البث المباشر

قيس بن عاصم المنقري

الإثنين 4 مارس 2019 - 13:46 بتوقيت طهران

إذاعة طهرانن- مع الصادقين: الحلقة 658

السيد الكشميري: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين 
من الصادقين المخلصين ومن محبي رسول الله صلى الله عليه واله هو الصحابي قيس بن عاصم المنقري سيد اهل الوبر، هذا من الصحابة المتأخرين، صحابي يرجع تاريخه الى اول يوم من اعلان الدعوة الاسلامية وصحابي ربما بالايام الاخيرة من حياة رسول الله صلى الله عليه واله هؤلاء كلهم صحابة ولكن بطبيعة الحال كل له ظروفه وكل له آثاره وله معطياته.
قيس بن عاصم تسبب في اسلام اكثر من مئة وخمسين نفراً من قومه وهذه مزية لايمكن اغفالها،لايمكن المرور عليها ببساطة، نجن نعرف انه في القرآن "من احيا نفساً" لايحيي نفساً ينقذها من الموت لا، اخطر من الموت وهو الجهل، حياة مع الكفر، حياة مع الانحراف هذا موت فأذا جاء احداً وعمل على هداية احد واخراجه من الجهل الى العلم هذا احيا تلك النفس وبمعنى اكبر من احياء النفس وانقاذها من الموت المادي، مئة وخمسين او اكثر من قبيلة الوبر دعاهم الى الاسلام وجاء بهم زرافات زرافات اسلموا على يدي رسول الله صلى الله عليه واله. 
قيس هو من الصحابة المتأخرين يعني السنة التاسعة من الهجرة، كان هؤلاء يسمون بالاعراب، اعراب يعني خارج المدينة "قالت الاعراب آمنا" اعراب يعني لايعرفون من الثقافة والحضارة شيئاً، يعيشون حياة بداوة وحياة مع الابل والمواشي وغير ذلك، قيس هو كبير وزعيم قبيلة الوبر جخل الى المدينة وكان معه وفد مجموعة وهؤلاء يعودون الى بني تميم في النظام القبائلي ولكن قيس رغم انه اعرابي ويعيش خارج المدينة ولكنه مهذب ذاتياً، جاهلي من حيث المعتقدات ولكن من حيث الكمالات مهذب، متكلم، معروف بالحلم، بالشمم، بالثبات حتى ينقل ان الاحنف بن قيس سأل، والاحنف بن قيس يضرب المثل بحلمه، سأل من اين لك هذا الحلم؟ قال تعلمته من قيس بن عاصم المنقري، كيف تعلمه؟ قال كنت عنده ذات يوم وهو يتحدث في ديوانه مع رجل فدخل عليه جماعة واخبروه ان اخاه في المنطقة الفلانية وقع اسيراً واما ولده فقد قتل! يقول الاحنف بن قيس انا جالس وهؤلاء اخبروه بأسر اخيه وقتل ابنه، يقول الاحنف بن قيس والله رأيته لم يهتز واستمر يتحدث مع الرجل بكل هدوء حتى ذهب الرجل ثم التفت بهدوء الى ولده الاكبر وقال ولدي قم وابحث عن عمك وفك اسره واعمد الى اخيك فأدفنه ثم قال اعطي أم اخي مئة من الابل ليهدأ حزنها فتعجب الحضار فيقول الاحنف بن قيس تعجب الحضار لرباطة جأشه وكان يردد قيس بن عاصم، يردد هذا البيت: 

اني امرء لايعتري خلقي

دنس يفنده ولا افن


كما قلت في البداية هذا هو قيس بن عاصم لما وفد على النبي ومعه جماعة واسلموا جاء بجماعة اخرى وهكذا ومرة جاء بمجموعة كبيرة وجلس عند رسول الله وهو يريد ان يوصل رسالة لهؤلاء او يريد مثلاً ان يبين لهم مدى بلاغة النبي ومدى جمال النبي ومدى مضمون كلام النبي وهؤلاء جاءوا من البدو، من البر فيقول للنبي عظنا يارسول الله لنستفيد منك فقال النبي نعم ياقيس، حقيقة هذه الموعظة مضى عليها اكثر من اربعة عشر قرناً والان مااحوجنا الى كل كلماتها كلمة كلمة، ماذا يقول النبي؟ ياقيس لابد لك من قرين يدفن معك وهو حي وتدفن معه وانت ميت فأن كان طيباً لاتستأنس الا به وان كان سيئاً لاتستوحش الا منه ثم لايحشر الا معك ولاتبعث معه ولاتسأل الا عنه فلا تجعله الا صالحاً فأنه ان صلح انست به وان فسد لاتستوحش الا منه. هؤلاء اعناقهم مشرأبة! من هذا الذي النبي يوصفه هكذا؟ فلما بين النبي هذا معك يوم الحشر وهذا كذا فقالوا من هذا؟ قال عملك فقال قيس يارسول الله مااحسن ما وعظتنا به، يارسول الله زدنا؟ فقال النبي ياقيس ما ان مشيت او نمت او تحركت الا ومعك اثنان اوفى صديق لك واوفى عدو لك، هذا كلام يسمعوه لأول مرة فقال قيس ماهذا الصديق وماهذا العدو؟ فقال اما الصديق فعقلك واما العدو فجهلك، هذا يجرك الى المتاهات فهذا عدوك وعقلك يجرك الى حظيرة الفضائل فهذا اخلص اصدقاءك، قيس يسمع هذه النصائح من الرسول صلى الله عليه واله وهو يتمتع بذوق ادبي فقال يارسول الله ليت كلامك هذا كان في شعر نتفاخر به على من يلينا من العرب وندخره ذخراً. طبعاً النبي في هذه المناسبات كان يستدعي حسان بن ثابت لأن هذا كان من شعراء النبي، حسان بن ثابت قبل ان ينحرف ومن باب الصدفة كان احد شعراء العرب جالس واسمه الصلصال بن دهس او دهمس فقال لايحتاج يا رسول الله انا انظم ما قلته فنظم والنبي يستمع اليه، ماذا يقول عن نصائح النبي وهو العمل الصالح؟ 

تخير خليطاً من فعالك انما قرين

الفتى في القبر ما كان يفعل

ولابد قبل الموت من ان تعده

ليوم ينادى المرء فيه فيقبل

فأن كنت مشغولاً بشيء فلا تكن

بغير الذي يرضى به الله تشغل

فلن يصحب الانسان من بعد موته

ومن قبله الا الذي كان يعمل

الا انما الانسان ضيف لأهله

يقيم قليلاً بينهم ثم يرحل


وطبعاً للنبي كلام في هذا: 
ايها الناس الا وان احدكم في الدنيا ضيف وان الضيف لراحل، كل الجالسين قاموا وخرجوا، دخلوا جهلاء وخرجوا علماء ببركة جلوسهم بين يدي رسول الله واستمر قيس يتردد على رسول الله وعرف انه من اعاظم اصحاب النبي. 
تغمده الله بواسع رحمته والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة