وهذا النجاح اليمني المميز في إسقاط هذه الطائرة المسيرة وأنواع أخرى وحتى الطائرات الحربية المأهولة سابقاً يعتبر إنهاء لخدمة منظومات الرادارات الحديثة المتطورة التي تملكها الرياض ومجموعات بطاريات صواريخ الباتريوت الأمريكية المتمركزة في العديد من المناطق والمدن السعودية إلى الأبد.
فقد فشلت كلياً في إسقاط أي طائرة من أسراب الطائرات اليمنية المسيرة التي كانت وما زالت تجوب سماء السعودية بحرية تامة وتختار أهدافها من بنك الأهداف في العمق السعودي بدقة متناهية متى تشاء وأينما تشاء وايضاً فشلت في اعتراض الصواريخ اليمنية الباليستية المحلية الصنع رغم الحصار الجائر المستمر منذ أكثر من خمس سنوات ونصف السنة.
وحول هذا السياق، كشف المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية العميد “يحيي سريع”، قبل عدة أيام أن الدفاعات الجوية التابعة للجيش اليمني واللجان الشعبية تمكنت الاثنين الماضي من إسقاط طائرة استطلاعية مقاتلة تابعة لسلاح الجو السعودي في محافظة مأرب.
وأوضح العميد “سريع” أن الدفاعات الجوية تمكنت من إسقاط طائرة استطلاعية مقاتلة من نوع “سي اتش 4” تابعة لسلاح الجو السعودي، واضاف انه تم استهداف الطائرة بصاروخ مناسب لم يُكشف عنه بعد.
ولفت العميد “سريع” إلى أنه تم إسقاط الطائرة أثناء قيامها بمهام عدائية في مديرية “مدغل” التابعة لمحافظة مأرب.
وعلى صعيد متصل، بث الإعلام الحربي التابع لأبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية مشاهد تحبس الأنفاس منذ اللحظات الأولى لرصد الطائرة المعادية التابعة لسلاح الجو السعودي في أجواء مديرية “مدغل” بمحافظة مأرب بالتصوير الحراري، وصولا الى استهدافها بصاروخ أرض جو جديد فائق الدقة لم يكشف عنه وتحول الطائرة إلى ركام.
كما وأظهرت المشاهد المصورة من قبل الإعلام الحربي اليمني، قيام طيران تحالف العدوان السعودي بشن غارتين على الطائرة بعد إسقاطها من قبل الجيش واللجان الشعبية وتعتبر هذه الطائرة هي الرابعة من نوعها التي تسقطها الدفاعات الجوية اليمنية خلال فترة العدوان.
وهذه الطائرة الاستطلاعية المقاتلة التابعة لسلاح الجو السعودي والتي تم إسقاطها مؤخراً، في محافظة مأرب تتمتع بمواصفات نوعية، لكونها تنافس في قدراتها طائرة الـ”إم كيو” الأمريكية، والتي يعتمد عليها تحالف العدوان في توفير المعلومات في مختلف الجبهات وخصوصاً الحدودية منها وكذلك الرصد والاستهداف.
ولقد كشفت العديد من التقارير الاخبارية، أن طائرة “سي اتش 4” من دون طيار الصينية تحظى بشهرة عالمية واسعة، وتجمع بين إمكانيات الاستطلاع والقصف، وهي الأولى من نوعها التي تصدر إلى خارج الصين، ويفتخر مصنعو هذه الطائرة بأنها الأقوى والأروع من حيث قدرتها على الحمل وكفاءتها الطيرانية في العالم، فإن كفاءتها الشاملة أفضل من الطائرة الأمريكية من دون طيار.
ويصل طول جناحي هذه الطائرة المسيرة إلى 18 مترا، ويبلغ الحد الأقصى لوزنها عند الإقلاع إلى 1350 كيلوغراما، ومدى طيرانها الأقصى 5 آلاف كيلومتر، ويمكن أن تطوف على ارتفاع بين 5 آلاف و7 آلاف متر، كما إنها تتمتع بالكفاءة الهوائية العالية باستخدام شبكة التخطيط الهوائية الجديدة.
وتبلغ الكفاءة الهوائية لهذه الطائرة الصينية دون طيار في حالة الطواف إلى ما بين 20 و22، ويعد هذا الأكثر تقدما في العالم.
ولقد تفاخر تحالف العدوان بامتلاكه هذه الطائرة التي تتمكن من أداء مهام تشمل مراقبة ميدان القتال وجمع المعلومات حول سير عملية القتال، ومن تنفيذ عمليات عسكرية والدوريات في المجال الجوي المحظور، بحيث يمكنها توجيه ضربات دقيقة إلى الأهداف الثابتة أو المتحركة بسرعة منخفضة على الأرض ولكن أبطال الجيش واللجان الشعبية تمكنوا من كسر الغرور السعودي واسقاط هذه الطائرة المسيرة.
وعقب هذا الإنجاز العظيم الذي حققه أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية، أطلق رواد منصات التواصل والنشطاء في اليمن وسم “#شكراً_للمجاهدين_في_اليمن” والذي تصدر قائمة الهاشتاغات الاكثر تداولاً في البلاد بعد دقائق من نشر الإعلام الحربي اليمني مشاهد لإسقاط طائرة استطلاع مقاتلة من نوع “سي اتش 4” تابعة لتحالف العدوان السعودي الامريكي في محافظة مأرب اليمنية.
ونشر حساب “الوعد الصادق” صورة للطائرة السعودية وهي محطمة على الأرض وعلق عليها قائلاً: “فخر الصناعات الغربية تخضع امام ثباتكم وصمودكم شكراً_للمجاهدين_في_اليمن”.
ومن جهته، علّق “خالد الوتاري” قائلا: “المجاهدون هم من رسموا صورة #اليمن المشرقة، وتركوا الميراث الطيب عن اليمن كتبوه بدمائهم وأشلائهم وعذاباتهم برجولتهم هم الرجال حين اندثرت الرجولة وحدهم يستحقون الفخر والثقة والتضحية رجال حموا وصانوا الأرض والعرض وضحوا هم الأوفياء #شكراً_للمجاهدين_في_اليمن”.
وغرد “الجرموزي محمد” تحت وسم #شكراً_للمجاهدين_في_اليمن، قائلاً: “كثيراً ما كنا نسمع عن ملاحم وبطولات ونخوة وشهامة العرب وكرمهم وعزتهم ، اليوم رأيناها امام اعيننا في رجال اليمن ومجاهديه الابطال ، وما يعملوه بالاحتلال خير دليل على قوة وشجاعة العربي الاصيل. شكراً لكل الأحرار”.
وأضاف “الجرموزي محمد” في تغريدة ثانية قال فيها “الشعب اليمني بنى قوته من الصفر وفي ظل حرب كونية استطاع الوصول الى اكبر مراتب في الميدان العسكري تصنيعاً وتطويراً وابتكار واداء . هذا نموذج لكل شعوب امتنا ودعوة لها ان تتحرك. #شكراً_للمجاهدين_في_اليمن شكراً لكل الأحرار”.
إن هذه ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة في إسقاط هذا النوع من الطائرات المتطورة أو غيرها من الطائرات. فلقد تمكنت الدفاعات الجوية للجيش واللجان الشعبية، خلال الفترة الماضية، من إسقاط العديد من الطائرات الاستطلاعية والمقاتلة التابعة لسلاح الجو السعودي في السماء اليمنية.
ولقد قطع أبطال الجيش واللجان الشعبية وعداً لأبناء الشعب اليمني بأنهم سوف يقومون في المستقبل باسقاط الكثير والكثير من طائرات العدو السعودي وشن هجمات صاروخية داخل العمق السعودي حتى يُجبر هذا التحالف الغاشم على فك الحصار والانسحاب من كل الأراضي اليمنية.
وهنا تجدر الإشارة إلى أن الإنجازات اليمنية الاخيرة المتمثلة في تطوير أجهزة الرادار، وربطها بصواريخ مضادة للطائرات وكاميرا تتابع انطلاق الصاروخ حتى إصابة الهدف؛ قد أخرجت وإلى الأبد بطاريات صواريخ الباتريوت والرادارات الحديثة والمتطورة من الخدمة الفعلية وأهالت التراب على نعش تجارة تلك الصناعات.
وفي الختام ينبغي القول إنه لم تعد مناورة التأثير المعنوي على العدو بالاعلان عن القدرات النوعية ضرورية كما في بداية المواجهة، فاليوم، حققت الوحدات الصاروخية والجوية التابعة لأبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية الكثير من النقاط المتقدمة فيما خص الضغط المعنوي والاعلامي على العدوان، وأصبحت حاجة المعركة الأساسية والتي يمكن القول إنها في مراحلها الأخيرة، تتعلق بتحقيق المفاجأة في الميدان، وهذا ما لمسناه من متابعة اغلب معارك التحرير الاخيرة، مثل “نصر من الله” و”البنيان المرصوص” و”فأمكن منهم”، وأيضًا معركة تحرير مناطق البيضاء والضالع من الوحدات الارهابية، حيث تم الاعلان عن كل تلك المعارك والتي امتد بعضها لأسابيع أو أشهر بعد انتهائها وبعد الانتصار فيها واستثمار النجاح.
لقد كان اليمن على مر الزمان وسيبقى مقبرة للغزاة؛ ولكن علينا أن نقول منذ اليوم أن اليمن مقبرة للغزاة وساحة خردة لطائراتهم وكل انواع آلياتهم وحتى المصفحة منها.
المصدر : موقع شفقنا