بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله حمد الشاكرين وصلى الله على نبينا محمد واله الطاهرين اهلاً بكم مستمعينا الكرام في لقاء جديد من نهج الحياة.
يقول تعالى في الآية الثالثه والثمانين بعد المئة من سورة آل عمران:
الذين قالوا ان الله عهد الينا الا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تاكله النار، قل قد جاءكم رسل من قبلى بالبينات وبالذي قلتم، فلم قتلتموهم ان كنتم صادقين
ان بعضاً من اليهود ومن اجل عدم الأيمان بنبوة رسول الله (ص) كانوا يتذرعون بذرائع عدة وفي هذه الآية اشارة الى احدى تلك الذرائع حيث قال اولئك النفر من اليهود اننا نؤمن بالنبي الذي يقدم قرباناً ثم تأتي صاعقة من السماء فتحرى امام اعيننا ذلك القربان.
ويستفاد من المرويات التاريخية والدينية ان الله تعالى تقبل قربان هابيل بعد ان نزلت الصاعقة واحرقته ولم يقبل من قابيل قربانه.
لكن الله تعالى اذا ما فعل ذلك فلأن ارادته اقتضت ذلك الأمر وليس شرطاً ان تتشابه معاجز الأنبياء حتى يطالب اليهود رسول الأسلام بمثل هذه المعجزة. على ان اليهود لم يقبلوا من اولئك الأنبياء مثل هذه المعجزات بل وقتلوهم كما جاء هذا في التورات.
ويقول تعالى في الآية الرابعة والثمانين بعد المئة من سورة آل عمران المباركة:
فأن كذبوك فقد كذب رسل من قبلك جاءوا بالبينات والزبر والكتاب المبين
تخاطب هذه الآية النبي (ص) وتبين له ان انكار الحق وتكذبيه هو اسلوب المعادين للدين على مدى التاريخ ونتعلم من هذه الآية: ان الحق على مدى التاريخ يقف في مواجهة الباطل. على ان معرفة تاريخ هذا الصراع المصيري من شأنه ان يلهم الأنسان الصبر والمقاومة والثبات. ثم ان حركة الأنبياء حركة ثقافية وسائلها بالدرجة الأولى الكلام والكتاب والجهاد في سبيل الله.
ويقول تعالى في الآية الخامسة والثمانين بعد المئة من سورة آل عمران:
كل نفس ذائقة الموت وانما تؤتون اجوركم يوم القيامة فمن زحزج عن الفار وادخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور
تدعو هذه الآية الشريفة الأنبياء والرسل (عليهم السلام) واتباعهم الذين يتعرضون لأذى اعداء الدين الى الصبرو المقاومة وتبين ان عناد الكفار لابد له ان ينتهي فكل نفس ذائقة الموت وان على الأنسان ان يعد لدار بقائه من صالح الأعمال وخيرها لينال الجنة وينأى عن النار وفي هذا الفوز العظيم، فالدينا وحياتها مهما طالت فهي الى زوال ولا ينبغي لاحد ان يغتر بهاء فذاك امير المؤمنين علي بن ابي طالب ارواحنا له الغداء يقول عن الدنيا وما اكثر اقواله (عليه السلام) في ذمها الدنيا تعزو تضر وتمر
لكن الموت ليس فناء كما يتصور البعض انه حياة من نوع آخر وانه انتقال من دار الى دار اللهم بارك لنا في الموت وبارك لنا في لقائك.
ويقول تعالى في الآية السادسة والثمانين بعد المئة من سورة آل عمران:
لتبلون في اموالكم وانفسكم ولتسمعن من الذين اوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين اشركوا اذى كثيراً وان تصبروا وتتقوا فأن ذلك من عزم الأمور
بعد ان ضاق بالمسلمين الخناق في مكة المكرمة هاجروا الى المدينة المنورة بعد ان جعلها النبي (ص) دار هجرته المباركة وجاء في كتب التاريخ والتفاسير ان المشركين ومن بعد هذه الهجرة قد استحوذوا على اموال المسلمين، ومن جانب آخر كان يهود يثرب يؤذون المسلمين بالسنتهم واستمر الأمر على هذا حتى امر رسول الله (ص) بقتل رأس هذه الحركة المعادية للدين.
وتشير هذه الآية الى السنة الألهية السامية اي الأمتحان والأبتلاء وتبين للمسلمين ان الأمتحان ملازم للأيمان ومن هذه الأبتلاء ات اذى الكفار والمشركين ونتعلم من هذه الآية:
اولاً: المال والنفس في بودقة الأختبار على الدوام. اذن علينا ان نعيش بشكل نكون معه على استعداد للتضحية بالمال والنفس في سبيل الله تعالى
ثانياً: ان نعلم جيداً ان اعداء الدين ضد الدين يتحالفون كما حدث في بداية عصر الرسالة الزاهر من تحالف يهود المدينة مع مشركي مكة ضد الدين الأسلامي الناهض.
ثالثاً: الصبر والتقوى يثد احدهما الأخر وهما الطريق الى الأنتصار نسأل الله تبارك وتعالى ان ينعم علينا بحلة الصبر القشيبة
انه خير منعم وكريم والسلام عليكم- حضرات المستمعين الأفاضل- ورحمة الله وبركاته.