بسم الله وله المجد والحمد غاية آمال القاصدين وعصمة المعتصمين والصلاة والسلام على مصابيح نوره المبين ومناره هداه المستبين محمد وآله الطاهرين.
السلام عليكم، بتوفيق الله وعلى بركته نلتقيكم احباءنا في حلقة اخرى من هذا البرنامج، ونحن نعيش اجواء المشهد الحسيني المبارك، من خلال ما ورد في كلمات اهل بيت الوحي عن آثار وبركات زيارته.
وردت في كتب الحديث المعتبرة مئات الاحاديث الشريفة التي تحث - وبلهجة غاية في التشديد والتأكيد ـ على زيارة مشهد الحسين والتقرب به (عليه السلام) الى الله عزوجل.
بل وفي هذه الاحاديث الشريفة تحذيرات مغلضة من ترك زيارته (سلام الله عليه) والاعراض عنها اذ ترى فيها نقصاً في الايمان وعقوقاً لرسول الله (صلى الله عليه وآله) وحرماناً من بركات وخير الدنيا والآخرة.
نقرأ لكم في هذا اللقاء نماذج من هذه الاحاديث الشريفة، فمنها ما روي عن مولانا الامام الباقر (سلام الله عليه) قال: من كان لنا محباً فليرغب في زيارة قبر الحسين (عليه السلام) فمن كان للحسين زواراً عرفناه بالحب لنا اهل البيت وكان من اهل الجنة ومن لم يكن للحسين زواراً كان ناقص الايمان.
وسئل الامام الصادق (عليه السلام) عن حكم من اعرض عن زيارة الحسين (عليه السلام) مع قدرته على ذلك، فأجاب: انه قد عق رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعقنا، واستخف بأمر هوله، ومن زاره كان الله وراء حوائجه وكفي ما اهمه من امر دنياه، وانه ليجلب الرزق على العبد ويخلف عليه ما أنفق ويرجع الى اهله وما عليه وزر ولا خطيئة، فإن هلك في سفره نزلت الملائكة فغسلته وفتح له باب الى الجنة يدخل عليه روحها حتى يُنشر، وإن سلم فتح له الباب الذي ينزل منه الرزق.
وفي حديث آخر قال الصادق (عليه السلام) للامة الصالحة ام سعيدة الاحمسية: يا ام سعيد تزورين قبر الحسين.
قالت: نعم.
فقال: يا ام سعيدة، زوريه فإن زيارة الحسين واجبة على الرجال والنساء.
وفي حديث الباقر (عليه السلام) قال: وزيارته عليه السلام مفترضة على من اقر للحسين بالامامة من الله عزوجل.
ونجد في الاحاديث الشريفة تأكيدات مشددة على زيارة الامام الحسين (عليه السلام) وعدم الانقطاع عنها حتى في ظل اصعب الاوضاع المضادة مبينة عظيم ثواب من تحمل المشاق في سبيل زيارته.
فمثلاً قال الامام الصادق ( سلام الله عليه) لصاحبه معاوية بن وهب: يا معاوية لا تدع زيارة قبر الحسين (عليه السلام) لخوف، فان من تركه رأى من الحسرة ما يتمنى أن قبره كان عنده، أما تحب ان يرى شخصك وسوادك فيمن يدعو له رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلي وفاطمة والائمة (عليهم السلام).
وقال الامام الباقر (عليه السلام) لاحد اصحابه وهو محمد بن مسلم: هل تأتي قبر الحسين )عليه السلام)؟
أجاب: نعم يا بن رسول الله على خوف ووجل.
فقال (عليه السلام): ما كان من هذا اشد فالثواب فيه على قدر الخوف ومن خاف في اتيانه آمن الله روعته يوم يقوم الناس لرب العالمين وانصرف بالمغفرة وسلمت عليه الملائكة وزاره النبي ودعا له وانقلب بنعمة من الله وفضل لم يمسسه سوء وإتبع رضوان الله.
وفي حديث آخر قال الامام الصادق (عليه السلام): «بلغني ان قوماً من شيعتنا يمر بأحدهم السنة والسنتان لا يزورون الحسين عليه السلام، أما والله لحظهم اخطأوا، وعن ثواب الله زاغوا وعن جوار محمد )صلى الله عليه وآله) تباعدوا».
والملاحظ في الاحاديث الشريفة شدة تأكيدها وحثها على ترسيخ اخلاص النية لله عزوجل في قصد زيارة المشهد الحسيني المبارك وكذلك التأكيد على استمرار التشوق لهذه الزيارة المقدسة لمن لا تتاح له فرصة ادائها؛ وكذلك أن تكون الزيارة بدافع الشوق والمودة لاهل بيت النبوة (عليهم السلام)، فمثلاً روي عن مولانا الصادق )عليه السلام) أنه قال: «من زار الحسين معتبراً لا اشراً ولا بطراً ولا سمعة محصت عنه ذنوبه».
وقال: «من اتى قبر الحسين (عليه السلام) زائراً له عارفاً بحقه يريد به وجه الله والدار الآخرة غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر...».
وقال: «من زار قبر الحسين لله وفي الله أعتقه الله من النار وآمنه يوم الفزع الاكبر ولم يسأل الله حاجة من حوائج الدنيا والآخرة الا اعطاه...».