بسم الله وله المجد والحمد منزل البركات ومجيب الدعوات تبارك وتعالى رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الخلائق اجمعين المصطفى محمد وآله الطيبين الطاهرين.
السلام عليكم الافاضل ورحمة الله وبركاته، تحية طيبة، ها نحن نلتقيكم على بركة الله في حلقة أخرى من هذا البرنامج نستهلها ببعض روايات شريفة نستكمل فيها الحديث عن مسجد الكوفة المعظم الذي خصصنا له الحلقة السابقة من البرنامج.
روي في الكتاب الكافي عن امير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال ضمن حديث طويل عن فضل مسجد كوفان: ما دعا فيه مكروب بمسألة في حاجة من الحوائج الا أجابه الله وفرج عن كربته
وروى السيد ابن طاووس في كتاب مصباح الزائر عن الامام الصادق (عليه السلام) أنه قال: من صلى في مسجد الكوفة ركعتين يقرأ في كل منهما الحمد والمعوذتين والاخلاص والكافرون والنصر والقدر وسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى، فاذا سلم سبح تسبيح الزهراء (عليها السلام) ثم سأل الله سبحانه اي حاجة شاء قضاها له واستجاب دعاءه.
قال راوي الحديث: سألت الله سبحانه وتعالى بعد هذه الصلاة سعة الرزق، فاتسع وأتاني من الرزق ما لم احتسب وحسن حالي ببركات آل محمد صلوات الله عليهم وسلامه، (ثم) علمته ( يعني هذا العمل) رجلاً مقتراًعليه فوسع الله عليه.
وقد بين أئمة الهدى (عليهم السلام) ما ينبغي لزائر مسجد الكوفة أن يقوم به من عبادات الصلوات والادعية في مختلف مقامات المسجد وقد جمع الفقهاء روايات اعماله المروية عن الائمة (عليهم السلام) في كتب العبادات وقد جرت سنة الاخيار والصالحين على اداء هذه الاعمال والتقرب الى الله عزوجل بذلك، وخصص العالم التقي الشيخ عباس القمي (رضوان الله عليه) فصلاً خاصة لصلوات وأدعية مقامات مسجد الكوفة في كتابه العبادي القيم (مفاتيح الجنان).
كما اهتم العارف الجليل السيد محمد مهدي بحر العلوم وكذلك العارف الجليل السيد علي القاضي (رضوان الله عليهما) بتشديد مقامات مسجد الكوفة لكي يتيسر للمتعبدين فيه اقامة عباداته المخصوصة بهذه المقامات.
وثمة مشهدان مباركان الى جوار مسجد الكوفة المعظم لا ينبغي الغفلة عن التقرب الى الله عزوجل بزيارتهما الا وهما مرقد سفير الحسين (عليه السلام) التابعي المخلص مسلم بن عقيل سلام الله عليه ومرقد ناصره الشهيد هاني بن عروة (رضوان الله عليه).
كما يجاور المسجد مرقد السيدة الطاهرة خديجة بنت امير المؤمنين (عليها السلام) التي يظهر من بعض المنقولات أنها من اسارى واقعة كربلاء وقد توفيت في طريق ترحيل السبايا من كربلاء الى الشام.
أما أعظم بيوت الانوار الالهية في هذه البقعة المقدسة بعد مسجد الكوفة فهو مسجد السهلة او مسجد سهيل وهو من اقدم المساجد الالهية وقد حث ائمة العترة المحمدية (عليهم السلام) على تعظيم والتقرب الى الله عزوجل بالصلاة في كل وقت خاصة ليلة الاربعاء كما ذكر السيد ابن طاووس (رحمه الله) في كتاب مصباح الزائر.
ويرتبط هذا المسجد بتأريخ كثير من الانبياء (عليهم السلام) وكذلك بخاتم الاوصياء ومقيم دولة العدل الالهي المهدي الموعود (عجل الله فرجه).
فقد روي في الكافي والتهذيب وكامل الزيارات ومن لا يحضره الفقيه وغيرها عن الامام الصادق (عليه السلام) انه قال ضمن حديث في الحث على الاستجارة بالله عزوجل في مسجد السهلة: أما علمت أنه موضع بيت ادريس النبي الذي كان يخيط فيه ومنه سار ابراهيم الى اليمن بالعمالقة ومنه سار داود الى جالوت وإن فيه لصخرة خضراء فيها مثال كل نبي ومن تحت تلك الصخرة أخذت طينة كل نبي وإنه مناخ الراكب، قيل: ومن الراكب؟
قال: الخضر (عليه السلام).
وقال مولانا الصادق (عليه السلام) في حديث ذكر فيه مسجد السهلة فقال: (أما أنه منزل صاحبنا إذا قام بأهله) يعني الامام المهدي (عجل الله فرجه).
وقال (عليه السلام) في حديث آخر عن فضل الكوفة: وفيها مسجد سهل الذي يم يبعث الله نبياً الا وقد صلى فيه وفيها يظهر عدل الله وفيها يكون قائمه (عجل الله فرجه) والقوام من بعده.
وروي في كتاب التهذيب عنه (عليه السلام) قال: ما من مكروب يأتي مسجد السهلة فيصلي فيه ركعتين بين العشائي ويدعو الله عزوجل الا فرّج الله كربه.
وأخيراً وفي كتاب قرب الاسناد عنه (عليه السلام) قال للعلاء بن رزين: تصلي في المسجد الذي عندكم الذي تسمونه مسجد السهلة ونحن نسميه مسجد الثرى؟
فأجاب: إني لأصلي فيه جُعلت فداك.
فقال (عليه السلام): إئته فإنه لم ياته مكروب الا فرج الله كربته وقضى حاجته.