بسم الله الرحمن الرحيم …الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على خير خلقه محمد و اله الطاهرين . السلام عليكم ايها الاخوة و الاخوات ..هذا لقاء قراني اخر و جلوس الى مائدة القران الثراء … كونوا معنا لنتابع تفسير موجزا لايات اخرى من سورة البقرة المباركة و دائما بصوت القارئ الاستاذ برهيزكار:
يقول تعالى في الاية الثالثة والثلاثين بعد المئتين من سورة البقرة المباركة:
مستمعينا الكرام ان الاسرة ركن اساسي في كل مجتمع … و ان اي اهتزاز لهذا الركن من شأنه ايجاد مشاكل في المجتمع . لعلكم تذكرون أننا في تفسير ايات سبقت هذه الاية تناولنا حول موضوع الطلاق …و تأتي هذه الاية الكريمة لتحدد وضع الابناء و لا سيما الاطفال منهم بعد الطلاق حيث لا يريد الاسلام ضياعا لحق الابناء و ضياعا لمستقبلهم او تشردهم و انحرافهم انه يريد صيانة حياتهم التي فيها صيانة المجتمع … على اي حال مع الاخذ بعين الاعتبار عواطف الامومة و هي عواطف غريزية و اهمية ارضاع الطفل فان الاسلام يوصي بالرضاعة لعامين و هذا الامر مستحب شرعا حتى في حال وقوع الطلاق او موت الاب مثلا.
و لعل الدين الحنيف يريد ان يقول هنا ان على الام الاهتمام بحق ولدها و ان انفصالها عن زوجها لا ينبغي ان يعود بالضرر على الوليد جسميا و نفسيا.
و في المقابل فان من واجب الاب ان يوفر للام و وليدها الرفاه و الاستقرار و الغذاء المناسب و تعلمنا هذه الاية:
اولا: لزوم رعاية حقوق الاطفال من قبل الوالدين و لا ينبغي ان يصير الاطفال ضحية الطلاق بين الزوجين.
ثانيا: في النظام الاسلامي يكون من واجب الرجل والاب توفيرالحاجات الاساسية للاسرة.
مستمعينا الكرام و يقول تعالى في الاية الرابعة و الثلاثين بعد المئتين من سورة البقرة:
نعم عزيزي المستمع .. الانفصال بين الزوج و الزوجة قد يكون بواسطة فسخ عقد النكاح بعد توفر شروط الفسخ كما هو مدون في الكتب الفقهية و قد يكون بواسطة الطلاق و هذان الامران بيد الانسان ذاته اما الموت فهو عامل اخر في الانفصال بين الزوجين مهما كان سببه من مرض او حادثة طبيعية او شيخوخة او دنو الاجل … و بين الشعوب و الاقوام ليس في الماضي فحسب و ربما في الحاضر كذلك معتقدات بهذا الشأن فالبعض يرى ان تموت المرأة متى مات زوجها و انه لابد ان تدفن معه و من الاقوام من يمنع الزواج المجدد للارملة و منهم من يجيز زواجها فورا و ازاء هذه الافراط و التفريط يأتي الاسلام لحفظ حرمة الزوج السابق حيث يوجب على المرأة أن تعتد عدة الوفاة اربعة اشهر و عشراً و من بعد ذلك الشأن لها ان شائت تزوجت و لا ولاية لاحد هنا عليها .
مستمعينا الكرام ما زلتم تستمعون الى برنامج نهج الحياة يقدم لحضراتكم من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران و يقول تعالى في الاية الخامسة و الثلاثين بعد المئتين من سورة البقرة:
المستفاد من هذه الاية الكريمة اعزائي المستمعين جواز التعرض لخطبة المرأة و هي في عدة الوفاة لكن لابد ان تكون مراسيم الخطبة تتناسب و زوجة ارملة رحل عنها زوجها … و تعلمنا هذه الاية الاسلام كدين فطري يهتم بامر الزواج التي هو كذلك امرفطري و لا يضع امامه حدودا مضيقات.
ويحث الاسلام على مراعاة الخلق الرفيع في الخطبة و الزواج و عدم الجنوح عن جادة الفضيلة انسياقا من وراء الشهوات و هوى النفس اعاذنا الله واياكم منه.
مستمعينا الكرام يقول تعالى في الايتين السادسة و الثلاثين بعد المئتين و السابعة و الثلاثين بعد المئتين من سورة البقرة:
تؤكد هاتان الايتان لزوم رعاية الحقوق المالية للزوجة حين الطلاق… فاذا لم يعين الزوج مهرا لزوجته فله ان يهديها هدية مناسبة تساهم في التخفيف من مرارة الفصال و هذا من عمل المحسنين و اذا كان الزوج قد حدد لزوجه مهرا و دخل بها وجب عليه اداء تمام المهر حين الطلاق و اذا عقدعليها و طلقها من دون ان يدخل بها فلا تستحق الزوجة الا نصف المهر.
حضرات المستمعين الافاضل هكذا انتهت حلقة اخرى من برنامج نهج الحياة قدمناها لحضراتكم من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران نسئل الله تعالى ان يمن علينا جميعا فيضا من رحمته و رضوانه انه جواد كريم و اخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين و صلى الله و سلم على سيدنا مولانا ابي القاسم محمد و اله الهداة المهديين . شكرا لحسن متابعتكم والى اللقاء.