بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله حمد الشاكرين والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين.السلام عليكم مستمعينا الكرام، مرة أخرى نجتمع واياكم على مائدة القرآن الكريم وتفسير موجز لآيات أخرى نجتمع واياكم على مائدة القرآن الكريم وتفسير موجز لآيات أخرى من سورة البقرة المباركة والتي سنستمع اليها بصوت القارئ برهيزكار.
يقول تعالى في الآية الثالثة والخمسين بعد المئتين من سورة البقرة المباركة؛
تلك الرسل..............................مايريد
أعزائي المستمعين، في الآية السابقة لهذه الآية ورد أن الله تبارك وتعالى وهب داوود عليه السلام الملك والحكمة وتأتي هذه الآية لتشير الى اختلاف مكانة الرسل والأنبياء (عليهم السلام) فالله تعالى فضل الأنبياء والرسل على بعض، خذ على سبيل المثال النبي موسى (ع) كلمه الله تكليما والنبي عيسى (ع) كان على الدوام مؤيداً بروح القدس، ثم إن الآية تشير الى سنة إلهية مهمة وهي أن الإيمان ليس أمرا قهريا في حياة الناس، بل هو لإختبار الانسان نفسه، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، ومن البديهي أن الله تعالى إذا أراد أمرا قال له كن فيكون، وفي مستطاعته –جلت قدرته- أن يمنع الاختلاف بين الناس في العقائد، إلا أنه تعالى أراد أن يختار الناس الدين الذي يرتئونه وفي ذلك تكون لبني آدم.
وتعلمنا هذه الآية الكريمة أن الله تعالى بعث الرسل والأنبياء عليهم السلام لهداية البشرية وإذا ما رفض البعض الدين الإلهي فإن هذا إما أن يكون ناشئا عن هوى النفس أو الجهل.
أما الآن مستمعينا الكرام فلنصغي الى الآية الرابعة والخمسين بعد المئتين من سورة البقرة؛
يا أيها الذين آمنوا...................الظالمون.
تحذر هذه الآية المؤمنين وتحثهم على الإنفاق والتزود ليوم الحساب مذكرة أن خير الزاد التقوى والعمل الصالح، وتعلمنا هذه الآية أن هناك ثلاثة أمور تدخل في الإنفاق في سبيل الله هي أولا: ما عند الانسان ليس ملكا مطلقا له بل إنه هبة الباري تعالى عليه. ثانيا: الإنفاق له حدود ولا ينبغي أن نتجاوزها وثالثا: أثر هذا الإنفاق في يوم الحساب أفضل من كل صديق وخليل.
مستمعينا الكرام، مازلتم تستمعون الى برنامج نهج الحياة يقدم لحضراتكم من إذاعة طهران، صوت الجمهورية الاسلامية في ايران؛ ويقول تعالى في الآية الخامسة والخمسين بعد المئتين من سورة البقرة:
الله لا إله إلا هو الحي القيوم......................
هذه الآية الشريفة، أعزائي المستمعين، هي الآية المعروفة بآية الكرسي، إنها تبين وحدانية الله تعالى في الذات والصفات، أي أن ذاته المقدسة واحدة لا تعدد فيها وأن صفاته جلت عظمته عين ذاته، ليست زائدة عنها، وقد أشبه علماء المسلمين هذا المفهوم بحثا ودراسة، والتوحيد هو أهم أصل من أصول الدين، إنه المنجي للإنسان من عبودية غير الله والآلهة المصطنعة.
التوحيد هو طريق التحرر من أسر الطاغوت والعبودية الزائفة وهو مفتاح لسعادة الإنسان في الدارين، الدنيا والآخرة، إنه تعالى هو الغني الحميد والكل له سبحانه محتاجون وهو الفقراء اليه جلت عظمته، ربنا عالم قادر وسع علمه كل شيء ووسعت قدرته كل شيء، إنه مالك كل الوجود، والوجود بما فيه له مملوك، المشركون كانوا يعتقدون ألوهية الله، إلا أنهم جعلوا الأصنام سبلاً يتقربون بها اليه، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، كان المشركون يقولون ما نعبدهم، أي الأصنام، إلا ليقربونا الى الله زلفا، وهذا زعم باطل غير صحيح، فكيف نتوسل الى الله بما لا يضر ولا ينفع.
إن التوسل أعزائي المستمعين، أمر عبادي لا يصح إلا باتخاذ ما أمرنا الله أن نتخذه وسيلة إليه، وليس الذي لم ينزل به سلطاناً، إن علينا أن نركع ونسجد للخالق الواحد الأحد والفرد الصمد، بديع السموات والأرضين.
مستمعينا الكرام نأمل أن تكون هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة والتي قدمناها لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران قد راقت لمسامعكم ونأمل أن نكون قد بينا خلالها جانبا من مفاهيم الذكر الحكيم والقرآن الكريم، حتى لقاء جديد نترككم في رعاية الله وحفظه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.