن يقنتوا بها في الصلوات بعد كلمات الفرج، كما نقل ذلك العلامة المجلسي في كتاب البحار عن كتاب (الذكرى) للشهيد الأول – رضوان الله عليه – فهو من الأدعية المهمة لتعجيل الفرج والتي ينبغي للمؤمنين التقرب الى الله بتلاوتها في قنوت الصلوات.
نتابع أيها الأطائب تقديم حلقة اليوم من برنامجكم (شمس خلف السحاب) تستمعون له مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران.
ننتقل الآن الى رسائلكم الكريمة أيها الأعزاء، فنقرأ في رسالة وصلتنا عبر البريد الإلكتروني قول مستمعنا الكريم الأخ جلال محمد:
ذكرتم في عدة من حلقات برنامجكم علامات عديدة تصفونها بأنها من العلامات الحتمية لظهور صاحب الزمان – عجل الله تعالى فرجه الشريف – ولكن ألا يتعارض هذا الوصف مع تحديد الإمام الصادق – عليه السلام – بأن العلامات المحتومة خمسة هي: اليماني والسفياني والصيحة وقتل النفس الزكية والخسف بالبيداء؟
الإجابة عن هذا السؤال نستمع لها مع مستمعنا الكريم جلال محمد ومعكم أيها الأكارم مع أخينا الحاج عباس باقري في الدقائق التالية:
باقري: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم أيها الأحبة ورحمة الله وبركاته وسلام على أخينا الفاضل جلال محمد. أخ جلال بالنسبة لسؤالكم، نص الحديث الشريف عن الامام الصادق سلام الله عليه يقول وهو مروي في عدة من المصادر المعتبرة "قبل قيام القائم عليه السلام خمس علامات محتومة، اليماني والسفياني والصيحة وقتل النفس الزكية والخسف بالبيداء" تلاحظون أن الأمر جاء على صيغة النكرة. خمس علامات محتومات وهذا الأمر واضح أنه من العلامات المحتومة خمسة، ليس حصر، يعني لم يقل الامام العلامات المحتومات خمس لاغير مثلاً وإنما خمس علامات توجد محتومات. الأمر لاينفي وجود علامات محتومة او حتمية اخرى وهذا ماصرح به العديد من العلماء كما في بشارة الاسلام، كما في البحار للعلامة المجلسي وغيره من الكتب. صرح العلماء بأن العلامات المحتومة المذكورة هنا هي بعض العلامات، نعم قالوا بأن درجة الحتمية القوة قد تختلف يعني هذه العلامات المنصوص عليها بتعبير العلامات المحتومة أقوى واللزوم أقوى وإنما هناك تعبيرات اخرى يعني الامام الصادق سلام الله عليه في رواية اخرى في غيبة النعماني عندما يسأله الراوي عن حديث الامام الباقر سلام الله عليه فيما يرتبط بحتمية خروج السفياني يقول نعم من المحتوم. ثم الامام الصادق نفسه سلام الله عليه يقول وإختلاف بني العباس من المحتوم يعني تعبير وإختلاف بني العباس من المحتوم صريح في حتمية هذه العلامات، على أنها لم تذكر ضمن هذه العلامات الخمسة يعني أنها ليست من اليماني او السفياني او الصيحة او قتل النفس الزكية او الخسف بالبيداء. هناك تعبيرات اخرى وردت في الأحاديث الشريفة، الحتمية يستفاد منها بكل وضوح، الامام سلام الله عليه يقسم والله لايكون الذي تنتظرون حتى يقع الأمر الفلاني، حتى يكون خوف شديد، حتى يكون اختلاف الناس، حتى يقع نسخ او تعبير النبي الأكرم صلى الله عليه وآله عشر علامات لابد منها يعني لابد منها تعبير واضح في حتمية هذه العلامات. تعبيرات متعددة يستفاد منها في الحتمية مثلاً لايكون الأمر يعني لايظهر الامام المهدي حتى يقع الأمر الفلاني حتى تتحقق العلامة الفلانية قبله. الشيخ المفيد رضوان الله عليه عندما جمع العلامات المحتومة او علامات الظهور التي جمعها من المصادر المعتبرة وهو من المتقدمين ايضاً ونصه نص معتمد ومهم ايضاً بإعتبار قدمه واطلاعه على مصادر أحاديث أهل البيت عليهم السلام من المصادر الأولى والمعتبرة لأحاديثهم، لم يخصص العلامات المحتومة بعدد معين بل أن معظم العلامات التي ذكرها او تتبعها بعض العلماء وجد فيها تعبيرات تفيد الحتمية. اذن على نحو الإجمال نقول إن ماورد في حديث الامام الصادق سلام الله عليه من تحديد علامات الظهور هي خمسة، هذا لايفيد أنها فقط هذه العلامات لاغيرها وإنما هذه أهم العلامات والملاحظ أن هذه العلامات جميعها تقع في زمن ظهوره يعني في سنة ظهوره فلعله اشارة الى أنها علامات حتمية قريبة التحقق من زمن ظهوره عجل الله تعالى فرجه وجعلنا من خيار أنصاره وأعوانه في غيبته وظهوره.
نشكر أخانا الحاج عباس باقري على هذه التوضيحات، وننقلكم أيها الأعزاء الى المحطة الأخيرة من البرنامج وفيها إضاءات بشأن حكاية بناء مسجد صاحب الزمان – عليه السلام – في قرية جمكران من ضواحي مدينة قم المقدسة؛ عنوان هذه المحطة هو :
لطف بالمؤمنين
مستمعينا الأفاضل؛ نقلنا في حلقات سابقة قصة بناء مسجد صاحب الزمان في جمكران طبق ما أورده آية الله المحدث النوري – رضوان الله عليه – في كتاب (جنة المأوى) نقلاً عن كتاب تأريخ قم لمحمد بن الحسن القمي من علماء القرن الهجري الرابع؛ وقد حظي هذا المسجد المبارك باهتمام المؤمنين منذ بنائه في القرن الهجري الرابع الى اليوم لكونه أسس على التقوى بأمر الإمام المهدي – أرواحنا فداه – وقد أظهر الله عزوجل كثيراً من الكرامات فيه في قضاء حوائج المتوسلين الى الله بخليفته صاحب الزمان الإمام الحجة – عجل الله فرجه -.
وقد كتب آية الله العارف التقي الشيخ مرتضى الحائري – رضوان الله عليه – توثيقاً علمياً مهماً لهذه الحكاية ضمن مذكراته المخطوطة لتي طبعت بالفارسية بعد وفاته تحت عنوان ترجمته (سر أحباء الله، قصص في العرفان والتوحيد الخالص).
قال – قدس سره – في هذا التوثيق:
(إن مسجد جمكران هو من الآيات الباهرات المعبرة عن لطف خليفة الله المهدي ورعايته – عليهم السلام – للمؤمنين، وهذا ما تدل شواهد عدة لعل الكثيرين لا يلتفتون إليها هي:
أولاً: إن حكاية مجيء الإمام المهدي – روحي فداه – لتحديد محل بناء المسجد حصلت في اليقظة وليس في المنام، وقد نقلها مؤلف كتاب (تأريخ قم) وهو كتاب معتبر عن الشيخ الصدوق عليه الرحمة؛ وقد قال آية الله السيد البروجردي وهو رجل عالم محقق ودقيق، إن هذه الحكاية وقعت في زمن حياة الشيخ الصدوق عليه الرحمة ونقله لها دال على كمال صحتها.
ثانياً: تتحدث هذه الحكاية عن أمور لا ترتبط بشخص واحد هو الحسن بن مثلة، لأن الناس عندما استيقظوا في الصباح شاهدوا الأوتاد والسلاسل التي وضعها الإمام – عليه السلام – لتحديد حدود المسجد بطلب من الشيخ الحسن بن مثلة الجمكراني لكي يصدق الناس قوله وقد بقيت هذه الأوتاد والسلاسل سنين طويلة في منزل سيد جليل ذا وجاهة في قم هو السيد ابوالحسن الرضا وكان الناس يستشفون بها قبل إختفائها بصورة غير طبيعية.
ثالثاً: إن محل المسجد يقع وسط البادية بعيداً عن مدينة قم وقرية جمكران يومذاك، فلا يمكن أن نتصور أن رجلاً جمكرانياً لوحده في ليلة رمضانية لوضع هذه السلاسل وافتعال الحكاية).
وتابع آية الله الشيخ مرتضى الحائري عرض أدلته التوثيقية لحكاية بناء مسجد جمكران قائلاً:
(رابعاً: إن الناس العاديين قد يحددون عبر رؤيا في المنام موضع قبر أحد ذراري الأئمة – عليهم السلام – أما تحديد موضع مسجد فهو بعيد عن أذهانهم.
خامساً: لو كان ظهور هذا المسجد نابع من العواطف الدينية والحب لصاحب الأمر – روحي فداه – لكانت أعماله توسلية محضة به – عليه السلام – كما نلاحظه اليوم من اهتمام زائري المسجد بزيارته – عليه السلام – والتوسل به، في حين نرى أن العمل العبادي الذي حدده الإمام للمسجد لا يشتمل حتى على ذكر إسمه الشريف.
سادساً: إن هذا العمل العبادي موافق للأدلة الشرعية الأخرى، فهو يشتمل على صلاة تحية المسجد وكذلك صلاة الركعتين مع تكرار آية (إياك نعبد وإياك نستعين) مئة مرة، ثم التهليل وتسبيح فاطمة الزهراء سلام الله عليها.
سابعاً: إن هاتين الحكايتين – يعني حكايتي بناء مسجد جمكران ومسجد الإمام المجتبى – عليه السلام – في قم، هما من الحكايات اليقينية بالنسبة ولعلي أكتب تحقيقاً تفصيلاً عن خصوصيتهما.
ثامناً: في ذلك الزمان لم يكن لأرض موقع المسجد قيمة كبيرة، ولكن الإمام حدد قطعة صغيرة محلاً للمسجد الأصلي الذي توسع كثيراً اليوم).
وختم آية الله الشيخ مرتضى الحائري حديثه بقوله – قدس سره -:
(لذا فهذه الشواهد أوجدت عندي القطع بصحة هذه الحكاية رغم شدة احتياطي في قبول ما ينقله الناس، فأيقنت بصحة هذا المسجد المبارك والحمد لله على ذلك وعلى غيره من النعم التي لا تحصى).
لقد سادت بنو الشيطان فينا
وعصبة من أباح القبلتين
تطاردنا الرماح بكل أرض
ونقتل كل يوم مرتين
وتسلبنا الديار وأنت أدرى
بما صنعت بنا في الغيبتين
وقبة جدك الهادي جراح
تسيل على ضريح الكوكبين
كما هدموا البقيع فنحت قبلاً
ودمعك شاهد في الحالتين
لقد بكت السماء دماً عبيطاً
وعرش الله ناح بمقلتين
فعجل في ظهورك مستبيناً
بعدل الله يحيي الخافقين
وبهذا نصل مستمعينا الأكارم الى ختام حلقة أخرى من برنامجكم (شمس خلف السحاب) إستمعتم لها من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران..
شكراً لكم وفي أمان الله.