الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير النبيين المصطفى الامين محمد وآله الطيبين الطاهرين.
السلام عليكم احباءنا ورحمة الله اهلاً بكم ومرحبا ها نحن نلتقيكم على بركة الله في حلقة اخرى من هذا البرنامج نخصصها للحديث عن اهم المشاهد المشرفة والمساجد المعظمة بعد المسجد الحرام والمسجد النبوي المبارك، الا وهو مسجد الكوفة الجامع.
رويت عن ائمة اهل بيت النبوة (عليهم السلام) كثير من الاحاديث الشريفة المبينة لاهمية مسجد الكوفة في الحياة الاسلامية وتاريخ الانبياء والرسلات الالهية، وفيها حث شديد على شد الرحال اليه وقصده بالزيارة والتعبد لله عز وجل فيه.
فقد روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وباسانيد كثيرة ضمن حديث المعراج، قال: عرج بي الى السماء فاهبطت الى مسجد الكوفة فصليت فيه ركعتين، ثم قال: وان الصلاة المفروضة فيه تعدل حجة مبرورة والنافلة تعدل عمرة مبرورة.
وروي في عدة مصادر معتبرة عن الاصبغ بن نباتة ان امير المؤمنين (عليه السلام) خطب فقال: يا اهل الكوفة، لقد حباكم الله عز وجل بما لم يحب به احداً من فضل مصلاكم (هو) بيت آدم، وبيت نوح وبيت ادريس ومصلى ابراهيم الخليل ومصلى اخي الخضر ومصلاي وان مسجدكم هذا لاحد المساجد الاربعة التي اختارها الله عز وجل لاهلها، وليأتين زمان يكون مصلى المهدي من ولدي ومصلى كل مؤمن ولا يبقى على الارض مؤمن الا كان به او حن اليه فلا تهجروه وتقربوا الى الله عز وجل بالصلاة فيه وارغبوا اليه في قضاء حوائجكم فلو يعلم الناس ما فيه من البركة لأتوه من اقطار الارض ولو حبوا على الثلج.
وتصرح الاحاديث الشريفة الافاضل بافضلية حرم كوفان على جميع البقاع بعد الحرمين الشريفين، فقد روي في كامل الزيارات وتهذيب الاحكام وغيرهما مسندا عن ابي بكر الحضرمي انه قال للامام الباقر (عليه السلام): اي البقاع افضل بعد حرم الله وحرم رسوله؟
فقال (عليه السلام): الكوفة يا ابا بكر، هي الزكية الطاهرة فيها قبور النبيين المرسلين وغير المرسلين والاوصياء الصادقين، وفيها مسجد سهيل (المعروف بمسجد السهلة) الذي لم يبعث نبياً قط الا وقد صلى فيه، وفيها يظهر عدل الله وفيها يكون قائمه (عجل الله فرجه) والقوام من بعده وهي منازل النبيين والاوصياء والصالحين.
وقال مولانا الباقر (عليه السلام) في حديث آخر مروي في الكافي والتهذيب وغيرهما: مسجد كوفان روضة من رياض الجنة صلى فيه الف نبي وسبعون نبيا، فيه عصى موسى وشجرة يقطين وخاتم سليمان ومنه فار التنور وجرت السفينة، (وهو) مجمع الانبياء.
وقد حثت احاديث اهل بيت النبوة (عليهم السلام) على قصد هذا المسجد المعظم ومشاهدة اثار اولياء الله والتعبد لله فيه، وقد روي في عدة مصادر ان ابا حمزة الثمالي تعرف على الامام السجاد (عليه السلام) للمرة الاولى عندما رآه وقد قدم من المدينة قاصداً مسجد الكوفة، حيث التقاه وهو يدخل المسجد من باب الثعبان الذي غير معاوية اسمه الى باب الفيل وصلى فيه اربع ركعات فسأل عنه فقيل له: هذا علي بن الحسين، فدنى منه وسلم عليه وسأله: ما اقدمك بلاداً قتل فيها ابوك وجدك؟
فقال (عليه السلام): زرت ابي وصليت في هذا المسجد.
فنلاحظ هنا ان الامام زين العابدين )عليه السلام) يحث المؤمنين عملياً بالاهتمام في شد الرحال ولو مكان بعيد لزيارة مسجد الكوفة والاستنارة بالنور الالهي فيه.
وفي حديث آخر ان الامام الصادق (عليه السلام) قال لهارون بن خارجه: كم بينك ومبين مسجد الكوفة يكون ميلاً؟
قال: لا.
فقال )عليه السلام): فتصلي فيه الصلوات كلها؟
قال: لا.
فقال (عليه السلام): أما لو كنت بحضرته لرجوت ان لا تفوتني فيه صلاة، وتدري ما فضل ذلك الموضع؟ ما من عبد صالح ولا نبي الا وقد صلى في مسجد كوفان، وإن الصلاة المكتوبة فيه لتعدل بألف صلاة وان النافلة فيه لتعدل بخمسمائة صلاة وان الجلوس فيه بغير تلاوة ولا ذكر لعبادة، ولو علم الناس ما فيه لأتوه ولو حبوا.
لنا وقفة اخرى مع ما ورد بشأن مسجد الكوفة المعظم تأتيكم بعون الله في الحلقة المقبلة من هذا البرنامج مع حديث عن فضيلة مسجد السهلة المبارك رزقنا الله واليكم بركات زيارة المشاهد المشرفة وإعمارها.