البث المباشر

تفسير موجز للآيات 12 إلى 18 من سورة التغابن

السبت 24 أغسطس 2024 - 12:03 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 1020

 

بسم الله وله الحمد حمد الشاكرين على نعمائه سيما نعمة الهداية والإيمان ثم أفضل الصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا محمد وعلى آله الأطهار الأبرار.. مستمعينا الأفاضل سلام من الله عليكم ورحمة من لدنه تعالى وبركات وأهلاً ومرحباً بكم أينما كنتم وأنتم تتابعون برنامجكم القرآني "نهج الحياة"..

أيها الأكارم، في هذه الحلقة من البرنامج سنكمل بإذن الله تعالى تفسير ما تبقى من آيات سورة التغابن المباركة بدأً بالإستماع الى تلاوة الآيتين الثانية عشرة والثالثة عشرة منها فكونوا معنا وتابعونا مشكورين..

وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ{12} اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ{13}

أيها الأحبة، تكررت كلمة (الإطاعة) في الآية الثانية عشرة لأنه ثمة اختلاف بين هاتين الطاعتين؛ إطاعة الله تكون في الأمور الثابتة وإطاعة الرسول تكون في الأمور التي يصدرها بوصفه حاكماً إسلامياً.

ومما نتعلمه من هاتين الآيتين الكريمتين أولاً: يجب أن تكون عبادة الله مقرونة بطاعة المبعوث السماوي.

ثانياً: لا ينبغي على المبلّغ أن يتوقع هداية الناس جميعاً.

ثالثاً: لا يملك الأنبياء الحق في إجبار الناس وإنما مسؤوليتهم التبليغ فقط.

رابعاً: إذا عمل الإنسان بتكليفه، فلا ينبغي أن يثبط من عزيمته إعراض الناس.

وخامساً: التوكل على الله الواحد عزوجل من لوازم التوحيد.

أما الآن، إخوة الإيمان، نستمع معاً إلى تلاوة مرتلة من الآيات الرابعة عشرة حتى السادسة عشرة من سورة التغابن المباركة..

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوّاً لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ{14} إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ{15} فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْراً لِّأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ{16}

(العفو) أيها الكرام، بمعنى السماح، و(الصفح) بمعنى ترك التوبيخ، و(المغفرة) بمعنى المحو من الذاكرة والنسيان، وهذه الأمور الثلاث، هي الخطوات الثلاث في التعامل مع أخطاء الآخرين من مثل الزوج والأبناء.

وأما الفتنة التي أشارت إليها الآية الخامسة عشرة، أعزتنا المستمعين، هي العذاب والمشاكل والمصاعب والأمور التي يبتلى بها الإنسان وتكون سبباً للإمتحان، كذلك تأتي بمعنى إفساد الأعداء ومؤامراتهم.

وكما ذكرت الآيات السابقة من سورة التغابن، الأموال على أنها وسيلة للإمتحان الإلهي، فالآية السادسة عشرة تذكر أن النجاح في هذا الإمتحان يكون بالإنفاق والإبتعاد عن البخل. وتشير الآية إلى أنه يجب إعداد العدة لمحاربة النفس والأهواء بقوله تعالى (فاتقوا الله ما استطعتم) كما لمحاربة العدو الخارجي.

ومن تعاليم هذه الآيات المباركات أولاً: مقاومة الرغبات العاطفية وغير المحقة للزوج والأنباء هي من لوازم الإيمان، حتى وإن أدى ذلك إلى معاداتهم.

ثانياً: عفوكم ومغرفتكم للآخرين، سيتبعهما العفو والمغفرة الإلهية.

ثالثاً: كلما كان الممتحن عظيماً كانت جائزته عظيمة، فإن الله العظيم يعطي أجراً عظيماً.

رابعاً: تجب الإستعانة بالتقوى للنجاح في الإمتحانات الإلهية.

وخامساً: الإنفاق في سبيل الله هو طريق الفلاح.

إخوتنا الأفاضل، في هذه اللحظات، ننصت وإياكم خاشعين إلى تلاوة الآيتين السابعة عشرة والثامنة عشرة من سورة التغابن المباركة..

إِن تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ{17} عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ{18}

أيها الكرام، الله الذي خلق كل الوجود وأفاض على الإنسان وجوده وماله، أراد من الإنسان أن يساعد الآخرين، وقال: إقراض المحتاجين هو إقراض الله وهو يعطي أضعافاً مضاعفة من الوعود والجوائز؛ وهذا لأجل تكامل الإنسان ونزع حب الدنيا من قلبه، ومساعدة الفقراء وخدمة الناس والسير الى الله وتجلي روح السخاء والعاطفة.

كما ذكر القرآن الكريم أشياء عدة بعنوان كفارة الذنوب منها: التوبة والصلاة والجهاد والقرض الحسن.

ومما نستقيه من هاتين الآيتين الشريفتين أولاً: لا تحقروا المقترض، لأن حسابكم مع الله عزوجل، وفي الحقيقة أنتم قد أقرضتم الله سبحانه.

ثانياً: إقراض الناس وحل مشاكلهم سبب لغفران الذنوب.

ثالثاً: يجب أن تبينوا بركات عمل الخير وجزاءه، لكي ترغبوا في القيام بأعمال الخير.

رابعاً: بما أن الله حليم، فإذا لم يرجعوا لنا مبلغ القرض، فلنكن حليمين كذلك.

وخامساً: أوامر الله وتحفيزاته وجوائزه نابعة عن حكمة.

مستمعينا الأفاضل، مع نهاية تفسير سورة التغابن المباركة وصلنا الى ختام هذه الحلقة من برنامجكم القرآني "نهج الحياة" فحتى لقاء آخر وتفسير سورة أخرى من القرآن العظيم، نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمته تعالى وبركاته.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة