البث المباشر

من سيرة الامام الحسن(ع)

الإثنين 4 فبراير 2019 - 10:21 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 23

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين.
روى ابن شهراشوب في "المناقب" في الجزء الرابع في الصفحة التاسعة عشرة عن الامام الحسن(ع) قال ومن حمله يعني الحسن كان يتحدث عن الامام الحسن ما رواه المبرد بن عائشة يعني هو ينقل الرواية عن المبرد بن عائشة ان شامياً راه راكباً في المدينة يعني هذا الشامي جاء الى المدينة رجل من اهل الشام جاء الى المدينة فراي الامام الحسن راكباً على بلغة على فرس راه راكباً فجعل يلعنه ويشتمه والحسن لا يرد عليه طبعاً هذا الشامي لماذا مباشرة عندما يرى الحسن(ع) يلعنه ويشتمه؟ نحن نعرف ان معاوية كان والي على الشام في زمن الخليفة الثاني وبقي هناك الى زمن الخليفة الثالث الى زمن امير المؤمنين فاهل الشام من خلال ما اعطاهم اياه معاوية من خلال ما علمهم معاوية او رباهم في الاحرى، رباهم على سب امير المؤمنين، رباهم على معاداة علي واولاد علي فهذا الرجل الشامي جاء الى المدينة وهو بتلك الفكرة ان علياً او اولاد علي هم من غير المسلمين او من اعداء المسلمين بحسب ما رباهم عليه معاوية فهذا الشامي جاء بهذه الفكرة وهو عدو للامام الحسن ولاخوة الامام الحسن هكذا وبدون مقدمة وبدون سبب يأخذ بسبب الامام وشتمه يقول فجعل يلعنه ويشتمه والحسن لا يرد عليه، الامام الحسن ساكت وانتظره الى ان فرغ فلما فرغ اقبل الامام الحسن(ع) عليه فسلم عليه وضحك يعني الامام الحسن انتظره الى انتهى من كلامه من تلك الكلمات، السب والشتم، الكلمات البذيئة لعله لما انتهى جاء اليه، سلم عليه وضحك امامه وقال له ايها الشيخ، اخلاق الامام الحسن(ع)، اهل البيت(ع) اخلاق سامية، اخلاق عالية يكسبون الناس باخلاقهم بل يجعلون من عدوهم محباً لهم من خلال اخلاقهم ومن خلال هذا السلوك السامي الرفيع الذي لا يوجد الا عند اولياء الله، قال له: ايها الشيخ اظنك غريباً عن البلدة عن المدينة ولعلك شبهة يعني شبهة عليّ بانسان اخر، الامام الحسن ليست له عداوة بهذا الرجل، اذن لماذا هذا الرجل يشتمه ويسبه يقول له لعلك شبهة عليّ برجل اخر لك عداوة معه مثلاً لك موقف سابقاً معه والان تشتمه وتسبه فلو استرشدتنا رشدناك، انت اذاً غريب مثلاً او مشبه عليك او كذا، اذا تريد بمكان واحد تسأل عنه نحن ندلك عليه ولو استحملتنا حملناك، اذا محتاج الى شئ نحن ايضاً نقضيه لك وانت كنت جائعاً اشبعناك، اذا انت جائع محتاج الى طعام فنحن الى استعداد لان نعطيك الطعام وان كنت عرياناً كسوناك وان كنت محتاجاً اغنيناك وان كنت طريداً اويناك وان كانت حاجة قضيناها لك، يعني الامام الحسن(ع) اخذ على هذا الرجل كل امر وكل شئ اذا انت جائع نشبعك اذا لك حاجة نقضيها اذا انت عريان نكسوك اذا انت مثلاً محتاج نغنيك. اذن لماذا هذا الموقف فهو في الواقع هذا الخلق الاسلامي هذه الاخلاق العالمية من شأنها ان تحرج العدو بل وتجعل ذلك الانسان الذي يحمل لك العداوة والبغضاء تجعله بالاخير من المحبين لك امام هذا الاعتداء، هو يعرف نفسه انه معتدي وبدون سبب فاذا به يجابه ويقابل بمثل هذا الخلق العالي او مثل هذه الاخلاق السامية طبعاً هنا يستحي بلا اشكال هذا الرجل، ثم قال فلو حركت رحلك الينا وكنت ضيفنا الى وقت ارتحالك كان اعود عليك تعال اذا انت غريب تعال عندنا الى بيتنا حول رحلك الينا يعني متاعك ورحلك وتعال الى بيتنا الى ان تقضي حاجتك من هذه المدينة، من هذا المكان في المدينة كان، فابقى معنا وتبقى معنا الى ان تقضي حاجتك ثم ترحل ويكون ذلك اعود عليك وبدل ان يذهب الى فلان وفلان فنحن مستعدين لاستقبالك ولضيافتك، نعم ثم يقول الامام لان لنا موضعاً رحماً وجاهاً عريضاً ومالاً كبيراً يعني يريد يقول الامام انه نحن بيتنا معروف باستقبال الضيوف معروف بان لنا مكان نقري به الضيف، نستقبل الضيوف ونعطي حاجة المحتاجين وعندنا والحمدلله، الله انعم علينا من الاموال ونحن لا نبخل بها على عبادالله المحتاجين فانت سر الينا، بعد ذلك يقول الراوي: فلما سمع الرجل كلامه بكى، طبعاً ما امامه الا البكاء، اي انسان اذا يواجه مثل هذا الموقف، يواجه مثل هذه الاخلاق السامية هذا الحلم في الواقع هذا من حلم الامام الحسن(ع) والا يقتضي من الامام الحسن(ع) اي رجل انه انت الان يأتي اليك انسان ويسبك ويشتمك من دون سبب تنفعل وترد عليه هذا اذا لم ترد عليه باكثر من ذلك بالضرب او ما شابه، هنا وجد انسان مختلف من بقيه الناس وجد امامه رجا عظيم وجد امامه ولياً من اولياء الله، ما وجد انسان عادي لان يكون هذا الانسان عادي طبيعة النفس تقتضي لان تثأر لنفسها كان يثأر لنفسه يرد ما وقع عليه من ظلم من حيف واذا بالامام الحسن(ع) يواجهه بمثل هذا الحلم، بمثل هذه السعة في البال بمثل هذا الخلق العالي ولذلك هو بكى لما رأى هذه الاخلاق بكى هذا الرجل الشامي ثم قال: اشهد انك خليفة الله في ارضه. نعم هكذا تصنع الاخلاق الحميدة والاخلاق السامية، "الله اعلم حيث يجعل رسالته" هذا الرجل لا يجهل الامام الحسن(ع) هو يعرفه انه ابن رسول الله(ص) ومن هذا البيت الكريم من هذا البيت الذي ذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً لكن قلنا ان بفعل الدعاية التي فعلها معاوية بين اهل الشام لمعاداة اهل البيت اثرت في هذا الرجل ثم قال هذا الرجل الشامي: وكنت انت وابوك ابغض خلق الله اليّ، انت سابقاً كنت عندي من ابغض خلق الله وانا كنت ابغضك و ابغض اباك والذي هو الامام علي(ع) الا وهو الامام علي(ع) وان الامام علي والامام الحسن ما هي عداوتهم مع اهل الشام اعداءاً لاهل البيت للامام علي واولاده(ع) يقول وكنت انت وابوك ابغض خلق الله اليّ وانت احب خلق الله اليّ يعني بعد ان رأيت هذه الاخلاق بعد ان عرفت حقيقتكم يا اهل البيت بعد ان عرفت حقيقة هذا البيت الطاهر هذا الخلق العالي هذا السمات العالية في الواقع يعني هذا على خلاف ما كنت اسمعه عنكم سابقاً الان بعد ان رأيت ذلك انت صرت انت يا ابا محمد، ايها الامام الحسن، الان انت احب خلق الله اليّ. يقول الراوي بعد ذلك فحوّل رحله اليه وكان ضيفه الى ان ارتحل وكان معتقداً لمحبتهم. هذا خلق الامام الحسن(ع) هكذا يجن ان يكون الانسان الكامل ذا اخلاق عالية ان يكون على مستوى عالي من الاخلاق، الرسول(ص) يقول: "انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق" كانت اخلاق النبي لها دور بارز في هداية المشركين والكفار، كثير من الناس اهتدوا واعتنقوا الاسلام بفضل اخلاق رسول الله(ص) فهنا هذا الجانب الاخلاقي مهم في الواقع في الانسان، الانسان المؤمن يجب ان نتصف بالاخلاق الحميدة التي تهدي الناس، التي تجلب الناس التي تجعل الناس يعشقون هذا الانسان لخلقه فيجدون فيه مثالاً حياً بارزاً حقيقياً للاسلام الصحيح والمفاهيم الاسلامية وهكذا يعلمنا الامام الحسن(ع) واهل البيت(ع) يعلمونا ان نواجه اعدائنا بالاخلاق العالية وان نواجه من يسئ الينا بالاحسان وهذا الجانب في الواقع هو الذي يحث عليه الاسلام وهو الذي يحث عليه رسول الاسلام(ص) ومن هناك اجدر بالالتزام بهذا الجانب من اهل البيت وابناء رسول الله(ص). نسأل الله ان يجعلنا ممن يقتفي اثارهم ويهتدي بهداهم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة