البث المباشر

صفية بنت حيي بن الأخطب

الثلاثاء 5 مارس 2019 - 10:29 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 664

السيد الكشميري: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد واله الطيبين الطاهرين 
من المؤمنات الصادقات الوفيات للنبي صلى الله عليه واله هي زوجته صفية بنت حيي بن اخطب، هذه من زوجات النبي صلى الله عليه واله وهي اول زوجة للنبي توفيت بعده، اخر زوجة توفيت للنبي هي ام سلمة. 
صفية بنت حيي بن اخطب هي اساساً غير مسلمة، يهودية، كيف يعني تحول وضعها وصارت زوجة لرسول الله؟ اكثر من زوجة، يعني محببة للنبي صلى الله عليه واله يعني حب النبي لها هذا لايرتبط بعامل جنسي او شخصي، هذا مقياس يسري علينا وعلى امثالنا اما النبي صلى الله عليه واله حبه وميله، تودده يرتبط بالافعال ويرتبط بالاداء ويرتبط بالسلوك، لم يتزوج النبي صلى الله عليه واله اي زوجة لعامل جنسي كما تخرص عليه المستشرقون وتقولوا وقالوا ما قالوا، هؤلاء الذين يصطادون بالماء العكر 
طيب من يتزوج هذا العدد من النساء وهن في اعمار كبيرة وبعضهن اسن من النبي بكثير، بعضهن ذات عاهات بدنية، بعضهن ذات ازواج من قبل هذا كله يدل على ان سر هذا التصرف غير جنسي ولو كان التصرف جنسي لكان النبي فعل ذلك ايام شبابه، كل هذه النساء كان زواج النبي منهن في العشر سنين الاخيرة من عمره يعني تجاوز الخمسين واكثر، من يريد ان يشبع رغبة جنسية يتزوج في ايام شبابه، لا النبي صلى الله عليه واله استخدم هذا العامل يعني عامل المصاهرات مع بعض الاطراف حتى من الخصوم او ممن يخشى شرهم او ممن يريد ان يؤلف قلوبهم، النبي صلى الله عليه واله استخدم هذا السلوك. 
في هذا الاطار ياتي الكلام عن هذه المرأة التي هي من زوجات النبي صلى الله عليه واله وقلت هي بداية كانت سبية، كانت سبية صراعات واجهت رسول الله صلى الله عليه واله وطبعاً ابوها حيي بن اخطب قائد كبير من قواد المشركين وزعيم مهم لقبيلة يهودية مهمة ايضاً فيوم المصطلق او غزوة بني المصطلق وقع اشتباك وانجلى الاشتباك عن اسرى من اليهود وقعوا بيد المسلمين، هذه المرأة من جملتهم وحينما عرض النبي الفدية على الاسرى لم يكن عندها فدية ولم تجد احداً يفدي عنها فلما جيئ بها وشاهدت رسول الله انبهرت بهيبة النبي وشمائل النبي فقالت يا محمد، خاطبت النبي بأسمه لأنها غير مسلمة، قالت يا محمد انا لااملك فدية افدي بها نفسي ولكني افدي نفسي اليك، هنا استغل النبي الحالة ليفتح كما نقول خطاً دبلوماسياً، خطاً دبلوماسياً مع من؟ مع اشرس قبيلة من هذه القبائل المعروفة بالاخطار فتزوجها النبي صلى الله عليه واله، الزواج هذا كان تحت عنوان التملك، ملك اليمين لأنه عندنا الزواج ثلاث انواع دائم ومنقطع وملك اليمين، احدى طرق حلية النكاح في الفقه الاسلامي هو ملك اليمين، تزوجها النبي بهذه الطريقة وحظيت بعواطف رسول الله واخذت ترسل الى قومها، هنا بيت القصيد، كانت ترسل الى قومها اخبار النبي، اخلاق النبي، تصرفات النبي صلى الله عليه واله وصارت مبلغة للاسلام ولنبي الاسلام فمال عدد كبير من قومها الى رسول الله حتى اسلم اكثر من مئة نفر، في رواية اخرى ان النبي صلى الله عليه واله يوم جيئ بها سبية خيرها بين امرين، ان كانت تحب الاقامة عند المسلمين تسلم وان كانت تريد ان تبقى يهودية يعيدها الى قومها فهنا هي اصرت على ان تبقى عند المسلمين لكن اقترحت على النبي صلى الله عليه واله ان تزوجتني يارسول الله انا اسلم فالنبي رحب ليخرجها من حوزة الشرك والنبي قرأ فيها مواهب قد تخدم مشروع الاسلام مستقبلاً وفعلاً تزوجها النبي وتحولت الى اداة لنشر الاسلام ووسيلة دعاية ممتازة للاسلام وعن نبي الاسلام واخلاق النبي وصار بسببها انه ذلك العدد انتموا الى الاسلام. 
هذه المرأة وصلتها اموال من قومها واهلها فضحت بتلك الاموال في سبيل الله، في نشر الدعوة الاسلامية وبعد وفاة رسول الله هذه المرأة عاشت بعد النبي تقتات من كد يدها، كانت تأتي بسعف النخل تبيعه، النبي لم يكن يملك شيئاً ومات وهو مديون ودرعه مرهونة فبعد وفاة رسول الله كانت تكتسب من كد يدها وتمول نفسها وما يزيد من كسبها تتصدق به على ارحامها، على القريب والبعيد فوشي بها الى الخليفة عمر، جاءت معلومات الى الخليفة الثاني عمر الخطاب ان هذه صفية بنت حيي بن اخطب اولاً تحب يوم السبت وثانياً ترسل اموالها الى اليهود، انظر المعلومة وصلت بأي صورة؟ فأستدعاها الخليفة الثاني ولما حضرت سألها انه عندي معلومات انك تحبين يوم السبت وترسلين اموال الى اليهود فتعجبت وقالت منذ اسلمت ما احببت غير يوم الجمعة وكان هذا اقتداءاً برسول الله صلى الله عليه واله، انا اقر لااحب غير يوم الجمعة اما الاموال فأنها صلة لأرحامي وبعضهم يهود وفيهم خالة لي وفيهم عمة لي وفيهم ام ارضعتني ومذ اسلمت وتزوجت رسول الله سألته وهو على قيد الحياة سألته عن صلتهم ومعاونتهم فأمرني ان ازيد ذلك وان الاسلام هو دين الرحمة والاحسان فهنا شكرها الخليفة الثاني وقيم هذا منها واعتذر اليها. 
هذه المرأة صفية بنت حيي بن اخطب اجتمعت مع بعض نساء النبي في الايام التي كان النبي مريضاً فسألت احدى نساء النبي او اثنين من نساء النبي، سألن النبي يارسول الله اي نساءك اولهن لحوقاً بك؟ فكان جواب النبي جواباً عجيباً من نوعه فقال النبي اطولكن يداً فهذين المرأتين اخذن الكلام على الظاهر، كيف ان بعض المفسرين "يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ" يقول الله له يد! لا يد الله يعني ارادة الله، قدرة الله، النبي لما قال اطولكن يداً فهذين ذهبن الى دعامة عانقنها لتقيس ايها اطول يداً من الاخرى، لا النبي لم يقصد هذا، النبي صلى الله عليه واله لما قال اطولكن يداً يقصد بذلك المعروف، اليد الفاعلة للمعروف، للاحسان، كيف نقول له علي اليد الطولى يعني له علي الاحسان. فكان هذا المعنى فعلاً ينطبق عليها في احسانها الى القريب والبعيد ولأرحامها وفعلاً كما اشار النبي كانت رحمة الله عليها اول نساء النبي لحوقاً به، السنة الخامسة عشر من الهجرة توفيت وهي اول زوجة لرسول الله تتوفى بعد النبي ودفنت في البقيع الغرقد، تغمدها الله بواسع رحمته والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة