موضوع البرنامج:
الحكمة من الإخبار عن فتنة السفياني
الإتصال بالمهدي عليه السلام
حكاية عنوانها (لا تظلم أحداً)
يا سيدي المهدي ذخر محمد
بقيا النبوة والدليل الساطع
يا غائباً طال الغياب وعيننا
تشتاق طلعتك البهية فأطلع
يا مشرقاً بعد الغياب قلوبنا
مدت إليك كما الأيادي فأسطع
يا كاشف الغم الجسيم شفاهنا
نادتك من وسط المظالم فأسمع
عجل فديتك فالروابي ظلمة
بالجور والكفر الذؤوم الناقع
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيد خلق الله محمد المصطفى رحمة الله وآله الهداة الى قرب الله.
السلام عليكم مستمعينا الأطائب، طابت أوقاتكم بكل خير ورحمة وأهلاً بكم في لقاء اليوم من برنامجكم (شمس خلف السحاب) وقد إخترنا لمطلعه وختامه أبيات مهدوية للأديب الولائي المعاصر الأستاذ معروف عبد المجيد حفظه الله.
أيها الأحبة نلتقيكم أولاً بعد قليل في المحطة الخاصة بعلامات ظهور المهدي الموعود – عجل الله فرجه – وعنوانها هو:الحكمة من الإخبار عن فتنة السفياني
تليها إجابة عن سؤال الأخت الكريمة سميرة محمد بشأن:الإتصال بالمهدي عليه السلام
وفي المحطة الأخيرة وقفة عند حكايات الفائزين بلقاء الحجة أرواحنا فداه تحت عنوان:لا تظلم أحداً
وتتوسط هذه المحطات إستنارة بدعاء لمولانا الإمام الجواد – عليه السلام – في تعجيل ظهور المهدي المنتظر – عجل الله فرجه – تابعونا مشكورين مع فقرات لقاء اليوم من برنامج (شمس خلف السحاب) فإلى الفقرة التالية وعنوانها:
حكمة الإخبار عن فتنة السفياني
روى الشيخ الصدوق في كتاب كمال الدين مسنداً عن الإمام علي أميرالمؤمنين عليه السلام أنه قال:
"يخرج ابن آكلة الأكباد من الوادي اليابس وهو رجل ربعه وحش الوجه ضخم الهامة بوجهه أثر الجدري إذا رأيته حسبته أعور.. وهو من ولد أبي سفيان حتى يأتي أرض ذات قرار ومعين فيستوي على منزلها.
وروي في كتاب سليم بن قيس الهلالي أن الإمام علي صلوات الله عليه قال لمعاوية في رسالة بعثها إليه تحذيراً له من عواقب الفتنة " يا معاوية إن رسول الله صلى الله عليه وآله قد أخبرني.. أني مستشهد وستلي الأمة من بعدي وإن رجلاً من ولدك مشؤوم ملعون، جلف جاف منكوس القلب فظ غليظ، قد نزع الله من قلبه الرحمة والرأفة، أخواله كلب، كأني أنظر إليه ولو شئت لسميته ووصفته وابن كم هو، يبعث جيشاً الى المدينة فيدخلونها فيسرفون في القتل والفواحش فيهرب منه رجل زكي نقي الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً، وإني لأعرف إسمه وابن كم هو يومئذ وعلامته.. وهو من ولد إبني الحسين الذي يقتله إبنك يزيد، وهو الثائر بدم أبيه الحسين فيهرب الى مكة.. ثم يسير ذلك الجيش الى مكة.. فإذا دخلوا البيداء واستوت بهم الأرض خسف الله بهم... ويبعث الله للمهدي أقواماً يجتمعون إليه من أطراف الأرض.. أما والله يا معاوية لقد كتبت إليك هذا الكتاب وإني لأعلم أنك لا تنتفع به وأنك ستفرح إذا أخبرتك أنك ستلي الأمر... ومما دعاني الى الكتاب.. أني أمرت كاتبي أن ينسخ ذلك لشيعتي لعل الله ينفعهم بذلك أو يقرأه أحد من قبلك فيخرجه الله به وبنا من الضلالة الى الهدى ومن ظلمك وظلم أصحابك وفتنتهم...
مستمعينا الأكارم، نلمح في نهاية النص الثاني من هذين النصين العلويين إشارة مهمة تبين لنا سر تأكيد الأحاديث الشريفة على تعريف الأمة الإسلامية بفتنة السفياني باعتبارها أهم العلامات المحتومات لظهور المهدي الموعود – عجل الله فرجه – وكذلك سر كثرة الأحاديث التي يبين فيها النبي الأكرم وأئمة أهل بيته الطاهرة؛ عليه وعليهم الصلاة والسلام، صفات السفياني وهويته الحقيقية وإنتماءه الفكري والنسبي وزمن خروجه وأهدافه ومن يقف وراءه وغير ذلك من التفصيلات الكثيرة التي لا نجد نظيراً لها في كثرتها فيما يرتبط بالعلامات الأخرى المحتومة وغير المحتومة لظهور بقية الله إمامنا المهدي – أرواحنا فداه -.
فنلاحظ في نهاية النص الثاني تصريح الإمام علي أميرالمؤمنين صلوات الله عليه بأن الهدف من إخبار حتى الطواغيت من أمثال معاوية بخبر السفياني وهويته ومصيره هو إتمام الحجة الإلهية الكاملة على من ينتمي إليه أو يخدع بشعاراته التضليلية، عسى أن يتدارك أمره وينجو من عاقبة الإهلاك الإلهي له ولجيشه في الخسف بالبيداء كما ورد في صحاح الأحاديث الشريف المروية من كلا الفريقين؛ وهذه الحكمة الإنقاذية واضحة من تأكيد الأحاديث الشريفة على عاقبة السفياني وتدخل الإعجاز الإلهي لتدميره لكونه أشرس أعداء الله وأشدهم إستهدافاً لأوليائه.
من هنا تتضح أهمية التعريف بالأحاديث الشريفة التي تتحدث عن فتنة السفياني ونشرها خاصة بين أتباع التيارات التي تمثل اليوم قاعدة السفياني أي الحركات التكفيرية الوهابية، وذلك إتماماً للحجة الإلهية عليهم وعسى أن يهتدي منهم من طلب الهداية ومنهاج النبوة المحمدية النقية.
وعلى الطرف الثاني ينبغي للمؤمنين أيضاً التعرف الى أحاديث الفتنة السفيانية والتدبر فيها للتحصن منها والإهتداء الى سبل النجاة منها والمواقف التي يجب عليهم إتخاذها تجاهها كما هدتهم لذلك أحاديث أهل بيت الرحمة المحمدية صلوات الله عليهم أجمعين.
كان من دعاء الإمام محمد الجواد لرفع الظلم وتعجيل فرج قائم آل محمد – صلى الله عليه وآله – قوله – عليه السلام – في المروي عنه في كتاب مهج الدعوات:
"اللهم إن ظلم عبادك قد تمكن في بلادك حتى أمات العدل وقطّع السبل ومحق الحق وأبطل الصدق وأخفى البر وأظهر الشر وأخمد التقوى وأزال الهدى وأزاح الخير وأثبت الضير وأنمى الفساد وقوّى العناد وبسط الجور وعدى الطور.
اللهم – يا رب – لا يكشف ذلك إلا سلطانك ولا يجير منه إلا امتنانك، اللهم رب فابتر الظلم... وأمت حياة المنكر ليؤمن المخوف ويسكن الملهوف ويشبع الجائع ويحفظ الضائع ويعود الشريد ويغنى الفقير ويوقر الكبير ويرحم الصغير ويعز المظلوم ويذل الظالم... وتنفرج الغماء وتسكن الدهماء ويموت افختلاف ويعلو العلم ويشمل السلم ويجمع الشتات ويقوى الإيمان ويتلى القرآن إنك أنت الديان المنعم المنان.. يا أرحم الراحمين.
نتابع مستمعينا الأعزاء من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران تقديم حلقة اليوم من برنامجكم (شمس خلف السحاب).
أيها الأكارم؛ من أختنا الكريمة سميرة محمد وصلت للبرنامج رسالة قصيرة عبر بريد الإذاعة الإلكتروني تضمنت سؤالاً يقول:
هل يوجد في زماننا من يتصل حقاً بصاحب الزمان إمام العصر المنتظر عليه السلام؟
فما الذي تقوله الأحاديث الشريفة في الإجابة عن هذا السؤال؟
نستمع معاً للإجابة من أخينا الحاج عباس باقري:
باقري: بسم الله الرحمن الرحيم سلام من الله عليكم أيها الأحبة وسلام على اخينا عبد الاله سعيد جعله الله سعيداً في الدنيا والآخرة. التدخل في شؤون الحوادث في عصر الغيبة بل وفي كل عصر. وهي من مهام الامامة الحقة فيما يرتبط بأداء مسؤوليات الامام يعني ليس التدخل في كل حادث. هنالك مجموعة من الحوادث لها تأثير في مهام الامامة، فيما يرتبط بحفظ الدين الحق، فيما يرتبط بإزالة التحريفات، فيما يرتبط بإبقاء منارات الهداية الى الله تبارك وتعالى. هذه الأمور من مهام الامام يقوم بها الامام سلام الله عليه في كل عصر سواء كان الامام الحاضر الظاهر كما حال آباء الامام المهدي سلام الله عليهم اجمعين او في زمان الغيبة فهذه الأمور ينبغي القيام بها. الفقهاء والأصوليون ذكروا في كتبهم الأصولية الأبواب الخاصة بمبحث الإجماع أن الامام سلام الله عليه كون الإجماع من ادلة الأحكام أن يكون هذا الإجماع مشتملاً على الامام المعصوم سلام الله عليه فذكروا كل إجماع ينبغي أن يكون فيه رأي الامام لذلك الامام يتدخل سلام الله عليه لكي لايحدث إجتماع على غير حكم من احكام الله تبارك وتعالى، هذا المعنى صرح به السيد المجاهد رضوان الله عليه في كتاب مفاتيح الأصول وغيره من الأصوليين وعادة هذا المبحث يذكر في كتاب الإجماع، الامام يتدخل اذن وهذا من مهام الامامة. في الغيبة ايضاً يتدخل حتى بالنسبة للإمام المهدي، يذكر في كتاب الأصول اشارات في هذا المعنى. كيف يتدخل؟ هذا الأمر يرتبط بأوضاع وشروط الغيبة يعني عادة ما يكون التدخل غير مباشر، التدخل يكون من خلف أستار الغيبة بحيث لايفض أستار غيبته، يكون عن طريق بعض الأولياء، عن طريق إظهار بعض الكرامات لبعض الفقهاء بحيث يستدلوا بها. في خصوص المباحث العلمية وغير المباحث العلمية يعني تنقل عدة من الحوادث في حكايات نقلها العلماء فيما يرتبط بتدخلات الامام المهدي سلام الله عليه لدفع أذى عن المؤمنين في حادثة معينة كما ورد في قضية الحرب العالمية الأولى وإبعاد الأذى عن مناطق المؤمنين وغير ذلك، بطريقة او بأخرى سواء بطريق مباشر او غير مباشر. لعل من اهم الأعمال التي يقوم بها الملازمون للإمام المهدي الذين ذكرتهم عدة من الأحاديث الشريفة "وما بثلاثين من وحشة" تقدم الحديث عنه في حلقة سابقة أن هؤلاء من المرتبطين بالامام المهدي وهم ملازمين له عليه السلام ولكن لايعرفون لابإرتباطهم بالمهدي سلام الله عليه ولابملازمتهم له ولايدعون يعني يتكتمون على ذلك. هؤلاء يمكن أن يقوموا بل من أهم مهامهم القيام بما يكلفهم الامام سلام الله عليه بالتحرك ضمن سياق الحوادث التي تجري في هذا العالم بما يستجيب لمهام الامامة سواء من جهة دفع الأذى عن المؤمنين، إبقاء منارات الهداية الى الله تبارك وتعالى، عدم السماح بتحريف الدين الحق يعني التحريفات إن وجدت وجدت مقابلها الآراء الصحيحة الحقيقية التي يمكن لطالب الهدى الالهي أن يرجع اليها ويعرف منها ما يريده الله تبارك وتعالى. حفظ الله امامنا وصاحب العصر والزمان وجعلنا من خيار مواليه وشيعته وأنصاره في غيبته وظهوره عجل الله تعالى فرجه الشريف.
نشكر أخانا الحاج عباس باقري على هذه التوضيحات ونتابع البرنامج بتقديم فقرة ليست بعيدة عن أجواء سؤال أختنا الكريمة سميرة محمد.
ففي المحطة التالية نستكمل ما نقله آية الله الفقيه المتعبد والعارف الجليل الشيخ مرتضى الحائري بشأن أحد عباد الله الصالحين الذين كانوا يفوزون بلقاء صاحب الأمر – أرواحنا فداه -.
إذن تابعونا والفقرة التالية تحت عنوان:
لا تظلم أحداً
مستمعينا الأطائب، في مذكراته الخطية التي طبعت بالفارسية بعد وفاته تحت عنوان (سر أحباء الله، قصص في العرفان والتوحيد الخالص) ذكر آية الله الشيخ مرتضى الحائري قدس سره قصة إلتقائه بالعبد الصالح السيد (الأشكاني) رضوان الله عليه بعد أن سمع بأنه يتصل بالإمام الحجة المهدي – عجل الله فرجه -.
وقد عرفنا في حلقات سابقة أنه عندما التقاه في مدينة قم المقدسة شاهد علامات الصدق وإمارات الوثاقة فيما سمعه عنه؛ وقد نقلنا إثنتين من لقاءات هذا العبد الصالح بالمهدي – أرواحنا فداه – توثق آية الله من صحتها.
وقد تحدث الشيخ الحائري عن العمل العبادي الذي كان هذا العبد الصالح يقوم به إذا عرضت له حاجة وأراد الإلتقاء بإمامه صاحب الزمان كما ذكر نماذج لحالات آخرين قاموا بهذا العمل العبادي؛ قال – قدس سره - ما ملخص ترجمته العربية:
(سألت السيد الأشكاني عن قصة فوزه بلقاء الإمام الحجة فقال:
..كنت حاضراً في مجلس ديني في طهران فذكر الخطيب عملاً عبادياً لمن أراد لقاء الإمام صاحب الزمان، فالتزمت به وحظيت باللقاء وعرضت على مولاي حاجتي..
ثم أخبرنا السيد الأشكاني بهذا العمل العبادي دون تردد ولا بخل وهو يشتمل على تلاوة آية النور بعدد معين وفي أيام معينة من الأشهر القمرية...
وتابع آية الله الحائري حديثه مبينً مصاديق العمل بهذا الذكر لطلب لقاء الإمام الحجة أرواحنا فداه، فقال – رضوان الله عليه – بصدق اللهجة الذي عرف به:
(لقد إلتزمت بهذا العمل العبادي في شهر رمضان المبارك من إحدى السنين فشاهدت في البداية نوراً يتألق من غير منبع أرضي.. ثم شعرت بشخص بهيئة هالة نورانية يتصرف فيّ دون أن أعرف هل كان ذلك في عالم المنام أو في اليقظة ثم رأيت شخصاً عليه سيماء الجلالة فيه سمرة...
وقمت مرة ثانية بهذا العمل العبادي ولم يكن خالياً من النتيجة ولكن هذا الأثر لم يصل الى مرتبة الفوز بلقاء الإمام المهدي مع معرفة أنه الإمام – روحي فداه – أثناء اللقاء..)
ثم تحدث آية الله الشيخ مرتضى الحائري بإشارات إجمالية الى نتائج شاهدها لعمل أشخاص آخرين بهذا العمل العبادي للفوز بلقاء إمام العصر المهدي – سلام الله عليه – قال رضوان الله عليه:
(إستناداً الى علائم الصلاح التي شاهدتها في رجلين صالحين، وبعد أن استخرت الله عزوجل؛ أعطيتهما طريقة الإلتزام بهذا العمل العبادي؛ فوفقهما الله عزوجل للفوز بلقاء الإمام صاحب الزمان بصورة المكاشفة؛ وكلاهما لا زالا على قيد الحياة يعيشان في مدينة قم؛ وأحدهما طالب علم فاضل يدرس في الحوزة الدينية والثاني معلم.
وقد طلب مني آخرون أن أعلمهم هذا العمل العبادي، فلم أفعل لأن الإستخارة من الله خرجت بالنهي، باستثناء شخص خرجت الإستخارة بالفعل ولكن مشروطة بأن يستغفر الله من ظلم ارتكبه سابقاً وأن يعزم على أن لا يظلم أحداً من الخلق لا بيده ولا بقلمه ولا بلسانه...)
يا صاحب الأمر الحكيم الى متى
تبقى الشتات بلا لواء جامع
والدار يغزوها الفساد مدمدماً
كالسيل يأتي من محيط مترع
يا صاحب الدار التي مما بها
قد آذنت بتشقق وتصدع
يا حجة الله الذي بظهوره
يتفرق الطاغوت بعد تجمع
عجل فليس الماء في قيعاننا
للضامئين سوى سراب خادع
وبهذا نصل أيها الأكارم الى ختام حلقة أخرى من برنامج (شمس خلف السحاب) إستمعتم لها من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، نشكركم أطيب الشكر على كرم المتابعة والإصغاء دمتم في أمان الله.