وله الحمد منزل البركات مجيب الدعوات رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد السادات ومنار الهداة محمد وآله الطاهرين.
السلام عليكم أعزاءنا ورحمة الله وبركاته، تحية طيبة مباركة نستهل بها لقاء آخر يسرنا ان يجمعنا بكم في رحاب الحديث عن بيوت النور الالهي التي اذن أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ.
حديثنا في هذه الحلقة عن آثار وبركات التقرب الى الله عزوجل بزيارة المشهد الحسيني المشرف.
قد كان من مظاهر رحمة الله الواسعة والعامة للناس ورأفته الكريمة بالعباد ان أمر نبيه الاكرم (صلى الله عليه وآله) بالاصالة وائمة عترته عليهم السلام بالتبعية أن يبينوا للناس بركات التقرب اليه جل جلاله بتعاهد وزيارة المشهد الحسيني المبارك..
ومن هنا فقد رويت في مراجع الحديث المعتبرة مئات الاحاديث الشريفة في هذا الباب بينت آثار وبركات هذا العمل التعبدي المهم الذي وصفته بأنه من افضل الاعمال الصالحة ومن اسمى القربان الى الله عزوجل؛ قال مولانا الامام الصادق (عليه السلام): «من احب الاعمال الى الله زيارة قبر الحسين عليه السلام».
وقال عليه السلام في حديث آخر عن هذه الزيارة: «انه من افضل ما يكون من الاعمال».
وفي حديث عن الباقر او الصادق (عليهما السلام) قال: «ما في الارض مؤمنة الا وقد وجب عليها ان تسعد فاطمة صلى الله عليها في زيارة الحسين، إنه اذا كان يوم القيامة جلس الحسين عليه السلام في ظل العرش وجمع الله زواره وشيعته ليصيروا من الكرامة والنصرة والبهجة والسرور الى أمر لا يعلم صفته الا الله».
ان اعظم الآثار والبركات المترتبة على تعظيم المشهد الحسيني وتعاهده وزيارته هو الفوز برضا الله عزوجل والتقرب اليه وادخال السرور على اهل بيت النبوة (عليهم السلام) كما صرحت بذلك الاحاديث الشريفة.
ودون ذلك بركات كثيرة وعظيمة نلخصها ـ استناداً لما ذكرته الاحاديث الشريفة ـ بما يلي:
اولاً: اداء حق من حقوق الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) وأوصيائه على المؤمنين.
ثانياً: الخلاص من موبقة جفاء رسول الله وجفاء سيد شباب اهل الجنة.
ثالثاً: الفوز بالمقامات العالية من جنات الرحمان.
رابعاً: الفوز بالمغفرة الالهية والتطهر من الذنوب وترسيخ التقوى والورع.
خامساً: الفوز بالثواب الجويل والثناء الجميل الذي اعده الله جل جلاله لزوار سيد الشهداء وثار الله ووتره الموتور.
سادساً: سعة الرزق وطول العمر وتنفيس الكروب وازالة الهموم وكفاية امور الدنيا.
سابعاً: الفوز بمرافقة الملائكة واستغفارهم للزائر ومصافحتهم يوم القيامة.
ثامناً: مجاورة محمد وآل محمد يوم القيامة وفي الدار الاخرة.
تاسعاً: الفوز بدعاء رسول الله وعلي وفاطمة والائمة (عليهم السلام) لزوار الحسين (عليهم السلام).
عاشراً: الفوز بالنجاة من صعوبات سكرات الموت والبرزخ وأهوال يوم القيامة؛ والامن يوم الفزع الاكبر.
الحادي عشر: الفوز بثواب الشهداء ومقاماتهم السامية.
الثاني عشر: الفوز بزيارة الحسين (عليه السلام) لزائره يوم القيامة والحصول على شفاعة جده المصطفى (صلى الله عليه وآله).
الثالث عشر: الفوز بالحفظ الالهي من الآفات وشرور الشيطان؛ وحفظ اهله طوال سفره.
الرابع عشر: الفوز بقضاء الحوائج وإجابة الدعوات تحت قبته المنيفة، والدخول في ظل الله، وقبول شفاعة الزائر فيمن احب من معارفه.
وقد ذكرت الاحاديث الشريفة بركات اخرى كثيرة لزيارة المشهد الحسيني المبارك نكتفي بذكر ما تقدم، ونختم اللقاء بنقل ثلاث روايات تحمل دلالات خاصة في هذا المقام:
الاولى: تبين ان في زيارة قبر الحسين (عليه السلام) اقتداء بالانبياء والمرسلين، قال مولانا الصادق (عليه السلام): «ليس نبي في السموات والارض الا ويسألون الله تبارك وتعالى أن يؤذن لهم في زيارة الحسين عليه السلام ففوج ينزل وفوج يعرج».
والرواية الثانية: تبين ثواب الزيارة وان فيها اقتداء بملائكة الرحمان، قال مولانا الصادق (عليه السلام): «وكل الله تبارك وتعالى بقبر الحسين سبعين الف ملك يعبدون الله عنده؛ الصلاة الواحدة من صلاة احدهم تعدل الف صلاة من صلاة الآدميين يكون ثواب صلاتهم لزوار قبر الحسين عليه الصلاة والسلام وعلى قاتله لعنة الله والملائكة اجمعين أبد الآبدين».
والثالثة: فيها كرامة خاصة فقد قال مولانا الصادق (عليه السلام): «إن فاطمة بنت محمد (صلى الله عليه وآله) تحض زوار قبر ابنها الحسين (عليه السلام) فتستغفر لهم».