البث المباشر

تفسير موجز للآيات 154 الى 156 من سورة الاعراف

الأحد 9 فبراير 2020 - 10:44 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 260

بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي المستمعين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. واهلاً بكم في هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة، نبدؤها بتلاوة عطرة للآية 154 من سورة الاعراف، فلننصت اليها خاشعين:

ولما سكت ...... يرهبون

تناولنا في الحلقة السابقة عودة موسى (ع) من جبل الطور ورؤيته قومه يعبون العجل فرصى الواح التوراة من يديه لشدة غضبه واقبل عليهم يوبخهم.

والآن توضح هذه الآية انه بعد أن هدء موسى (ع) وسكن غضبه اخذ الالواح وحملها الى قومه ليوضح لهم ما فيها من احكام ومعارف الهية، لان التوراة كبقية الكتب السماوية فيها هدى ورحمة لمن يريدون ان يهتدوا ولمن يؤمنون بالله ويخشون معصيته.

من هذه الآية نستنتج:

  • ان خشية الله تفتح ابواب الرحمة امام الانسان، وانه لا شيء يستحق ان يخشاه الانسان ويخاف منه سوى الله.

 

والآن ايها الاخوة لننصت خاشعين لتلاوة عطرة للآية 155 من سورة الاعراف:

واختار موسى .......... خير الغافرين

بالرغم من جميع المعجزات التي جاء بها موسى (ع) الى بني اسرائيل، ولكن اغلبهم كان يريدان يرى الله بعينيه او يسمعه بأذنيه لذا اختار موسى (ع) من بينهم 70 رجلاً، أخذهم الى جبل الطور ليروا كيف سيتجلى الله للجبل ويستمعون كلامه وبعد ان سمع هؤلاء كلام الله طلبوا من موسى ان يريهم الله جهرة وعندها اهتز الجبل اهتزازاً شديداً فماتوا خوفاً، صعب الامر على موسى إذ كيف سيرجع الى قومه ويخبرهم بموت هؤلاء ال 70 الذين هم من زعمائهم، لذا احياهم الله ثانية فعادوا الى قومهم. وهذا الامر ابتلاء الهي كبقية الابتلاءات ليكون سبباً لهداية من يشاء وضلال آخرين.

من هذا الامر نستنتج:

  • يتعامل الانبياء مع الناس على اساس الظاهر وليس الباطن وعلم الغيب، لذا اتضح ان الذين اختارهم موسى كانوا افراداً غير جديرين وغير مؤهلين لذلك.
  • البلايا الكوارث مظاهر للابتلاءات الالهية كي يعرف الاشخاص.

 

والآن ايها الكرام لننصت خاشعين لتلاوة عطرة للآية 156 من سورة الاعراف:

واكتب لنا........... بآياتنا يؤمنون

هذه الآية هي تتمة للآية السابقة وفيها يدعو موسى ربه ويسأله الحسنى في الدنيا والآخرة، فيجيبه ربه ان رحمته واسعة تسع كل شيء بشرط ان يكون الانسان مؤمناً وذا تقوى ويساعد المحرومين والفقراء وان لم يكن كذلك فقد حرم نفسه من رحمته الله واشترى عذابه.

جاء في الروايات انه عندما نزلت هذه الآية طمع الشيطان برحمة الله لانه عزوجل قد اكد ان رحمته قد وسعت كل شيء فاشترط عزوجل شرط الايمان والتقوى اللتين لا تتوفرا في الشيطان.

من هذه الآية نستنتج:

  • نتعلم من دعاء الانبياء ان نطلب خير الدنيا والآخرة. وليس التضحية باحداهما في سبيل الاخرى.
  • ان رحمة الله تتغلب على غضبه، لذا فان المجرمين اذا تابوا وانابوا لا يسمهم من العذاب وتشملهم الرحمة الالهية.

 

الى هنا اعزائي المستمعين تأتي الى ختام هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة حتى نلتقيكم في حلقة قادمة نستودعكم الله والسلام عليكم.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة