الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام وعلى محمد وآله الطيبين الطاهرين.
ومن الصادقات المؤمنات المجاهدات الزرقاء بنت عدي الكوفية، احدى الصادقات عنواناً ومضموناً، هي كوفية ومن المجاهدات اللاتي ابلين بلاءاً حسناً في نصرة الامام امير المؤمنين(ع)، مرت ترجمتها في اكثر من مصدر في البلاغات، اعيان الشيعة، تاريخ الانتفاضات الشيعية وغير هؤلاء والزرقاء بنت عدي الكوفية هي ممن عكس ثقافة اهل البيت بأجلب واحلى صورها، خصوصاً في ساحات الجهاد واشتهرت هذه المرأة المجاهدة ببلاغة منطقها ولها مواقف غريبة يوم صفين لان هناك رعيل من النساء لعبن دوراً يوم صفين وصحيح ان المرأة اسقط الله عنها الجهاد في الخط الاول لكن هذا لا يعني انها تحرم من ثواب المجاهد فهناك مثلاً خطوط الدعم والتمويل وخطوط الحماس والاناشيد، هذه المرأة كانت في هذا الاطار كانت تنشر روح الحماس عند المقاتلين مما دفع جلاوزة معاوية لتدوين اسمها مع اسماء النساء اللاتي لعبن دوراً في هذا المجال كان معاوية يلاحقها وكان طموح ان يقبض على هذه المرأة وتمثل بين يديه وهنا يذكر سعيد الجمحي ان معاوية بن ابي سفيان كان قد سهر ذات ليلة مع زباينته فذكر الزرقاء وموقفها فلما ذكرها امام جلاوزته سألهم ايكم يحفظ كلامها فقالوا كلنا نحفظه وذكروا مقاطع من خطبها فتمزق وتوتر ثم قال ما تشيرون علي؟
قالوا نشير عليك بقتلها فكتب الى عامله في الكوفة بأحضارها بأي صورة وفعلاً قبض عليها واشخصها الوالي الي معاوية ولما ادخلت عليه كان يحيط به هؤلاء الاراذل فقال لها معاوية بغضب هل تعلمين لماذا بعثت اليك قالت سبحان الله انى لي بعلم ما لم اعلم وهل يعلم ما في القلوب الا الله؟ هنا انفجر معاوية مخاطباً لها الست يوم صفين راكبة الجمل الاحمر توقدين لظى الحرب وتحظين على القتال ووالله انك شاركت علياً في كل دم سفكه واذا هذه المرأة تعاملت بكل جرأة وبكل هدوء فردت عليه بسخرية وهي تقول يا معاوية والله اني اتمنى ان اكون كما قلت وظننت ثم قالت يا معاوية لقدمات الرأس وبتر الذنب والدهر ذو غير ومن تفكر ابصر والامر يحدث بعده الامر فقال لها معاوية هل تحفظين ما قلت يوم صفين قالت لا قال لها ولكني احفظه لقد سمعتك تقولين ايها الناس انكم في فتنة غشيتكم جلابيت الظلم وجرت بكم عن قصد المحجة فلها من فتنة عمياء صماء يسمع لقائلها ولا ينظر لسائقها ايها الناس ان المصباح لا يضيء في الشمس ولا يقطع الحديد الا الحديد الا من استرشدنا رشدناه ومن استخبرنا اخبرناه الا وان خضاب النساء الحناء وخضاب الرجال الدماء فهبوا للحرب قدما غير ناكصين فهذا يوم ليس بعده يوم واستمر معاوية يروي مقاطع من خطبها ويبدو انه متأثر بشكل والخاطرة استولت على مشاعره بحيث يحفظ الكلمات بدقة وبديباجة كاملة فلما نطق بهذه الكلمات كان يتصور ان الزرقاء ربما تنهدم نفسيتها وتحاول ان تتنصل او تتنكر واذا بها ابتهجت وقالت نعم قلت ذاك واكثر فغضب معاوية من جسارتها على سلطانه وطيشه ورد عليها وردت عليه الا ان هذه المرأة سحقت هيبة العرش الاموي بكامله امام معاوية وجماعته فهنا الروايات تقول ان معاوية اخذ نفساً عميقاً ثم قال والله اني لا عجب من وفائكم هذا لعلي بن ابي طالب بعد موته بأكثر من عجبي من حبكم له في حياته. فمعاوية وجد نفسه صغيراً فقلب الموقف وحاول ان يطيب الجو فصاح اذكري حاجتك فصاحت هذه المرأة المجاهدة يا معاوية والله لقد آليت علي نفسي الا أسأل اميراً او غنياً او طاغية فأضطر معاوية ان يأمر بأخلاء سبيلها حفظاً لماء وجهه ويذكر صاحب المستطرف حديثها وقال ان الزرقاء بنت عدي كانت من اشد الناس ولاءً للامام امير المؤمنين ويذكر ان فعل معاوية معها وجوابها في مجلسه يدل على انها من بيت جلالة وعظمة ولذلك تمنع معاوية بأن يخاطبها بكلامه المعتاد وهو كلام السفلة وهذا انقله من صاحب المستطرف وهو في كل فن مستظرف يقول انا متعجب كيف يقول معاوية ولذلك تمنع معاوية ان يخاطبها بكلامه المعتاد وهو كلام السفلة بل اظهر معها الحلم وربما كان يخشى عاقبة الانتقام لان الزرقاء كانت ذات عشيرة تخاف وترجى ربما السبب ليس في الله وانما هنالك عنوان آخر لان هذه المرأة تنتمي الى قبيلة قد تدافع عنها، اخيراً لم يذكر المؤرخون سنة او ظروف وفاتها تغمدها الله بواسع رحمته والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*******