بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلق الله سيدنا محمد واله الأطيبين الأطهار، السلام عليكم حضرات المستمعين في كل مكان، هذا لقاء آخر في سلسلة لقاء ان برنامج نهج الحياة، كونوا معنا.
اعزاءنا المستمعين، يقول تعالى في الآية الرابعة والسبعين بعد المئة من سورة آل عمران المباركة:
فانقلبوا بنعمة من الله وفضل، لم يمسهم سوء واتبعوا رضوان الله، والله ذوفضل عظيم
كما كنا قد ذكرنا من قبل، فأن النبي (ص) قد عبأ المقاتلين في حرب احد حتى المجروحين منهم لقتال جيش المشركين، وحيث دخل الخوف والرعب قلوب الكفار ثنوا عزمهم عن مواجهة الأسلام وخابت آمالهم الخبيثة، وقد نزلت هذه الآية الشريفة لتقدر وتثمن الروح الجهادية والأستشهادية لدى المسلمين.
ونتعلم من هذه الآية ان لطف الله تبارك وتعالى يكون من نصيبنا اذا ما عملنا بواجبنا الشرعي وقمنا بما يرضيه تعالى.
ويقول تعالى في الآية الخامسة والسبعين بعد المئة من سورة آل عمران المباركة:
انما ذلكم الشيطان يخوف اوليائه فلاتخافوهم وخافون ان كنتم مؤمنين
كما جاء في الآية السابقة فأن من يبتغى رضوان الله تعالى لا يخاف من اي عدد وحتى اذا كان مجروحاً فأنه يستمر في جهاده ضد الأعداد اما هذه الآية الكريمة فتوجه الخطاب الى ضعيفي الايمان من المسلمين، وتحثهم على عدم الخضوع للشيطان الرجيم، فأذا ما سلك الأنسان /لا قدر الله/ طريقاً غير طريق الله، واذا ما استولى عليه الشيطان فأنه يصاب بالخنوع والذلة اذ العزة لله ولرسوله وللمؤمنين ويخاطب القرآن الكريم المسلمين فيقول لهم ان كنتم في ايمانكم صادقين فلا تخثوا احداً الا الله. ولا ينبغي ان تخيفكم قوى الأعداء فهي مهما بلغت دون قوته تعالى فهو القادر المتعال وهو على كل شىء قدير.
ونتعلم من هذه الآية المباركة الدروس التالية:
اولاً: الأشاعات والأعلام الذي يهدف الى ايجاد الخوف في المجتمع الأسلامي هو اعلام شيطاني
ثانياً: ان الخوف من التواجد في ميدان الحرب دليل على ضعف الأيمان واتباع الشيطان
ثالثاً: الأرعاب والتهديد هو احد السياسات الشيطانية للقوى العظمى ويراد منه القضاء على المظلومين في العالم.
ويقول تعالى في الأيتين السادسة والسبعين والسابعة والسبعين بعد المئة من سورة آل عمران:
ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر انهم لن يضروا الله شيئاً، يريد الله الا يجعل لهم خطاً في الآخرة ولهم عذاب عظيم ان الذين اشتروا الكفر بالأيمان لن يضروا الله شيئاً ولهم عذاب اليم
بعد ان انكر جيش المسلمين في احد، ضعفت معنويات البعض منهم، وخالط قلوبهم الخوف والقلق وكانوا يتساءلون عن المستقبل وماذا سيخفيه لهم. وفي هذا النص خطاب للنبي (ص) من ان انتصار الكفار في احد ليس فيه سعادة وعلو لهم، بل انه من شأنه ان يأخذهم اكثر فاكثر الى متاهات الكفرو الشرك، حيث لهم الخسران في الدنيا والآخرة وهو الخسران المبين، كما ان كفر هؤلاء المشركين لن يضر الله شيئاً، بل انه عليهم وبال ولهم في الآخرة عذاب اليم.
ويقول تعالى في الآية الثامنة والسبعين من بعد المئة من سورة آل عمران:
ولا تحسبن الذين كفروا انما نملي لهم خير لا نفسهم، انما لنملي لهم ليزدادوا اثماً ولهم عذاب مهين
يستفاد من هذه الآية، ان الله تبارك وتعالى يمهل الكفار ولا يهمل امرهم، وبشكل عام فأن الله تعالى اعطى الانسان مؤمناً كان او كافراً الحرية والاختيار في انتخاب السبيل الذي يريده.
اما الكافر فهو يستغل المهلة التي يعطيها الله اياه لكفره ومنافعه فيرتكب المعاصي ولا يسير في الطريق الصحيح وان اثامه تزداد من يوم لآخر ولا تعود الا بالشر عليه.
اذن امهال الكفار لا يعني حبه لهم وليس المهم حلول العمر، بل المهم كيف يستثمر الأنسان عمره وكما يقول الشاعر:
قل كيف عاش ولا تقل كم عاش
من جعل الحياة الى علاه سبيلاً
لا غرو ان طوت المنية ماجداً
كثرت محاسنه وعاش قليلاً
نسأل الله تبارك وتعالى ان يعمر قلوبنا بالأيمان انه الكريم المنان وآخر دعوانا ان الحمدلله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.