البث المباشر

محمد بن ابي بكر

الإثنين 18 فبراير 2019 - 09:31 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 386

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام وعلى محمد وآله الطيبين الطاهرين.
ومن متقدمي الصادقين ومن حواري امير المؤمنين(ع) واحد المحامد الاربعة هو محمد بن ابي بكر وهو من امير المؤمنين كزيد بن حارثة من رسول الله، ابوه الخليفة الاول ابو بكر وامه اسماء‌ بنت عميس الخثعمية وهي ارملة جعفر بن ابي طالب(رض)، محمد بن ابي بكر من مواليد السنة‌ العاشرة من الهجرة في حجة الوداع وقد ورد في مروج الذهب انه يوصف بعابد قريش وفي الرواية عن امير المؤمنين(ع) اي ان المحامد تأبى ان يعصى الله قلت من المحامد فقال محمد بن جعفر ومحمد بن ابي حذيفة ومحمد بن الحنفية ومحمد بن ابي بكر. محمد بن ابي بكر انجب ولداً اسمه القاسم من علماء المدينة هذا القاسم عن الامام الصادق(ع) في حديثه كان سعيد بن المسيب يروي عنهم يقول كان سعيد بن المسيب والقاسم بن محمد بن ابي بكر وابو خالد الكابلي من ثقاة الامام زين العابدين، القاسم بن محمد بن ابي بكر جد الامام الصادق لامه اشتهر بتعلقه الشديد لامير المؤمنين ولذا وصفه الامام علي(ع) كان محمد لله عبداً صالحاً ولنا ولداً باراً وجاء في كتاب مجالس المؤمنين عن الباقر(ع) ان محمد بن ابي بكر لما بايع الامام علياً بايعه على البراءة من خصومه ويؤيد هذا شعره:

يا ابانا قد وجدنا ما صلح

خاب من انت ابوه وافتضح

انما اخرجني منك الذي

اخرج الدر من الماء الملح

انسيت العهد في خم وما

قاله المبعوث فيه ونصح

يا بني الزهراء انتم عدتي

وبكم في الحشر ميزاني رحج

واذا صح ولائي فيكم

لا ابالي اي صوت قد قدح

الغريب ان يطلق على معاوية خال المؤمنين لان اخته ام حبيبة زوجة الرسول ورغم انه سب امير المؤمنين اربعين عاماً، شهر السلاح بوجه امير المؤمنين قتل اصحاب امير المؤمنين، بدل صلاة الجمعة الى يوم الاربعاء واستعمل اواني الذهب والفضة وهذا محرم ارتكب المجازر واشاع الفزع عن المسلمين هذا يسمى بخال المؤمنين لانه اخو ام حبيبة ولا يطلق هذا العنوان على محمد بن ابي بكر وهو اخ لعائشة زوجة الرسول، السبب معروف وعندما تحرك الامام علي(ع) صوب صفين كان قد اشخص محمداً الى مصر وعينه والياً عليها وبعد صفين استبدله الامام امير المؤمنين بمالك الاشتر الذي كان من النشطاء في صفين وحينما استشهد مالك الاشتر بالعسل المسموم الذي دبره له معاوية عذراً اشخص الامام محمداً الى مصر ثانياً ليكون والياً عليها جهز معاوية عليها جيشاً من ستة آلاف رجل بقيادة عمرو بن العاص لمحاربة محمد بن ابي بكر والتحق به العثمانيون من مختلف البلدان ومعهم معاوية بن خديج وهنا كتب محمد بن ابي بكر رسالة للامام امير المؤمنين يطلب منه الدعم والاسناد ولما وصل كتابه للامام خطب الامام ودعا الناس الى مساعدة محمد بن ابي بكر وتجهز جيش من الفي رجل بقيادة مالك بن كعب وكنانة بن بشر واقتتل الجيشان وقتل كنانة وتطورت الامور وصار في المواجهة تصعيد فلم يبق مع محمد بن ابي بكر الا نفر قليل والتجأ الى خربة نائية واجهز معاوية عليه واسره والملفت في الامر ان عبد الرحمن بن ابي بكر كان مع جيش عمر بن العاص فلما رأى اخاه اسر صرخ قائلاً لا والله هيهات ان يقتل اخي صبراً اصر عمرو بن العاص على معاوية بن خديج بعدم قتل محمد الا ان معاوية عاند وكان محمد بن ابي بكر يشكو العطش ويطلب جرعة ماء لكن معاوية بن خديج الاموي كان يرد عليه لاسقاني الله ان سقيتك قطرة من الماء لابد من قتلك عطشانا فقال محمد بن ابي بكر يا ابن اليهودية النساجة‌ والله لوكان سيفي بيدي ما بلغتم مني هذا وبالتالي احتز معاوية بن خديج الاموي رأس محمد وادخل جثته في بطن حمار ميت واحرقه وهذا نسمعه ونقرأه في التاريخ ونقول ربما فيه مبالغة لكن الآن تركة هؤلاء القتلة معاوية‌ وامثاله ما يفعله الارهابيون والتكفيريون في العراق بأتباع اهل البيت عرفنا ان القضية اكبر وادهى والقوم ابناء القوم سبحان الله يحتزون الرؤوس ويفجرون ويشيعون الفزع وعلي اي حال قدر هؤلاء ان يكونوا قتلة فلما استشهد محمد بن ابي بكر بهذا الطراز وبهذه الفضاعة وبلغ خبر مصرعه اخته عائشة زوجة الرسول صعقت لهذا الحادث وجزعت وكانت تدعو على ثلاثة بالعذاب معاوية بن ابي سفيان وعمرو بن العاص ومعاوية بن خديج الذي باشر قتل اخيها محمد بن ابي بكر وامرت عائشة ام المؤمنين فجيء بأطفال اخيها الشهيد وحلفت ان لا تأكل طعاماً طيباً مادامت على الحياة حزناً وحداداً على اخيها وللعلم معاوية اخيراً قتل اخوها الثاني وهو خليصها عبد الرحمن بن ابي بكر قتله لانه عارض تعيين ولي عهد يزيد فأزدادت نقمتها على معاوية واخذت بعدها تنشر فضائل الامام امير المؤمنين وبالخصوص ما سمعته من رسول الله عن علي وانه اول داخل في الجنة من الرجال وان الزهراء اول من يدخل الجنة من النساء ومنها انها شهدت على ان علياً احب الرجال الى‌ النبي والزهراء احب النساء الى النبي وكان استشهاد محمد بن ابي بكر في شهر صفر عام 38هـ وجاء في الروايات ان معاوية اعلن يوم استشهاد محمد بن ابي بكر في الشام عيداً واظهر الفرح هناك حتى ان الحجاج بن عزيم الانصاري التقى الامام علي وهو قادم من الشام ونقل للامام ما شاهده من الفرح هناك بأستشهاد محمد وقال لم ار يا ابا الحسن اهل الشام في سرور كما رأيتهم في هذا فتأثر الامام وقال ان حزننا على محمد اكثر من سرورهم بمقتله فقال الحجاج وما اشد حزنك على محمد يا ابا الحسن فقال الامام وكيف لا احزن عليه وهو ربيبي وانا ابوه وجاء في بعض الروايات ان الامام حينما استخبر بمصرع محمد استعبر باكياً ووقف خطيباً وانبه بقوله رحم الله محمداً كان لي ولداً باراً ولله عبداً صالحاً وعلى مثل محمد نحزن وقد اشخص رأسه الى معاوية ودفن بعدها بباب المسجد بمصر وجاء في الروايات ان اسماء بنت عميس لما علمت بمصرع ولدها فاضت عيناها دماً عبيطاً وفاضت ثدياها دماً ايضاً حزناً على ولدها الشهيد محمد بن ابي بكر تغمده الله بواسع رحمته والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة