موضوع البرنامج:
لا قائم إلا بسفياني
رمزية الصيحة السماوية
حكاية عنوانها (كشف حيرتي)
إن شئت تتلو سورة الحمد
فحبّر الأقوال في المهدي
وامدح إماماً حاز صفو العلى
وفاز بالسؤدد والمجد
إمام حق نوره ظاهر
كالشمس في غور وفي نجد
القائم الموعود والمنتمي
الى العلى بالأب والجد
وصاحب الأمر وغوث الورى
وحصنهم في القرب والبعد
بسم الله والحمد لله عاصم المؤمنين من الفتن وهاديهم الى سبل النجاة والفلاح؛ والصلاة والسلام على كهفه الحصين وسفن نجاته للعالمين نبيه المبعوث رحمة للخلائق أجمعين حبيبنا المصطفى محمد الأمين وآله الطيبين الطاهرين.
السلام عليكم أعزاءنا المستمعين ورحمة الله وبركاته؛ وأهلاً بكم في لقاء اليوم من هذا البرنامج إخترنا لمطلعه وخاتمته أبياتاً من قصيدة مهدوية للعالم الجليل الشيخ علي بن عيسى الأربلي أوردها – رضوان الله عليه – في كتابه القيم كشف الغمة في معرفة الأئمة.
ولنا في هذا اللقاء وقفة أولى عند أهم العلامات المحتومات لظهور خاتم الأوصياء – أرواحنا فداه - عنوانها:لا قائم إلا بسفياني
تليها لفقرات في تعجيل الفرج من أحد أدعية قنوت مولانا والد المهدي الإمام الحسن العسكري صلوات الله عليه.
ثم إجابة عن سؤال أختنا الكريمة العلوية زهراء الموسوي بشأن:رمزية الصيحة السماوية
وفي المحطة الختامية حكاية موثقة عنوانها:كشف حيرتي
تابعونا مشكورين في هذه المحطات والأولى نقدمها لكم تحت عنوان:
لا قائم إلا بسفياني
روى الشيخ الطوسي – رضوان الله عليه – في كتاب الغيبة مسنداً عن رسول الله – صلى الله عليه وآله – قال:
"عشر قبل قيام الساعة لابد منها: السفياني والدجال والدخان والدابة وخروج القائم وطلوع الشمس من مغربها ونزول عيسى وخسف بالمشرق وخسف بجزيرة العرب ونار تخرج من قعر عدن تسوق الناس الى المحشر.
وروى الشيخ الصدوق – رضوان الله عليه – في كتاب (كمال الدين) مسنداً عن الإمام جعفر الصادق – عليه السلام -:
"إن أمر السفياني من الأمر المحتوم وخروجه في رجب
وروي في كتاب (قرب الإسناد) عن إمامنا موسى الكاظم – عليه السلام – قال:
"إن أمر القائم حتم من الله وأمر السفياني حتم من الله ولا يكون قائم إلا بسفياني
وروي في كتاب الغيبة للنعماني مسنداً عن عبد الملك بن أعين قال:
كنت عند أبي جعفر [يعني الإمام الباقر] عليه السلام، فجرى ذكر القائم، فقلت له أرجو أن يكون [يعني ظهوره عجل الله فرجه] عاجلاً ولا يكون سفياني، فقال الباقر – عليه السلام -:
"لا والله إنه لمن المحتوم الذي لابد منه
وفي غيبة النعماني وأمالي الطوسي عن الإمام الصادق – عليه السلام – قال:
"السفياني لابد منه ولا يخرج إلا في رجب، فقال له رجل: يا أبا عبدالله إذا خرج فما حالنا؟ قال: إذا كان ذلك فإلينا.
الأحاديث الشريفة التي تلوناها لكم آنفاً – مستمعينا الأفاضل – إخترناها من بين عدد كبير من أحاديث علامات الظهور التي تصرح بحتمية خروج السفياني وما يقوم به من جهد بليغ لإبادة شيعة أهل البيت النبوي – عليهم السلام – واستهدافه المباشر لشخص الإمام المهدي وسعيه في قتله أرواحنا فداه -.
والنصوص المتقدمة واضحة الدلالة على كون خروج هذا الشخص من أئمة الضلالة وأعداء الله جل جلاله من علامات الظهور المحتومات؛ بل إن المستفاد من تلكم النصوص أن خروجه أهم هذه العلامات وأشدها حتمية، بحيث نرى فيها عبارات غاية في التأكيد مثل قول الإمام الكاظم – عليه السلام -:
"لا قائم إلا بسفياني، وقول الإمام الباقر – عليه السلام – "والله إنه لمن المحتوم الذي لابد منه.
وتتضح أهمية تعرف المؤمنين الى هذه العلامة المحتومة من علامات الظهور من كثرة الأحاديث الشريفة عنها، وكون معظم أهل البيت – عليهم السلام – قد تحدثوا عنها بدءً من النبي الأكرم – صلى الله عليه وآله – كما لاحظنا في الحديث الول من الأحاديث المتقدمة.
إضافة لذلك نجد في أحاديثهم – عليهم السلام – عن هذه العلامة تحديدهم لموقف المؤمنين تجاهها نظير ما ورد في الحديث الأخير من الأمر بسرعة السعي للإهتداء الى محل الإمام المهدي والإلتحاق به – عليه السلام – عند خروج السفياني حيث قال الإمام جعفر الصادق – عليه السلام -: "إذا كان ذلك فإلينا.
وكل ذلك يؤكد ضرورة دراسة الأحاديث الشريفة المتعلقة بحركة السفياني وتفصيلاتها التي ذكرها أئمة الهدى – عليهم السلام – وبكل دقة، فإن لذلك أهمية كبرى في النجاة من الفتن المحيطة بتلك الحركة والفوز بنصرة بقية الله المهدي وحركته الإصلاحية الكبرى – أرواحنا فداه -.
من هنا نخصص هذه الفقرة من فقرات برنامج (شمس خلف السحاب) ولعدة حلقات إن شاء الله لنقل الأحاديث الشريفة المخبرة عن فتنة السفياني وما ينبغي للمؤمنين القيام به تجاهها وتجاه ما يحيط بها من الفتن المقارنة لسنة ظهور المصلح المحمدي الأكبر – صلوات الله عليه وعجل فرجه الشريف -.
"اللهم وقد شملنا زيغ الفتن.. وحكم علينا غير المأمونين في دينك.. ممن عطل حكمك وسعى في إتلاف عبادك وإفساد بلادك... اللهم فأظهر الحق وأصبح به في غسق الظلم وبهم الحيرة، اللهم وأحي به القلوب الميتة وأجمع به الأهواء المتفرقة والآراء المختلفة وأقم به الحدود المعطلة والأحكام المهملة وأشبع به الخماص السابغة وأرح به الأبدان المتعبة... يا أرحم الراحمين.
مستمعينا الأفاضل، الفقرات النورانية التي تلوناها لكم آنفاً مقتبسة من الدعاء الجليل الذي كان مولانا ووالد إمام زماننا الحسن العسكري – صلوات الله عليه – يقنت به في صلواته، وقد رواه الشيخ الطوسي في كتاب مصباح المتهجد والسيد ابن طاووس في كتاب مهج الدعوات؛ ويستفاد من روايته أنه من الأدعية المباركة في دفع الظلم وقمع الظالم بالطلب من الله عزوجل تعجيل فرج وليه وخليفته الحجة المهدي – أرواحنا فداه -.
نتابع أعزاءنا مستمعي إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران؛ تقديم حلقة اليوم من برنامجكم (شمس خلف السحاب)؛ بقراءة سؤال أختنا الكريمة العلوية زهراء الموسوي حفظها الله، حيث قالت في رسالتها الكريمة للبرنامج:
جاء في الأحاديث الشريفة أن من علامات ظهور إمام زماننا المنتظر – عليه السلام – الصيحة بإسمه من المساء، فهل يمكن أن يكون معناها رمزياً يراد منه إتضاح أن الحق مع آل محمد – صلى الله عليه وآله – وأن خروج قائمهم قد اقترب؟
نشكر الأخت الفاضلة على سؤالها ولنستمع معها ومعكم أيها الأكارم للإجابة المستفادة من الأحاديث الشريفة نفسها عن هذا السؤال؛ يقدمها لنا ولكم أخونا الحاج عباس باقري:
باقري: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم مستمعينا الأطائب وطابت أوقاتكم بكل خير. سلام على اختنا الكريمة العلوية زهراء الموسوي. أخت زهراء بالنسبة لسؤالكم الكريم هنالك قاعدة ذكرها العلماء الأعلام فيما يرتبط بفهم النصوص الشريفة سواء كانت الآيات الكريمة او الأحاديث الشريفة، هذه القاعدة تقول بأن الأصل في فهم الأحاديث هو الأخذ بظاهرها يعني الأخذ بظاهر النص القرآني او ظاهر النص الحديثي إلا أن تصرفه عن ظاهره شواهد واضحة ومتعددة تنقله الى التعبير المجازي او التعبير الرمزي حسب تعبيركم مثلاً الأصل في الآيات الكريمة نأخذ على ظاهرها ولكن هناك قرائن تفيد بأن المقصود معنى آخر، معنى مجازي مثلاً عندما نقرأ في القرآن الكريم مضمون الآية الكريمة "يد الله فوق أيديهم" ظاهر الآية المقصود بها اليد الظاهرية ولكن ليس كمثله شيء آية اخرى تصرف المعنى الظاهري فيكون المعنى المجازي، القوة المعبرة عن السلطان الالهي او المعبرة عن الفاعلية الالهية في شؤون الحياة فيكون صرف المعنى الظاهري بقرينة اخرى. هذه القاعدة ايضاً تصدق على الصيحة السماوية، النداء السماوي او الصيحة السماوية، الأحاديث الشريفة صرحت بوضوح بأنه نداء سماوي يسمعه كل قوم بلغته، يسمعه الجميع في آن واحد يعني ظواهر ودلالات وعلامات على أنه أمر إعجازي يشير الى نصرة السماء، نصرة لله تبارك وتعالى للمهدي الموعود عجل الله تبارك وتعالى فرجه الشريف وأنه هو خليفة الله، حتى في بعض النصوص صيغة النداء السماوي "هذا خليفة الله المهدي فإتبعوه" او بعضها "قائم آل محمد صلى الله عليه وآله". هذه الأحاديث ظاهرها أنه ليس تعبيراً رمزياً وظاهرها نداء مسموع، نعم يمكن أن يكون التفسير الرمزي الذي أشرتم اليه إتضاح حقيقة او حتمية خروج المهدي الموعود للعالمين مستبطن في ذلك يعني إن صح التعبير هنالك نداء رمزي تنطق به الحوادث والوقائع التي تقع قبل الظهور بحيث توجه القلوب الى حقيقة اللامنقذ إلا خليفة الله المهدي، لامنقذ إلا منهج اهل البيت سلام الله عليهم الذي يمثله المهدي الموعود. تتضح حقيقة مدرسة الثقلين وقوة أدلتها العقائدية وبيان احقيتها وغير ذلك من المواصفات فيكون هذا تعبير رمزي بأن هذه تنطق بهذا النداء. ولكن الى جانب هذا النداء الذي تدل عليه الوقائع، تدل عليه الحوادث بشأن الامام المهدي سلام الله عليه وحتمية ظهوره وكونه خليفة الله وغير ذلك، هذه الحقائق يؤكدها ويتم حجتها النداء السماوي بإعتبار أن الأحاديث الشريفة تصرح وخاصة تلك الأحاديث التي تصرح بأن أعداء الامام المهدي يسعون الى إيجاد نداء أرضي مقابل النداء السماوي للتشويش عليه يعني بالأجهزة الحديثة في إيصال الصوت وغيرها يقومون ببث موجات معينة وبصوت مناقض وبدعوة مناقضة للنداء السماوي الأول وهذه الأحاديث ايضاً تؤكد بأن المقصود ليس النداء الرمزي وإنما نداء مسموع يسعى الأعداء الى مواجهة هذه الحجة وإخفاء هذه الكرامة الالهية والدعوة لمناصرة المهدي سلام الله عليه بنداء آخر مصطنع يستخدمون فيه أجهزة الاتصال والمكتشفات العلمية الحديثة وغيرها. شكراً لك أختنا الكريمة زهراء الموسوي وشكراً لكم أيها الأحبة.
نشكر أخانا الحاج عباس باقري على هذه التوضيحات وشكراً لكم مستمعينا الأحبة على جميل متابعتكم لما تقدم من فقرات برنامج (شمس خلف السحاب) ولفقرته الأخيرة وهي حكاية موثقة أخرى من حكايات الفائزين برؤية الطلعة المهدوية المباركة نعرضها لكم تحت عنوان:
كشف حيرتي
أيها الإخوة والأخوات؛ وعدناكم في حلقة سابقة من البرنامج، أن نتابع نقل الحكايات المؤثرة التي كتبها بخطه ضمن مذكراته الفقيه الزاهد آية الله الشيخ العارف مرتضى الحائري، بشأن لقاءات العبد الصالح السيد الأشكاني – قدس سره – بمولاه ومولانا المهدي – أرواحنا فداه -؛ وقد تقدم أن آية الله الحائري كان قد إلتقى بهذا العبد الصالح في مدينة قم المقدسة فوجده صادقاً بعيداً عن السمعة والرياء والتظاهر بالقدسية نوراني الطلعة وقد فاز بلطف إمام العصر – عليه السلام – لأنه رغم عمله في الجيش لم يترك الصلاة تحت أي ضغوط ولم يظلم أحداً.
وفي هذا اللقاء نقرأ لكم جانباً مما نقله عنه الفقيه الحائري ضمن مذكراته التي طبعت باللغة الفارسية بعد وفاته – رضوان الله عليه – عنوان ترجمته العربية هي (سر أحباء الله، حكايات في العرفان والتوحيد الخالص) تابعونا مشكورين.
قال آية الله الفقيه الزاهد الشيخ مرتضى الحائري – قدس سره الشريف -:
(بعد أن نقل لنا هذا الرجل النوراني السيد الأشكاني وبكل رحابة وثقة العمل العبادي الذي كان يعمله للتشرف بلقاء الإمام الحجة والمشتمل على تلاوة آية النور بعدد ووقت ذكرهما لنا، سألته سؤالين: الأول هو: هل تشرفت بلقاء الإمام – روحي فداه – عياناً؟
وقد فهمت من جوابته أن لقاءاته كانت على نحو المكاشفة وأحياناً في عالم الرؤيا الصادقة، حيث قال:
أكون أحياناً جالساً فيتغير الوضع وأراه – عليه السلام – فأعرض عليه حاجتي، وأحياناً أراه في منامي، فمثلاً عندما جئت الى قم وقررت الإقامة فيها مجاوراً للسيدة فاطمة المعصومة – سلام الله عليه – أردت معرفة تكليفي الشرعي بشأن الحقوق الشرعية التي بذمتي وكنت يومها أستلم راتباً تقاعدياً مقداره ٥۰۰ تومان، وتحيرت بشأن من أرجع إليه إذ كان في قم مرجعان هما السيد حسين البروجردي والسيد محمد الحجة التبريزي، فبعض العلماء كان يقولون بالرجوع للسيد البروجردي وآخرون بالروح للسيد التبريزي.
ولدفع هذه الحيرة إلتجأت الى الله وقمت بالعمل العبادي الذي ذكرته لكم، فرأيته – سلام الله عليه – في منامي، وكان حاضراً عند السيد البروجردي الذي كان يبدو وكأنه لا يرى الإمام، فأشار – عليه السلام – إليه وقال:
إرجع الى هذا، فقدمت للسيد البروجردي قسماً من المال الذي كان معي؛ فأخذها من يووضعها في جيبه الجانبي وابتسم في وجهي.
وهذا المشهد تكرر في عالم اليقظة؛ فعندما ذهبت الى السيد البروجردي وجدته على الهيئة والحالة نفسها التي شاهدته عليها في منامي، وأخذ مني الخمس الشرعي بالكيفية نفسها التي استلمه مني في الرؤيا ووضعه في الجيب الجانبي نفسه وابتسم في وجهي بالإبتسامة نفسها التي شاهدتها على وجهه في المنام).
مولاي أشواقي تذكي الجوى
لأنها دائمة الوقد
أود أن ألقاك في مشهد
أشرح فيه معلناً ودي
قد همت في حب فتى غائب
وهو قريب الدار في البعد
أدعو به الله وما من دعا
بمثله يجبه بالرد
فاعطف علينا عطفة واشف ما
نلقاه من هجر ومن صد
وأظهر ظهور الشمس واكشف لنا
عن طالع مذ غبت مسود
وبهذا نصل – مستمعينا الأفاضل – الى ختام حلقة أخرى من برنامجكم (شمس خلف السحاب) إستمعتم لها مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، تقبل الله منكم جميل المتابعة ودمتم في أمانه سالمين.