بسم الله وله الثناء والمجد والحمد خير الرازقين وأكرم الاكرمين، والصلاة والسلام على رحمته الكبرى للعالمين المصطفى الامين وآله الطاهرين.
السلام عليكم أحباءنا، بتوفيق الله نلتقيكم في حلقة أخرى من هذا البرنامج نتعرف فيها على مجموعة أخرى من بيوت النور التي اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه، بداية هذه الجولة ستكون من البلد الحرام مكة المكرمة.
تحدثنا في حلقة سابقة عن اعظم المشاهد المشرفة وبيوت الرحمن اي الكعبة البيت الحرام، ونتحدث في هذه الحلقة عن مشاهد أخرى في مكة المكرمة لا ينبغي لطلاب التنور بالانوار الالهية الغفلة عن زيارتها من قريب والتشوق اليها من بعيد.
فمن هذه المواضع المتبركة مصلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) في المسجد الحرام وهو يقع ما بين الحجر الاسود والركن اليماني وبحيث يتصل محل سجوده (صلى الله عليه وآله) بشلذروان حائط الكعبة كما نقل المحقق النراقي في المستند. وقد نقل عن بعض العلماء قوله: ان المستحب الصلاة في هذا الموضع واهداء ثواب الصلاة لرسول الله (صلى الله عليه وآله).
ومن الاماكن الشريفة في مكة المكرمة دار خديجة (سلام الله عليها) الواقعة بالقرب من الصفا وكانت لها قبة معروفة ومسجد يستحب صلاة التحية فيها والدعاء، وكان فيها محراب رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومحل سيدة ولادة سيد نساء العالمين الصديقة الزهراء (عليها السلام) وقد محيت آثار هذا الدار المباركة التي كانت مهبطاً لجبرائيل (عليه السلام) مثلمل محيت آثار الدار فيها محل ولادة الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وآله) التي كانت تقع في سوق الليل. وكانت له ايضاً قبة معروفة ومسجد فيه علامة لموضع الولادة المباركة حيث يستحب زيارته وصلاة التحية فيه.
ولازال بعض المؤمنين يتحرون موضعي هذين الدارين ضمن توسعة المسجد الحرام ويصلون ويدعون في اقرب ما يمكنهم الوقوف فيه.
ومن المشاهد المشرفة في مكة المكرمة غار حراء الذي كان حبيبنا المصطفى (صلى الله عليه وآله) يتعبد فيه قبل النبوة وفيه نزل عليه الوحي، وكذلك غار جبل الثور الذي شهد كرامة نسج العنكبوت لبيته على مدخله عندما استتر فيه النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله) من عتاة قريش وهو في طريق هجرته الى المدينة المنورة.
ومن العمل المبارك اتيان موضع الحطيم الواقع ما بين باب الكعبة والحجر الاسود فهو المحل الذي توسل فيه آدم عليه السلام بمحمد وآله صلوات الله عليهم فتاب عليه ولذلك روي انه من اشرف البقاع ومن الجدير ان يصلي عنده صلاة التوبة ويُكثر عنده من الدعاء والاستغفار والتعلق بأستار الكعبة في هذا المكان وكذلك في موضع المستجار بالله عزوجل.
ومن الاعمال المقربة لله تبارك وتعالى والتي فيها جميل الوفاء لرسول الله (صلى الله عليه وآله) زيارة مرقد خيرة زوجاته وسيدة امهات المؤمنين واول النساء اسلاما ً امنا ام المؤمنين خديجة الكبرى سلامه عليها ؛ قال الفقيه الجليل السيد التقي عبد الاعلى السبزواري: ويستحب زيارة قبر خديجة عليها السلام، لأنها أم المسلمين ومن بر الاولاد بأمهم زيارة قبرها.. مع انها بذلت جهدها في خدمة سيد المرسلين وبذلت اموالها في نشر دعوة خاتم النبيين (صلى الله عليه وآله) الى غير ذلك من مفاخرها التي ملأت الفرقين فمن شك بعد ذلك في رجحان زيارتها فهو عاق لأمه.
ويقع قبرها الشريف في مقبرة المعلاة في الحجون في مكة المكرمة ويستحب زيارة القبور المجاورة لها ومنها قبر مولانا مؤمن قريش ابي طالب حامي الرسول وكاله (عليهما السلام) وفيه وفي خديجة قال الشاعر:
قمران حفا بالحبيب الاحمد
بكرامة الله الاله الاوحد
ذي زوجه السلوى وأم الفرقد
ذا عمه الحامي وعود المنجد
أم البتول سكينة للمصطفى
كنز عطاياه التي لن تنفد
ووثيق ركن والد للمرتضى
كهف كفيل ناصر ذو السؤدد
فخديجة الكبرى اشتياق محمد
وابو علي سيد بمحمد
وتضم بقعة مولانا خديجة (سلام الله عليها) في مقبرة المعلاة مرقد ابني رسول الله (صلى الله عليه وآله) القاسم والطاهر (عليهما السلام) وكذلك قبر والدته آمنة عليها السلام التي نقلها (صلى الله عليه وآله) لاحقاً الى جوار قبر زوجته خديجة وكذلك قبر جده عبد المطلب (عليه السلام) وتستحب زيارتهم جميعاً وفاء لرسول الله واكراماً لهم قربة الى الله بالزيارات المروية في كتب العبادات.