موضوع البرنامج:
بشارة قبل الصيحة
الغرب وامتلاء الأرض ظلماً
حكاية عنوانها (لم أظلم أحداً)
أمولاي أشواقي إليك شديدة
إذا انصرفت بلوى أسىً أردفت بلوى
أكلف نفسي الصبر عنك جهالة
وهيهات، ركن الصبر مذ غبت قد أهوى
هيامي بك السلوى ورسمك فكرتي
تمثله للقلب في السر والنجوى
وبعدك قد أغرى بنا شامت
الى الله يا مولاي من بعدك الشكوى
بسم الله والحمد لله غياث المستغيثين وحبيب قلوب الصادقين الذي هدانا لمودة وموالاة صفوته المنتجبين حبيبه محمد المصطفى المبعوث رحمة للعالمين وآله الطيبين الطاهرين صلوات الله وتحياته وبركاته عليهم أجمعين.
سلام من الله عليكم أيها الإخوة والأخوات ورحمة منه وبركات؛ أهلاً بكم في لقاء اليوم من هذا البرنامج المهدوي نسأل أن تقضوا أطيب الأوقات مع فقراته وهي:
الأولى عن العلامات المحتومة والقريبة من الظهور المقدس عنوانها:بشارة قبل الصيحة
تليها إستنارة بدعاء الإمام الباقر – عليه السلام – بتعجيل فرج قائم آل محمد – صلى الله عليه وآله – ثم إجابة عن سؤال مستمعنا الكريم يونس البيضاوي عن:الغرب وامتلاء الأرض ظلماً
وحكاية مؤثرة عنوانها:لم أظلم أحداً
أما الأبيات التي إخترناها لمطلع هذا اللقاء وخاتمته فهي من قصائد مهدوية أنشأها المؤرخ الجليل الشيخ علي بن عيسى الأربلي وأوردها في كتابه القيم (كشف الغمة في معرفة الأئمة) تابعونا أيها الأطائب والفقرة التالية تحت عنوان:
بشارة قبل الصيحة
روى الشيخ النعماني في كتاب (الغيبة) مسنداً عن أميرالمؤمنين علي – صلوات الله عليه – أنه قال:
"إن الله عزوجل ذكره قدر فيما قدر وحتم بأنه كائن لابد منه، أخذ بني أمية بالسيف جهرة، وأخذ بني العباس بغتة
وروى الشيخ النعماني أيضاً عن مولانا الباقر – عليه السلام – قال:
"إذا اختلف بنو فلان فيما بينهم فعند ذلك فانتظروا الفرج، وليس فرجكم إلا في اختلاف بني فلان، فإذا اختلفوا فتوقعوا الصيحة في شهر رمضان وخروج القائم، إن الله يفعل ما يشاء، ولن يخرج القائم ولا ترون ما تحبون حتى تختلف بنو فلان فيما بينهم، فإذا كان طمع الناس فيهم... وكان خروج السفياني.
وروى ثقة الإسلام الكليني في روضة الكافي مسنداً عن إمامنا الصادق سلام الله عليه قال وقد قيل له: متى فرج شيعتكم؟
"إذا اختلف ولد العباس ووهى سلطانهم وطمع فيهم من لم يكن يطمع فيهم وخلعت العرب أعنتها ورفع كل ذي صيصة صيصته – أي قوته وسلاحه أو دعوته – وظهر الشامي وأقبل اليماني وتحرك الحسني.
مستمعينا الأفاضل، هذه الأحاديث الشريفة تشتمل على هداية المؤمنين الى معرفة عدة من العلامات المحتومة التي قدر الله وقوعها قبل أن يأذن بالظهور لوليه وخليفته المهدي الموعود – عجل الله فرجه -.
منها اختلاف بني العباس وزوال سلطانهم بعد تجدده قبيل ظهور خاتم الأوصياء – عليهم السلام -.
وهذه علامة مهمة للغاية تستفاد أهميتها من كثرة الأحاديث الشريفة المخبرة عنها والمبينة لتفصيلاتها، وقد نقلنا نماذج لهذه الأحاديث في حلقات سابقة من البرنامج إشتملت على هدايات مهمة ينبغي للمؤمنين معرفتها بشأن هذه العلامة؛ فيما تشتمل الأحاديث التي إستمعتم لها في هذا اللقاء على هدايات أخرى ينبغي للمؤمنين معرفتها من خلال التأمل فيها لكي ينجوا من الفتن الخطيرة التي تقترن بظهور العباسيين الجدد وتجدد سلطانهم قبيل ظهور الإمام المهدي – أرواحنا فداه -.
وخطورة هذه الفتن يمكن أن تفهم من ملاحظة أن تجدد سلطان بني العباس يقترن بشعارات تستقطب مشاعر النهضة والمودة لأهل البيت – عليهم السلام – والحكم باسمهم مثلما أن الدعوة الى الحكم على منهاج النبوة المحمدية تشكل أهم شعارات الحركات التكفيرية المنبثقة عن الوهابية، ومعلوم أن الوهابية ووليداتها تمثل أبرز مصاديق تجدد حكم بني أمية، وقد صرحت أحاديث شريفة أخرى بأن من علامات الظهور تجدد حكم بني أمية ثم اختلاف أطرافه نظير ما نشهد اليوم من ظهور اختلافات دموية بين حركات تنتمي الى الوهابية وأخذ بعضهم بعضاً بالسيف.
وعلى أي حال فغن الأحاديث الشريفة المتقدمة تصرح بأن في اختلاف العباسيين الجدد يكون فرج المؤمنين، لأن فيه بشارة بانتهاء فتنتهم أولاً وبقرب ظهور المهدي – عجل الله فرجه – ثانياً، لأن النصوص المتقدمة تصرح بأن تحقق هذه العلامة يكون ما بين خروج السفياني والنداء السماوي أو الصيحة وكلاهما يقعان قبيل الظهور بشهور.
على أن في وقوع هذه العلامة قبيل النداء السماوي إشارة لطيفة الى إنهاء فتنة بني العباس بغتة كما ورد في الحديث الأول لأن الصيحة أو النداء السماوي إنما يشتمل على إعلان إعجاز لحقيقة أن المنقذ المحمدي الحقيقي هو خليفة الله المهدي وخاتم أوصياء النبي الأكرم – صلى الله عليه وآله – وفي ذلك إبطال لجميع الشعارات التي يرفعها العباسيون الجدد وكل ما اشتملت عليه من إدعاءات مضللة بالإنتماء لأهل البيت أو نهجهم – عليهم السلام -.
(اللهم، وإن القلوب بلغت الحناجر، والنفوس قد علت التراقي والأعمار قد نفدت بالإنتظار، لا عن نقض إستبصار ولا عن إتهام مقدار، ولكن لما تعاني من ركوب معاصيك والخلاف عليك في أوامرك ونواهيك، والتلعب بأوليائك ومظاهرة أعدائك.
اللهم فقرب ما قد قرب وأورد ما قد دنى وحقق ظنون الموقنين، وبلغ المؤمنين تأميلهم من إقامة حقك ونصر دينك وإظهار حجتك والإنتقام من أعدائك ... يا خير المسؤولين برحمتك يا أرحم الراحمين).
كانت هذه مستمعينا الأكارم فقرات من الدعاء لقائم آل محمد المهدي المنتظر – أرواحنا فداه – وقد كان يدعو بها مولانا الإمام محمد الباقر في قنوت صلواته – عليه السلام – والدعاء رواه السيد ابن طاووس – رضوان الله عليه – في كتابه القيم مهج الدعوات، وهو بالتالي من الأدعية التي ينبغي للمؤمنين التقرب بها الى الله عزوجل طلباً لتعجيل ظهور خليفته المهدي – أرواحنا فداه -.
لازلنا معكم أيها أيها الإخوة والأخوات في رحاب برنامجكم المهدوي (شمس خلف السحاب) تستمعون إليه من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران.
في المحطة التالية نستمع من أخينا الحاج عباس باقري لإجابة العلماء عن سؤال مستمعنا الكريم يونس البيضاوي.
يقول الأخ البيضاوي في سؤاله:
إن من أهم علامات ظهور صاحب الزمان الإمام المنتظر – عليه السلام – إمتلاء الأرض ظلماً وجوراً؛ فكيف نفهم هذه العلامة، وهل أن تعبير (الأرض) يشمل العالم الغربي الذي تحكمه اليوم القوانين المدنية القريبة من مفهوم العدل لا الجور؟
نستمع معكم ومع أخينا الكريم يونس البيضاوي للإجابة:
باقري: بسم الله الرحمن الرحيم سلام عليكم أيها الأخوة والأخوات ورحمة من الله وبركات وسلام على اخينا الكريم يونس البيضاوي. سؤال الأخ يونس جميل فيما يرتبط وفيه اشارة الى قضية ملأ الأرض قسطاً وعدلاً وأن من أهم علامات ظهور الامام المهدي إمتلاء الأرض ظلماً وجوراً، صحيح هذه الأحاديث الشريفة عندما تقول يملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً يشير الى أن الأرض كلها تمتلأ بالظلم والجور. الأخ البيضاوي يلاحظ مثلاً أن البلدان الغربية قد يتصور خلوها من الظلم والجور وبإعتبار أصبحت بلدان متحضرة حسب المصطلحات الدارجة، تحكمها قوانين مدنية، قوانين تعتبر عن آخر ما توصل اليه العقل الانساني من مفاهيم العدالة ومحاولة تجسيدها. اذن علامة تمتلأ الأرض ظلماً وجوراً لاتشمل هذه البلدان، هذا هو المفهوم الذي يريده الأخ البيضاوي ويحدد الأرض هنا بمناطق اخرى يعني مثلاً بلدان المسلمين، بلدان العالم الثالث التي واضح فيها أنها تمتلأ الآن ظلماً وجوراً خاصة في ظل الحكومات الطاغوتية. أخ يونس المفهوم الأفضل الأصل فيه إطلاقه يعني يشمل جميع المعمورة والأرض تملأ قسطاً وعدلاً بعدما ما ملأت ظلماً وجوراً. المفهوم وبصراحة الكثير من النصوص الشريفة أنه يشمل جميع أقطار الأرض حتى لاتبقى بقعة إلا رفع فيها كلمة لاإله إلا الله، كلمة التوحيد الخالصة، كما تصرح الروايات الشريفة. اذن هذا يمكن أن يستفاد منه بالدرحة الأولى أنه الأرض قبل ظهوره عليه السلام من علامات ظهوره أنها تملأ ظلماً وجوراً. مراتب الظلم، شكل الظلم يختلف يعني البلدان الغربية صحيح أنها تطورت في مجال القوانين وسن القوانين وإقرار مراتب مهمة من العدالة ولكن فيها مصاديق كثيرة للظلم يعني الظلم مفهوم عام، إن الشرك لظلم عظيم يعني غياب الظلم لايتحصر في فقدان العدالة في توزيع الثروات او فقدان المساواة بين البشر وغيرها، هذه مصاديق ظاهرة وهناك مصاديق خفية، أشكال الشرك الخفي به مراتب متعددة والشرك ظلم عظيم. فقدان آثار الايمان بالله تبارك وتعالى. الانسان هذه الوديعة الالهية التي أعطاها الله تعالى له يحصر الاستفادة منها بالمصاديق المادية المحدودة، هذا ايضاً من الظلم للنفس. الله سبحانه وتعالى خلق الانسان لكي يبلغ "قدر فهدى" يعني يبلغ مراتب عالية من القرب الالهي، يكون مصداقاً لخليفة الله تبارك وتعالى في أرضه، يسعى بإتجاه بلوغ الصفات الانسانية والأخلاق الالهية بأعلى مراتبها. هذه الأمور ايضاً من مصاديق الظلم المهمة ويمكن أن نرى الكثير من مصاديقها في العالم الغربي او العالم المتحضر فضلاً عن أن التدقيق حتى في المصاديق الظاهرية يعني حتى في الظلم الظاهري يمكن إكتشاف الكثير منها في أشكال الفساد الأخلاقي، أشكال الفساد الاجتماعي، أشكال الاسراف والتبذير كذلك من الموارد التي يمكن أن تشكل مصاديق جلية وواضحة للظلم. اذن الظلم تمتلأ به الأرض كل الأرض بشتى مصاديقه سواء كانت الظاهرة والجلية او الخفية. اعاذنا الله وإياكم من كل ظلم ورزقنا التحلي بأخلاق المحمديين والأنصار المخلصين لصاحب العصر المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف.
نشكر أخانا الحاج عباس باقري على هذه الإيضاحات ونشكركم مستمعينا الأفاضل وأنتم تبقون معنا لننقلكم الى المحطة الأخيرة من البرنامج، وفيها حكاية تشتمل على درس مهم بشأن سبيل الفوز بلقاء صاحب الطلعة الرشيدة والغرة الحميدة وبألطافه الخاصة – أرواحنا فداه – ننقل لكم هذه الحكاية تحت عنوان:
لم أظلم أحداً
مستمعينا الأفاضل؛ راوي هذه الحكاية هو أحد العلماء الأتقياء والعرفاء الورعين وقد شاهدها بنفسه؛ إنه آية الله الشيخ الزاهد مرتضى الحائري أحد زملاء الإمام الخميني الراحل ونجل مؤسس الحوزة العلمية في قم المقدسة آية الله الشيخ عبدالكريم الحائري – رضوان الله عليهم أجمعين -.
وقد كتب تفصيلات هذه الحكاية بخطه في دفتر مذكراته الخطية التي كان يحتفظ به ثم طبع بالفارسية بعد وفاته قدس سره بسعي العالم الجليل آية الله الشيخ رضا الأستادي تحت عنوان ترجمته هي (سر أحباء الله حكايات عن العرفان والتوحيد الخالص).
والحكاية التالية هي واحدة من عدة حكايات بشأن صاحبها وهو العبد الصالح السيد الأشكاني التركي – رضوان الله عليه – وسننقل باقي الحكايات في لقاءات آتية إن شاء الله إذ أن كلاً منها يحمل درساً بليغاً للمؤمنين؛ ونكتفي في لقاء اليوم بواحدة تأتيكم بعد قليل فابقوا معنا مشكورين...
قال آية الله الشيخ الفقيه مرتضى الحائري اليزدي – رضوان الله عليه – ما ترجمته:
(من القضايا العجيبة التي عاصرتها وشاهدتها بنفسي هي أنني سمعت بوجود رجل في قم يدعى السيد الأشكاني كان يحظى بلقاء الإمام الحجة المهدي سلام الله عليه؛ فذهبت إليه في عصر أحد الأيام بمعية سماحة الشيخ عبدالوهاب الروحي الذي تربطني به صداقة منذ خمسين عاماً، وأخي سماحة الشيخ مهدي سلمهما الله تعالى من الآفات والبليات.
كان منزل هذا الرجل في شارع محطة القطار، وعندما دخلنا عليه وجدته شيخاً نوراني الطلعة تظهر عليه سيماء الصلاح والصدق والبعد عن الرياء وطلب السمعة بين الناس أو إكتساب المريدين عبر التظاهر بالقدسية.
سألنا هذا الرجل عن قصة تشرفه بلقاء صاحب الأمر أرواحنا فداه فقال: أنا من بلدة (خوي) وعسكري متقاعد تخرجت من المدرسة العسكرية في تركيا وخدمت في الجيش فترة طويلة... وذات يوم كنت جالساً أستمع لمجلس حسيني في أحد مساجد طهران، فسمعت الخطيب يتحدث عن الفوز بلقاء إمام العصر – سلام الله عليه – وذكر عملاً عبادياً لمن أراد التشرف بذلك؛ فقمت بهذا فوفقني الله عزوجل للقاء مولاي الإمام – عليه السلام – وعرضت عليه حوائجي فقضاها).
مستمعينا الأفاضل؛ ثم نقل آية الله الفقيه الشيخ الحائري أنه سأل هذا العبد الصالح عن كيفية لقائه بالإمام – أرواحنا فداه – فأجابه مبيناً بعض مصاديقه وهذا ما سننقله – بإذن الله – في حلقة مقبلة؛ ثم قال – رضوان الله عليه -:
(وكان سؤالي الثاني هو: ما هي خصوصياتك الأخلاقية التي أهلتك للفوز بذلك؛ فقال: الأولى إنني لم أترك الصلاة مهما كانت الأوضاع والثانية إنني لم أظلم أحداً أبداً!
وهنا أقول – والقول لآية الله الحائري – إن عدم ترك الصلاة مهما كانت الأوضاع أمر يسير على رجل الدين أو الكاسب، لكنه ليس يسيراً على العسكري – خاصة في ذلك العهد – أما عدم ظلم أحد فهو أمر عسير على الجميع؛ فكيف الحال مع العسكري، لأن الظلم عدوان على حقوق الآخرين وقد يكون السكوت أحياناً ظلماً لحق مالي لأحد الخلق أو إنتهاكاً لحرمته، والحقوق كثيرة منها مثلاً التقصير في حفظ حياة كافر يعيش في بلد المسلمين، فيكون المقصر ظالماً له!
تحية الله ورضوانه
على الإمام الحجة القائم
على إمام حكمه نافذ
إذا أراد الحكم في العالم
خليفة الله على خلقه
والآخذ الحق من الظالم
مطهر الأرض ومحيي الورى
العلوي الطاهر الفاطمي
ناصر دين الله كهف الورى
نبع الندى خير بني آدم
أحيي به اللهم كل الربى
بعدلك الموعود والقادم
ختاماً تقبلوا منا أطيب الشكر على طيب متابعتكم لحلقة اليوم من برنامجكم (شمس خلف السحاب) قدمناه لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران..
دمتم في أمان الله سالمين والحمد لله رب العالمين...