البث المباشر

عبد الله بن خباب بن الأرت

الثلاثاء 5 مارس 2019 - 10:29 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 662

السيد الكشميري: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين 
ومن الصادقين والشهداء في طريق صدقهم في حب النبي صلى الله عليه واله والامام امير المؤمنين عليه الصلاة والسلام هو الشهيد المظلوم عبدالله بن خباب بن الارت رحمه الله واعلا درجاته. 
هذا الشهيد العزيز والمجاهد الشريف هو من خلص اصحاب الامام امير المؤمنين وطبعاً ابوه خباب بن الارت من المعذبين في الله ورسوله في مكة المكرمة وهو من خيرة صحابة النبي صلى الله عليه واله الذين لم يحدثوا بعده. 
هذا المجاهد العظيم عبد الله بن خباب اصطدم مع الخوارج الذين كانوا يتمترسون على ضفة النهر وهم في طريقهم الى النهروان وقصة هذا الشهيد العظيم تكشف لنا جانباً مراً في تاريخ الاسلام وفي تاريخ اولئك الذين ظنوا انهم اشفق على الاسلام من غيرهم فأرتكبوا عن طريق ظنونهم السيئة والفاسدة ابشع الجرائم وهذه كانت واحدة من ابتلاءات الامام امير المؤمنين، الامام امير المؤمنين ابتلي من جملة ابتلاءاته بهذه الحروب الثلاثة ولكن اشد الحروب هذه الماً على الامام هي حرب النهروان.
طيب هؤلاء توقفوا في بستان اثناء مرورهم بالنهروان ولدى توقفهم هناك عبر عليهم عبد الله هذا الصحابي الجليل، عبد الله بن خباب عبر وكانت معه زوجته وكانت حامل ومعه رجل اخر ونساء اخريات وكان يحمل على صدره قرآناً واذا هؤلاء اعترضوه وهو يعبر النهر فرأوه وكأنما شخصوه فوقفوا بوجهه، قالوا من انت؟ قال انا رجل مؤمن فأستفزوه، قالوا ما تقول في علي بن ابي طالب بعد قبوله التحكيم، لأن النغمة التي كانوا يتعاملون بها في الخداع هي مسألة التحكيم ويتهمون الامام علي بقبول التحكيم فسألوه ما هو رأيكم في قبول علي بن ابي طالب بالتحكيم؟ فأجابهم عبد الله انه امير المؤمنين واول المسلمين ايماناً لرسول الله واشد منكم توقياً لدينه وانفذ بصيرة على امره! قالوا لقد اطلت علينا، ما اسمك؟ قال انا عبد الله بن خباب بن الارت صاحب رسول الله فقالوا اذن حدثنا بحديث سمعته من ابيك عن رسول الله، قال نعم، سمعت ابي قال -وطبعاً هو وضع بصماته على الحالة- قال سمعت ابي قال وقد سمع ذلك من النبي مباشرة قال "ستكون بعدي فتنة يموت فيها قلب الرجل كما يموت بدنه، يمسي مؤمناً ويصبح كافراً" فقالوا لهذا سألناك عن اسمك، واقعاً هذا الحديث يشمل هؤلاء وينطبق على هؤلاء ومن مصاديقه هؤلاء يعني هم مؤمنون في البداية ولكن نتيجة هذه الظنون الفاسدة وهذه التصورات المغلوطة انقلب وضعهم فهو ينقل لهم حديث النبي "ستكون بعذي فتنة يموت قلب الرجل كما يموت بدنه يمسي مؤمناً ويصبح كافراً" فقالوا لهذا سألناك عن اسمك والله لنقتلنك قتلة ما قتل احد بمثلها، فقال ولم وبأي ذنب؟ قالوا ان القرآن الذي في عنقك هو يأمرنا بقتلك. هذا هو فهمهم للاسلام وتصورهم للشريعة. فعمد هؤلاء الارهابيون واوثقوه كتافاً كما اوثقوا زوجته الحامل وكانت قد اشرفت على الولادة وجاءوا بهما تحت نخلة ومزقوا ابدانهما وقطعوهما ومزقوا الجنين وقتلوا النساء التي كانت معه بهذه الصورة، الملفت في الامر ان هناك تمرة كانت سقطت من نحلة فأكلها احدهم فأحتجوا عليه واعترضوا عليه بأن اكلها فيه اشكال شرعي وعليه ان يسترضي صاحب النخلة، تفضل!!! 
كما سقط سيف احدهم على خنزير لعابر وسالت دماءه فراحوا يترضون صاحب الخنزير لما اصاب خنزيره، فقال لهم ذلك الرجل الذي بقي على قيد الحياة والذي كان مع عبد الله وكان شبه قد جن ومدهوش، يرى هذا التصرف وهذا السلوك الارهابي وهذه الوحشية فقال انا رأيت منكم عجباً، انكم تسترضون صاحب النخلة على تمرة وتسترضون صاحب الخنزير لأن خنزيره اصيب بصدمة وترتكبون هذا العمل وتقتلون هذا الرجل وزوجته وتقتلون النساء فألتفتوا اليه وقالوا له كان علينا ان نفعل بك ايضاً هكذا لكن أتدري لماذا لم نفعل بك؟ قال ولم؟ قالوا لتذهب الى صاحبكم علي بن ابي طالب وتبلغه بأننا ان ظفرنا به فعلنا به كما فعلنا بصاحبك هذا. 
على اي حال قرر هذا الرجل في نفسه ان يأتي ويبلغ الامام امير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه على ما جرى وطبعاً انا لخصت الحادثة نظراً لضيق وقت البرنامج لكن من يريد تفاصيل اكثر عن مصرع هذا الشهيد المظلوم وكيفية استشهاده وظروف الحالة يمكن الرجوع الى مصادر عديدة منها الجزء الثالث من كتاب الكامل في التاريخ من صفحة 341 الى 342 . 
وكانت هذه الحالة اصابت المجتمع الاسلامي بصدمة وبمرارة لأن اليهودي يقتل المسلم والنصراني اما لم يكن هناك افراد مسلمون وهم يتلبسون بمظاهر التقى ويتسترون بالشفقة على الاسلام واحكام الاسلام ويقومون بهذا العمل الاجرامي فيقتلون رجلاً صحابياً مؤمناً ويمثلون به وبزوجته وبتلك النساء بهذه المثلة الشنيعة. 
هذا اعطى الامام امير المؤمنين آلاماً كبيرة وكان الامام امير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه يشعر بحزن كبير والم لفقد هذا الصحابي الجليل وما ارتكب هؤلاء معه فلما علم امير المؤمنين سلام الله عليه بمصرع هذا الصديق الوفي وزوجته ومن كن معه من النساء حزن لذلك اشد الحزن والمصادر تقول بأن هؤلاء الارهابيين لما قتلوا عبد الله بن خباب بتلك الصورة المفجعة وقتلوا زوجته عبثوا بأجسادهم وقطعوها والقوها في ذلك النهر واصبحت هذه الحادثة هي من الدروس والعبر التي يستلهمها المسلمون والقادة لمعرفة ذلك التاريخ المر وتلك الصعاب المرة التي عاصرها الامام امير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه لذلك لما يمر الامام في خطبته المعروفة بالخطبة الشقشقية ويتكلم عن المارقين وكان الامام يتحدث عن هؤلاء وعن مظاهرهم وعن ادعاءاتهم الفارغة وبالتالي تصرفاتهم البعيدة كل البعد عن اخلاق الاسلام وسلوك الاسلام. 
عبد الله بن خباب كان له سجل حافل بالمواقف الجهادية في فضح هؤلاء لذلك لما التقوا به بطريق الصدفة والصدفة كانت سيئة مع الاسف كانوا هم طلب حثيث لهذا البطل وكان يعتبر الشخصية الثانية التي يستهدفونها بعد الامام امير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه وطالما كانوا يسألون عنه العابرين ويفتشون عنه من الرحل ومن المسافرين الى ان شاء الله ان يكون هذا البطل العظيم في سجل الخالدين ويسجل اسوء صفحة واسوء عار في تاريخ هؤلاء بتصرفهم هذا المشين، هذا الرجل ليس له قبر، لا هو ولازوجته ولا النساء الاربعة اللاتي كن معه. 
اسأل الله لهذا الشهيد ولزوجته ولمن كان معه الرحمة والرضوان والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة