انها علاقة متجذرة عمرها اكثر من 40 عاما تعاون فيها البلدان في السراء والضراء على مكافحة الصهيونية والمشروع الامبريالي الرامي الى تقطيع اوصال دول الشرق الاوسط واشاعة الفرقة والتناحر بين الامة الاسلامية والعربية وتكريس روح الخضوع والاستسلام والفشل في نفوس شعوبنا الكريمة.
لقد اصطدمت العلاقات الايرانية ـ السورية طيلة العقود الماضية بتحديات عنيفة لتقويضها وتذويب دعائمها، بيد ان البلدين وجدا نفسهما اكثر اتحادا وتضامنا وتكاملا لمواجهة المخاطر والتهديدات التي استهدفت مصالحهما الحيوية والاستراتيجية. وعلى هذا الاساس استجابت الجمهورية الاسلامية لطلب سوريا للوقوف الى جانبها في التصدي للحرب الارهابية العالمية التي شنت عليها، وقد حقق الحليفان طوال السنوات الاخيرة من الانتصارات الرائعة ما اسال دموع اميركا واسرائيل والرجعية المتواطئة معهما.
وعندما يوقع رئيس الاركان العامة للقوات المسلحة اللواء محمد حسين باقري اتفاقية شاملة مع وزير الدفاع السوري العماد علي ايوب تنص على تعزيز التعاون العسكري والامني وتعمل على تقوية انظمة الدفاع الجوي السورية، فان هذا مؤشر كبير على الثقة العظيمة التي توليها دمشق للقدرات العسكرية التي تمتلكها الجمهورية الاسلامية والتي هي بخدمة الحلفاء والاشقاء وبالضد من السلوكيات العدوانية الصهيواميركية التي ساندت الفتنة الطائفية والتنظيمات التكفيرية طيلة الاعوام الماضية.
لقد اشاد الرئيس السوري الدكتور بشار الاسد لدى استقباله المسؤول الايراني الجنرال باقري والوفد المرافق له بنتائج الاجتماعات الثنائية التي انعقدت في دمشق معتبرا توقيع اتفاقية التعاون العسكري والتقني بين البلدين تجسيدا لمستوى العلاقات الاستراتيجية التي تجمع بين سوريا وايران وكنتيجة لسنوات من العمل المشترك والتعاون لمواجهة الحرب الارهابية على سوريا والسياسات العدوانية التي تستهدف دمشق وطهران. الجانبان الايراني والسوري اعلنا في اجتماعاتهما مواصلة التنسيقات بين الجانبين واكدا على ضرورة خروج القوات الاجنبية التي دخلت البلاد بصورة غير قانونية وذلك في اشارة الى التدخل التركي حيث اعتبر اللواء باقري في المؤتمر الصحفي المشترك يوم الاربعاء 8/7/2020 بدمشق (ان تركيا متأخرة في تنفيذ التزاماتها عبر تفاهمات آستانا الخاصة باخراج الجماعات الارهابية من الاراضية السورية).
من الثابت ان تطوير العلاقات الايرانية ـ السورية يشكل دعامة قوية لمحور المقاومة الذي احبط المؤامرة الاميركية ـ الصهيونية ـ الرجعية والحق بها هزائم متكررة في ميادين القتال والتصدي وقد سدد البلدان ضريبة الدماء الغالية التي حررت مناطق شاسعة من سوريا وطهرتها من دنس الجماعات التكفيرية المدعومة من اسرائيل الغاصبة.
فالجمهورية الاسلامية والجمهورية العربية السورية هما داعتما الانتصار الاسطوري الذي حققته المقاومة الاسلامية الباسلة في لبنان على العدو الصهيوني في حرب تموز 2006، وهما ثابتتان على عهد الصمود والمواجهة امام الضغوط الاميركية الاقتصادية مثلما تصدتا للحرب الاستكبارية العسكرية الشعواء، وهما لن تتراجعا ابدا عن مواقفهما الرسالية الثابتة لتحرير فلسطين وجميع الاراضي العربية المحتلة ومنها الجولان السوري وستلقنان معا اسرائيل المجرمة درسا لن تنساه وان الايام القادمة ستؤكد هذ المقولة.
*حميد حلمي البغدادي