الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
ومن تقاة الصادقين ومصاديقهم شيخنا الشيخ بهاء الدين محمد بن الحسين بن عبد الصمد العاملي المشهور بالشيخ البهائي ولا اعتقد ان احداً منا لم يسمع بهذا الاسم اذ بلغت شهرته كل ربوع البلاد ومسامع العباد الشيخ البهائي تغمده الله برحمته، في صحن الامام الرضا(ع) توجد مزارات مهمة لاكابر علماء الامة خصوصاً من علماء‌ جبل عامل كالشيخ الحر العاملي وكذلك الشيخ البهائي اعلى الله مقامه وهو علم من اعلام الامة وبحر مواج بفضائله وعلومه، الشيخ البهائي هو من مواليد مدينة‌ بعلبك ولد في 13 ذي الحجة عام 953 هـ وانتقل به والده الى ايران فأشتغل هناك في تحصيل العلم انتهال العلوم ونظراً لمواهبه وذكاءه الخلاق والعجيب فقد نما بسرعة كبيرة وطوى مراحل متعددة في فترة قصيرة حتى هكذا يعرفه اهل الترجمة ازدحم طلاب العلم للنيل من فيوضاته بعدها سافر الى‌ الديار المقدسة ‌وساح في اكثر البلاد من جملة‌ المواقع التي زارها زيارته للعتبات المقدسة وقالوا ان صحن النجف الصحن الحيدري الشريف تخطيط الصحن هندسة الصحن ونموذج بناء الصحن هو من فنون الشيخ البهائي في القرن الحادي عشر الهجري اصبح الشيخ البهائي يعرف برئيس الملة والدين واذعنت له كل اصناف العلماء والوجهاء والاشراف والمسؤولين الله اعطاه عزة ‌وشأناً من الصعب نيله ومع كل هذا فهو متواضع في ذاته حتى انه تنقل عن تواضعه وزهده وبساطته في العيش قصص عجيبة مثلاً ‌منها يقولون ان شاباً خطب ابنة احد الاشراف واخذ جماعة ليفاتح والد هذه البنت فرفض والد البنت رفضاً قاطعاً بدعوى انه لا توجد سنخية ولا توجد كفاءة وهو من الاشراف وهذا شاب غريب فلما رفض ذلك جاء الشاب الى الشيخ البهائي(رض) جلس كئيباً وسأله الشيخ البهائي قال شيخنا الموضوع هكذا وانا اريد منك ان تسعى في اقناعه قال انا حاضر وهذه من سير الائمة، الامام الكاظم(ع) يقول ان لله عباداً يستظلهم الله بعرشه يوم لاظل الا ظله اولئك الذين يسعون في قضاء حوائج الناس، الامام امير المؤمنين(ع) يخاطب ولده الحسن يا بني من نعم الله عليك حوائج الناس اليك الذي يتوخى سيرة اهل البيت ويقتدي بسيرة اهل البيت عليه ان يفرح اذا يأتيه صاحب حاجة‌ ويسعى فرحاً فالمرحوم الشيخ البهائي(رض) قال للشاب نعم لبس ملابسه وخرج مع الشاب وجاء الى بيت ذلك الرجل وهو والد البنت وجلس وصاحب البيت اكد رفضه واصر على عدم قبوله بهذا وخرج الشيخ البهائي واذا بعد ايام جاء ذلك الشاب منكسراً شيخنا انا ارجوك ان تتوسط فلم يقل له اني ذهبت ورفض هذا الرجل لبس ملابسه مرة اخرى وجاء وجلس عند هذا الرجل ورفض الرجل رفضاً قاطعاً واعتذر للشيخ البهائي وخرجوا وبعد ايام جاء هذا الشاب وهو يقول مااصنع شيخنا يعني لا توجد طريقة لاقناع هذا الرجل قال له تريد ان آتي معك وقال الشاب يعجبني هذا وجاء الشيخ البهائي ثالثاً فصاحب البيت قالوا له الشيخ البهائي في الديوانية ومعه شاب جاء والد البنت ودخل ورحب بالشيخ البهائي ولكنه استغرب وقال شيخنا جئتني ورفضت فقال له الشيخ البهائي بكل بساطة جئت ورفضت وآتيك ثانياً وثالثاً ورابعاً طالما امرني الائمة السعي بقضاء الحوائج ما يضرك انت، هذا الشاب يأتيني وانا انهض واتي واجلس عندك قليلاً وارجع انت ارفض وانا اتي فتعجب والد البنت قال هكذا قال اذن وافقت وهنا طار الشاب فرحاً واشتهر عنه انه كان دؤوباً على زيارة المقابر في ليالي الجمعة وهي سيرة كبار العلماء تأسياً بسنة الرسول حينما كان يزور مقابر احد مقبرة البقيع كذلك امير المؤمنين وبقية‌ الائمة هذه كانت سيرة اهل البيت وعملاً الامام امير المؤمنين بوصية الزهراء فاطمة(ع) وتعهد قبري كل ليلة جمعة واقرأ عند قبري سورة ‌يس فأنها قلب القرآن ففي هذا السياق اشتهر الكثير من علمائنا بزيارة المقابر وفي هذا الاطار الشيخ البهائي اشتهر عنه انه كان ملتزم بهذه الحالة فهو يزور القبور ليالي الجمعة ومرة من المرات في الطريق وهو متوجه الى المقبرة فمر على جمع من اكابر العلماء وهو على وشك الدخول للمقبرة ويتحدث معهم ويستفيدون منه يقولون فجأة انفصل عنهم هو بينهم ولكن انفصل عنهم قليلاً ثم سألهم سمعتم كلاماً فسكت ولكن انقلب واشرأبت اعناقهم وهو يصفر ويرعد ثم زار المقابر وذهب الى منزله واعتزل و اغلق عليه باباً وعاش اياماً ولبى نداء ربه فكان هذا اللغز قائم انه ماذا سمعتم فأشتهر بعد ذلك وعلم ان الكلام الذي سمعه الشيخ البهائي هو نداء‌ «شيخنا در فكر خود باش» يعني فكر في امرك وعاقبتك و هذه رسالة له توفي رضوان الله عليه عام 1031 هـ في اصفهان وحسب وصيته نقل الى مشهد الامام الرضا(ع) ودفن بجوار الامام الرضا(ع) والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******