ويعيش الجولان السوري غلياناً متواصلاً في مواجهة الممارسات التعسفية الصهيونية الداخلة في نطاق تجاهل قرارات الشرعية الدولية التي تنص على ان الاراضي والمرتفعات التي سيطرت "اسرائيل" عليها في حربي 1967 و1973 هي أراضي محتلة وعلى أساس ذلك فإنه لا يسمح للصهاينة بضمها او تغيير واقعها بتقادم الزمان.
والشعب السوري في الجولان المحتل متمسك بأرضه وعروبته وقد قدم شهداءً كثراً وتعرض أبناؤه للسجن والاعتقال والتهجير ومع ذلك فإنه عصي على الاخضاع وهو يقف الى جانب قوى محور المقاومة التي تشكل شوكة في عيون الصهاينة ومرتزقتهم المتطرفين والارهابيين الذين انخرطوا في المشروع الاستكباري المعادي للأمة ودولها وشعوبها الكريمة.
الجولان السوري الذي يقع جغرافيا بموازاة الجنوب اللبناني المجاهد هو جزء لا يتجزأ من نهضة الأمة الاسلامية والعربية في مواجهة مشروع الشرق الأوسط الجديد ويمثل اليوم قبلة المقاومين الذين يؤلمهم استمرار السيطرة الصهيونية الغاشمة على الأراضي المحتلة التابعة لسوريا والاردن ولبنان والسعودية عدا فلسطين والقدس الشريف اللتين تشكلان بوصلة لجميع شعوب المنطقة بل والعالم الاسلامي برمته من أجل الثورة والتحرير.
الجولان هو أحد معاقل الثورة السورية الكبرى ضد الاستعمار الفرنسي وهو اليوم أرض رباط ومقاومة بل إنه البوابة الأكيدة لتطهير فلسطين والقدس والمسجد الاقصى من دنس المحتلين الصهاينة الذين لن تشفع لهم صفقة القرن ووعود الرئيس الاميركي المهزوم دونالد ترامب، كما لن تشفع لهم حركة المهرولين والمطبعين الذين ارتدوا لبوس الخيانة والانهزام خلافا لإرادة أكثر من مليار و800 مليون مسلم في أنحاء الأرض.
وفي القريب سيجد الجولان نفسه محاطاً بالمجاهدين الرساليين الذين نذروا أنفسهم للدفاع عن حرمات الأمة ومقدساتها وهم ينتظرون ساعة الصفر لانطلاق عملية تحرير أهلنا واحبائنا في كل بقعة يحتلها الصهاينة والاميركان، فيما سيجد الانبطاحيون والعملاء أنفسهم خارج إطار الأمة تسوقهم اللعنات الى مزابل التاريخ.
بقلم حميد حلمي البغدادي