البث المباشر

علي ابن يقطين مؤمن بلاط هارون

الخميس 7 فبراير 2019 - 20:20 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 133

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
من رموز الصادقين العظام ومن اخلص اصدقاء الامام الكاظم(ع) واحد العاملين في مسار اهل البيت(ع) هو علي بن يقطين وعلي بن يقطين شخصية يدور احياناً حولها بعض السجال، طبعاً هناك كلمة تتردد على السنة البعض وتنسب الى الامام زين العابدين(ع) «ما حججت الا انا وناقتي وعلي بن يقطين» وهذا الحديث لا اصل له وهو غير صحيح اطلاقاً، الامام يضع الناقة الى جانبه ثم لدى تمشيط تاريخ اصحاب اهل البيت لم نجد هذا الاسم يتكرر في قاموس اصحاب اهل البيت العاملين مع اهل البيت، علي بن يقطين، شخصية واحدة وقلت الاسم لا يتكرر وعاصر علي بن يقطين الامام موسى بن جعفر(ع) طبعاً هو من اهل الكوفة تتلمذ في الكوفة ونشأ في مسجد الكوفة على الثقافة التي كانت آنذاك تملأ ربوع الدنيا والتي نشرها الامام الصادق(ع) وكان الرجل يعد بعد ذلك من رواة اخبار اهل البيت بأعتبار انه ثقة وجليل القدر عند اهل البيت وله منزلته الخاصة عند الامام الكاظم(ع)حتى انه مثلاً يقول داوود الرقي، هذا من اصحاب الامام الكاظم(ع) يقول: دخلت على ابي الحسن يعني الامام الكاظم يوم عيد الاضحى ‌فقال لي الامام وابتدأني بالحديث قائلاً: يا داوود ما خطر في قلبي وانا في الموقف يعني في الحج ما خطر في قلبي وانا في الموقف الا علي بن يقطين فانه مازال معي وما فارقني حتى افضيت.
وفي الرواية ان الامام الكاظم ضمن له الجنة وان لا تمسه النار ويرد هذا بشكل اوضح واوسع، علي بن يقطين كان وزيراً ايام الهادي العباسي وايام الرشيد، وزارته كانت من باب الاختراق، اختراق الكيان العباسي للعمل على محورين اولاً استلال المعلومات المهمة التي تخص المواجهة بين اهل البيت وبين خصومهم وتزويد الائمة بهذه المعلومات والمحور الثاني هو قضاء حوائج المؤمنين، قضاء حوائج الناس وكان سعيداً بهذا المنهج الذي انتهجه علي بن يقطين، مثلاً عندما حدثت واقعة الفخ والانتكاسة بعدها التي حصلت للجيش العلوي، جيش واقعة فخ وبعدما فشلت هذه الثورة كان موسى الهادي العباسي يتهدد ويتوعد الامام الكاظم حتى انه خطط للانتقال والسفر للمدينة ونبش البقيع ونبش قبور الائمة(ع) واستخراج رفاتهم وكان يهدد بقتل الامام الكاظم ويتهمه بأنه هو الذي كان من وراء هذه الحركة، فأرسل هذه المعلومات علي بن يقطين الى الامام الكاظم فوراً وفعلاً ‌الامام الكاظم(ع) كان يرتب عليها الاثر وكان الامام الكاظم يأتي الى زيارة قبر جده ويقرأ هذا الدعاء: «الهي كم من عدو شهر اليَّ سيف عداوته» المعروف بدعاء جوشن الصغير وكان الامام هناك يردد هذا الدعاء ويؤدي النوافل وبعدها بايام شهد الامام عكس ما كان عليه سابقاً، فلما سأل قال: رأيت رؤيا، هكذا مفادها: «ان الله انتقم لي من هذا» وفعلاً وصلت المعلومات بأنه قتل، قتلته امه في قضية طويلة، ايام الرشيد ايضاً كان وزيراً، علي بن يقطين وكان يراسل الامام الكاظم سراً والامام ايضاً يراسله حتى ان الامام مرة ارسل اليه رسولاً فلما جاء الرسول وتعرف عليه وجده يتوضأ كوضو، القوم فشك ان هذا ليس هو المقصود، ليس هو الذي بعث اليه الامام الكاظم رسالة، رجع بعد ذلك واخبر الامام الكاظم قال له الامام: انا امرته بذلك من اجل ان يبقى بعيداً‌ عن شكوك الاعداء.
فكان يسعى لقضاء حوائج الناس وقلت بأن الامام الكاظم كان دائماً يعطيه التعليمات مثلاً الامام الكاظم(ع) كان يؤكد عليه دائماً بهذه الكلمة: «اضمن لي واحدة وانا اضمن لك ثلاثاً، اضمن لي ان لا يأتيك موالاً‌ لنا الا اكرمته وقضيت حاجته، انظروا ايها الاخوة كيف تهتم تعليمات اهل البيت بقضاء حوائج الناس، اضمن لي واحدة واضمن لك ثلاثاً‌ اضمن لي ان لا يأتيك موال لنا الا اكرمته وقضيت حاجته وانا اضمن لك ما هي الثلاثة، ان لا يصيبك حر سيف يعني لا تقتل لا يسطو عليك ظالم، ان لا يصيبك حر سيف ولايظلك سقف سجن ولا تمسك نار جهنم، طبعاً هذا ضمان من الامام الكاظم(ع)».
وعلى وجه العجالة اذكر اجمالاً حادثة حدثت له وطبعاً هذه الحادثة ننتزع منها دليلاً على عظمة الامام الكاظم وعلى ‌اهمية امامته، كانت هناك بعض الوشايات والمعلومات تكتب الى ‌الرشيد بأن علي بن يقطين غير وفي وغير مخلص للعباسيين وانه يتواطئ سراً مع الامام الكاظم وان بعض الهدايا التي يقدمها له الخليفة العباسي يرفعها علي بن يقطين الى ‌الامام الكاظم، هذه المعلومات رفعت الى ‌الرشيد لكن الرشيد لم يرتب عليها اثراً لشدة احتياط علي بن يقطين ووعيه ونضوجه في ادارة هذه المهام فذكر المؤرخون هذه الحالة ان الرشيد اهدى علي بن يقطين دراعة، مدرعة نوع من اللباس الفاخر، استحسنها علي بن يقطين فارسلها الى الامام الكاظم(ع) الى المدينة ووصل الرسول بها الى الامام الكاظم فقدمها للامام ولكن الامام سرعان ما اعادها للرجل ورفض استلامها وقال اذهب بها وعد بها فوراً‌ الى‌ علي بن يقطين وعاد الرسول بها الى علي بن يقطين فلما استلمها علي بن يقطين بقي في حيرة وترديد وتأمل بأن هذا ليس من طبع الامام الكاظم وسبق ان ارسل هدايا للامام ولم يرفض استلامها الامام فلماذا هذه المرة يرفض استلام هذه الدراعة، بينما هو في هذا التأمل وفي تفسير هذه الحالة من الامام الكاظم واذا فوراً‌ يأتي رسول الرشيد وهو يأمره بالمثول بين يدي الخليفة العباسي، طبعاً الحالة كانت مفاجئة وفورية يقول الرواة دخل علي بن يقطين ووقف امام الرشيد واذا الرشيد يتوتر، في حالة تشنج وانفعال وهو يخاطب ما صنعت بهذه المدرعة قال: هي عندي فتعجب قال: هي عندك؟
قال: بلى، قال: اذهب واتني بها الآن وطبعاً هذا خلاف طبيعة الخليفة، الخليفة لما يهدي شيء لا يستعيد الهدية، ركض علي بن يقطين الى منزله وجاء بالمدرعة الى‌ الرشيد فما ان ابصر بها الرشيد هدأ غضبه وتحول واخذ يعتذر وطبعاً ‌يعتذر هذه كلمة لها معناها، يعتذر من وزيره بن يقطين واعاد اليه المدرعة وهو يقول خذها وكرم علي بن يقطين وخرج، فما ان خرج علي بن يقطين الا وبالخليفة يبعث خلف ذلك الواشي الذي رفع له تلك المعلومات فأنهال عليه سباً وشتما وتوبيخاً‌ وقال انهض عني فلا قيلت منك كلمة بعد هذا اليوم ابداً.
يقول علي بن يقطين هناك انكشف لي جانب آخر من عظمة الامام موسى ‌بن جعفر، انا لم اكن اعلم بأن الواشي رفع هذه المعلومات للرشيد بأن هديتك هذه المدرعة ارسلها علي بن يقطين الى ‌المدينة الى الامام الكاظم فكنت متحيراً في تفسير اعادة الامام هذه المدرعة ورفضه استلامها لما حدثت المواجهة بيني وبين الرشيد واراد احضارها علمت ان الامام الكاظم اعادها لهذا السبب وعلمت تفسير الامر فاستمر علي بن يقطين بهذه المهمة الى ان توفي ولحق في ركاب قوافل الشهداء والصديقين والصالحين فسلام عليه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة