تمثلت الجريمة بعدوان سافر على قوات عراقية مرابطة على الحدود السورية تواجه نيابة عن شعوب العالم قوى الشر والإرهاب التي تهدد أمن واستقرار الجميع.
لقد تفاوتت الردود على هذه الجريمة النكراء من قبل أطراف دولية وأقليمية ومحلية ومنها :
الناطق الرسمي باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية الذي استنكر العدوان رافضا ان يكون العراق ساحة لتصفية الحسابات ، ويبدو انه غفل عن كون العدوان حصل على قوات عراقية تقوم بتأدية الواجب طبقا لأوامر القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية التي ينطق بإسمها... على أي حال نلتمس له العذر ونعتبرها كبوة جواد في غير محلها...!!!
رئاسة جمهورية العراق ادانت العدوان على نقطة عسكرية لقواتها على الحدود العراقية ولكن لم تذكر اسم المعتدي... وايضا نلتمس لهم العذر لعل من أعد البيان لم يسمع نشرات الاخبار الامريكية والتي أكدت ان الولايات المتحدة الامريكية تبنت الهجوم الجوي على قوات الحشد الشعبي على الحدود العراقية السورية.
تيارات سياسية قريبة من الحشد الشعبي هي الاخرى ادانت العدوان ولكنها لم تستطع تسميته ، وهذه لا يقبل منها عذرا ، لأنها تعيش ببركة تضحيات ابناء الحشد الشعبي ، وتتطفل على دماء ابناءه لجني المكاسب السياسية.
هيئة الحشد الشعبي العراقي نددت بالعدوان الامريكي الذي استهدف ثلاث نقاط مرابطة لقواتها بمسافة 13 كيلو متر داخل الحدود العراقية في قضاء القائم غربي محافظة الأنبار والذي تسبب باستشهاد 4 عسكريين ، مؤكدتا احتفاظَها بالحق القانوني بالرد على الاعتداءات على الأراضي العراقية ومحاسبة مرتكبيها.
من جانبه توعد الأمين العام لحركة النجباء العراقية، الشيخ اكرم الكعبي، في تغريدة له يوم الاثنين، الادارة الامريكية برد الصاع صاعين، على جريمتها النكراء التي استهدفت قوات الحشد الشعبي على الحدود العراقية السورية.
الجمهورية العربية السورية أدانت العدوان الأمريكي على قوات الحشد الشعبي العراقي المرابطة في المنطقة الحدودية السورية العراقية واعتبرته انتهاكاً فاضحاً لحرمة الأراضي السورية والعراقية.
وأكدت دمشق على أن هذه الاعتداءات تثبت للعالم أن الوجود العسكري الأمريكي في منطقة غرب آسيا موجه أساساً لخدمة الأغراض الصهيونية والقوى الانفصالية بما يتعارض مع مصالح شعوب المنطقة.
وطالبت سوريا الإدارة الأمريكية بضرورة احترام وحدة أرض وشعب سوريا والعراق والتوقف فوراً عن ممارسة هذه الاعتداءات على استقلال البلدين.
أما روسيا فقد دعت إلى وجوب مناقشة العدوان الجوي الأمريكي على نقاط في الحدود السورية العراقية، داخل مجلس الأمن الدولي ، ووصفت هذا العدوان بأنه سلوك همجي وغير منطقي ، وإنتقدت مشروع القرار الغربي لتمديد ما يسمى الممرات الإنسانية التي تستخدمها الولايات المتحدة لدعم الارهابيين بذريعة إرسال شحنات إنسانية إلى سوريا.
وقال رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي ليونيد سلوتسكي: إن هذه المساعدات الأمريكية غير مفهومة ، حيث تقصف واشنطن بيد وتدعي إرسال شحنات إنسانية بيد أخرى ، وفي نفس السياق اكد مسؤولون روس ما ذهب اليه سلوتسكي حيث أعتبرو العدوان تصرف غاشم يفتقد لأي شرعية.
وفي الولايات المتحدة الامريكية إنتقد مجلس الشيوخ الأمريكي عملية قصف اهداف عسكرية على الحدود العراقية السورية وأعتبر أنّ ما قام به البيت الأبيض مخالفة للدستور وقانونِ سلطات الحرب الامريكي ، وحمل الرئيس جو بايدن مسؤولية التصعيد وما تتعرض له القوات الامريكية في منطقة غرب آسيا.
وهنا يطرح هذا التسائل ، اذا كانت الولايات المتحدة صادقة في مكافحة الارهاب ـ والمتمثل بعصابات داعش وبناتها ـ أليس من الأولى بها أن تقدم الدعم والمساعدة لقوات تقاتل الارهاب نيابة عن جميع شعوب العالم؟
ألا يمثل الاعتداء على هؤلاء المرابطين إنتصار لـ "داعش الارهابي" وبالتالي دليل قاطع على ان احد اغراض التواجد العسكري الأمريكي في المنطقة هو دعم العصابات الارهابية؟
ومن خلال قراءة هذه الردود نصل الى نتيجة مفادها ان هناك نقطة مشتركة اتفق عليها الجميع خلاصتها أن ادارة البيت الابيض والتي على رأسها جو بايدن قد ارتكبت خطأ كبير تجاهلت فيه القوانين الدولية بل وحتى القوانين الامريكية ، وهذا يكشف للعالم مدى ضحالة هذه الإدارة وما تمتاز به من سلوك متهور وعقلية بلطجية.
ان العدوان الأخير الذي وجهت به أعلى القيادات الأمريكية يثبت مرة أخرى الأسلوب الخاطئ لسياسات واشنطن ، وهو ما يحتم على إدارة البيت الأبيض الإنصياع لرغبات شعوب المنطقة ومؤسساتها الدستورية وذلك بالإنسحاب الفوري لجميع قواتها من منطقة غرب آسيا ، لتسلم على ما تبقى من ماء وجهها إن كان بقى شيء منه.
بقلم / جابر كرعاوي