البث المباشر

الحصار الإمبريالي على الشعوب.. أمريكا وإنسانيتها الزائفة إلى متى؟!

الثلاثاء 7 مارس 2023 - 15:24 بتوقيت طهران
الحصار الإمبريالي على الشعوب.. أمريكا وإنسانيتها الزائفة إلى متى؟!

لم تتوان الولايات المتحدة الأمريكية وعبر العصور عن ادمانها للعبة "الحريات وديمقراطية الشعوب" والتي بالواقع هي عبارة عن ارتكاب ابشع المجازر بحق الانسانية، معتمدة بذلك على انها اقوى اقتصاد في العالم، وعملتها هي الاكثر تداولا، وبالطبع اقتصادها قوي لانه قائم على سرقة ونهب ثروات الشعوب...

امريكا تملك من الخبث والمكر الإعلامي عبر قوتها الناعمة والتي احدى عناوينها ايضا المنظمات الحقوقية، لذلك نراها تتدخل بوضع دساتير وقوانين بشكل مباشر أو غير مباشر للمنظمات واللجان الدولية حول ما هي حقوق الانسان وكيف تكون سيادة واستقلال الدول، ومن ضمن هذه المؤسسات لجنة حقوق الانسان في الامم المتحدة وFreedom house, Human Rights watch، وغيرهم الكثير.. والتي هي أذرع حقوقية مموهة مدسوسة لاخضاع الامم والشعوب لسلطتها ولسيطرتها بعكس ما تعلن عنه الادارة الامريكية...

امريكا قامت بإلقاء التهم جزافا على ايران ومنها اتهامها بتدخل إيران بشؤون الدول، وهذا مضحك مبكي.. فليسموا من 200 دولة موجودة على الكرة الارضية اسم دولة او مدينة او بلدة احتلتها ايران؟ وليعطونا اسم دولة تدخلت ايران في شؤونها الداخلية؟

وبالطبع لا يمكن ان ننسى او نغفل عن أوكارها الاخرى كمجلس الامن والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي، وهذا الاخير أضحى اليوم أخطر سلاح تستخدمه ضد دولنا ومجتمعاتنا لإخضاعها بطريقة أو بأخرى لتنفيذ أجندتها الاستعمارية تحت حجة انقاذ دولنا من الانهيار الاقتصادي رغم انها هي السبب في هذا الانهيار بسياساتها الجائرة، وصولا لاستخدامها لوسيلة العقوبات وهي وسيلة لاحقوقية لاانسانية لاقانونية تماما كما فعلت بالجمهورية الاسلامية في ايران التي وقفت في وجه تمددها الاستعماري الطغياني العدواني، حاملة راية الدفاع عن المستضعفين والمظلومين، الامر الذي اثار غضب الادارة الامريكية، لذلك قامت بإلقاء التهم جزافا على ايران ومنها اتهامها بتدخل إيران بشؤون الدول، وهذا مضحك مبكي، فليسموا من 200 دولة موجودة على الكرة الارضية اسم دولة او مدينة او بلدة احتلتها ايران، فليعطونا اسم دولة تدخلت ايران في شؤونها الداخلية، وايضا ليسموا لنا اسم قاعدة عسكرية وضعتها ايران في دولة ما كما فعلت الولايات المتحدة الأمريكية التي نشرت ولا تزال ترساناتها العسكرية في العديد من دول الخليج الفارسي وغيره...

وتأتي أمريكا لتحدثنا عن العدالة والحرية، سجن غوانتانامو يشهد على عدالتها، ما فعلته بالمواطن الامريكي "جورج فلويد" الذي قتل تحت اقدام شرطي امريكي، فلنستعرض تاريخيا مفاهيم "السلام والمساواة وتقرير الشعوب لمصيرها" كيف طبقتها الادارة الامريكية في العالم (سنستعرض البعض وليس الكل، لان الامر يحتاج الى مجلدات وليس لمقالة):

_ السادس من شباط 1945 أطلق طياران امريكيان قنبلة " الولد الصغير" little boy ليطمس مدينة هيروشيما في اليابان.
_ بعد ثلاثة ايام من الحادثة الاولى رموا قنبلة اخرى اكثر قوة وفعالية عرفت بإسم الرجل السمين "fat man" على مدينة ناغازاكي الساحلية.
_ حرب فيتنام.
_ دعم الكيان الصهيوني على كافة الصعد المالية والعسكرية والسياسية لإبادة الشعب الفلسطيني، واستعدادها للقضاء على شعوب المنطقة ممن يعارضون فكرة وجود "اسرائيل" وهذا ما تشهده" الاجتياحات الإسرائيلية" على لبنان والمجازر التي ارتكبتها بدعم امريكي واضح، وها هي الان تحاصر اقتصاديا لبنان وسوريا بمحاولة لقلب البيئة الحاضنة للمقاومة عن المقاومة وبالطبع كل هذا يصب بخانة حماية امن الكيان المحتل.

_ في عام 1981نشرت صواريخها في كل اوروبا.

_ في عام 1988 قامت بالهجوم على الطائرة الايرانية وقد ادى ذلك الى استشهاد 290 راكبا من النساء والاطفال ممن كانوا على متن الطائرة.

_ عام 1998 احتلت الصومال، واستخدمت العنف المفرط ضد المواطنين.

_ في سنة 2001 قامت بالهجوم على أفغانستان واحتلالها بذريعة القضاء على تنظيم القاعدة الذي هو صنيعتها تماما كما صنعت داعش وكل المنظمات الارهابية التي تعد أذرع لأميركا في دول العالم.

_ عام 2003 الهجوم على العراق واحتلاله ضاربة بعرض الحائط كل المواثيق والقوانين الدولية.

_ عام2011 حربها على سوريا لاسقاط النظام المعارض لها ولسياساتها الاستعمارية.

_ عام 2015 عدوانها المباشر بكل الأسلحة المحرمة دوليا على اليمن. ولا تزال حتى اليوم تحاصر وتقصف وتقتل هذا الشعب العزيز.

_ ولا يمكن ان نغفل عن دورها بدعم حركة الاضطرابات التي حصلت في الجمهورية الاسلامية الايرانية والتي احبطها وعي الشعب وحكمة القيادة.

_ كذلك ما يحصل من اغراق اوكرانيا في حربها ضد روسيا، ويحاولون اغراق الصين في تايوان.

كل هذه الجرائم وغيرها وباسلوب نفسي مدروس وممنهج معتمدين فيه على اختصاصين نفسيين سيما اختصاص علم النفس الاجتماعي قدموا تبريرات لها بشكل مؤثر يحاكي عاطفة العالم، فهم يعترفون بأنهم ارتكبوا هذه الجرائم لانهم وتبعا لاكاذيبهم لحماية الشعوب او لان هذه الشخصية التي تحكمهم مضطربة، واحيانا يلجأون الى حجة مضللة الا وهي خطأ تقني..

وبالطبع لم تكتف الولايات المتحدة الأمريكية والتي منذ نشأتها حتى اليوم قائمة على الدم والمجازر ونهب الثروات، بل توجهت ايضا الى حرب خطيرة ومؤثرة الا وهي الحرب النفسية الباردة، والتي تحمل في طياتها العديد من المفاهيم والعناوين التي استغلتها وعملت عليها نفسيا لتوجيه ضربات قاسية ومؤلمة لمجتمعاتنا في محاولة منها لزرع الإحباط وخلق الهوة بين الشعوب والدول، وحتى توجهت لتكوين وصناعة اتجاهات للرأي العام تتناسب وسياساتها وميولها لإخضاع الافراد لسيطرتها وليكونوا بحالة استيلاب لها، ويتحولوا الى روبوتات تتحكم بهم كما تريد، معتمدة في ذلك على علم النفس الاجتماعي.. هذا العلم المغبون في دولنا والمستثمر بطريقة ملفتة في امريكا، فقد توجهت الى الاختصاصين في هذا العلم لدراسة كيف يفكرون انتروبولوجيا المجتمعات، نقاط القوة والضعف، ليتم التعرف على آلية النفس الاجتماعية المناسبة لاحكام السيطرة على المواطنين دون ان يكلفها رصاصة واحدة...

اي كلام يصدر عن الغرب حول الديموقراطية وغيرها من المفاهيم هو مصدر للاستبداد والحرب.

وبالفعل بدأت بصب جهودها على الاعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي من خلال دس السم في العسل، وعملت على ضعضعة منظوماتنا القيمية والدينية والمجتمعية، فهم يعملون على تحويل شبابنا الى استهلاكيين فقط، ليبقوا تحت عصا الادارة الامريكية وحلفائها من محور الشر، فهي تستهدف هذه الفئة ان كان عبر الاعلام او عبر العوالم الافتراضية لضعضعتها واستدراجها بتلاعب ناعم هادىء لإحداث تحولات وانقلابات سياسية تصب بخانة الإدارة الأمريكية، وقد خصصت هذه الأخيرة الكثير من الاشخاص ومن الاموال على مواقع التواصل لنشر الدعاية الامريكية والتلاعب بالعقول، وايضا لا يمكن ان ننسى استثمارها لهذه المواقع لاغراض استخباراتية وسيبرانية.

اذن اي كلام يصدر عن الغرب حول الديموقراطية وغيرها من المفاهيم هو مصدر للاستبداد والحرب...

وقد حذر سماحة الامام السيد علي الخامنئي (دام ظله الشريف) من هذه الحرب الناعمة: "الحرب الناعمة ترفع شعارات ودعايات محقة بالظاهر ولكنها باطلة في الباطن، وتخلط الحق بالباطل، وللاسف فإن البعض يكرر دعايات وشائعات العدو عن قصد او عن جهل".. ودعا الى مواجهتها عبر جهاد التبيين، وهنا ضرورة العمل لمقاومة هذه الحرب عبر تعزيز الوعي ومواجهة اضاليلهم من خلال تقوية وسائل الاعلام التي تخاطب الناس من خلالها لتببين الحقائق بإسلوب مرن، وتشكيل نواة من الشباب الواعي المثقف المدرك لحقائق الامور ليخاطبوا كل الشباب بلغتهم وبلغة يفهموها ويتقبلوها بعيدا عن التنظير.

بقلم / نسرين نجم / اختصاصية في علم النفس الاجتماعي

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة