السلام عليكم مستمعينا الأطائب ورحمة الله وبركاته، طابت أوقاتكم بكل خير وأهلاً بكم في لقاء اليوم من هذا البرنامج نستضيء فيه بطائفة أخرى من الأحاديث الشريفة التي تهدينا الى وسائل الفوز بشرف الإنتماء الصادق لأهل بيت النبوة المحمدية صلوات الله عليهم أجمعين.
ومن هذه الوسائل أحباءنا الإقتداء بهم – عليهم السلام – في رعاية الخلق النبيل في التعامل مع الناس، ومن مصاديقه إكرام ذي الشيبة المسلم والرأفة بالصغار وحفظ حق أهل البيت ونظائر ذلك.
روى الشيخ المفيد رضوان الله عليه في أماليه مسنداً عن رسول الله – صلى الله عليه وآله – قال: "ليس منا من لم يرحم صغيراً ويوقر كبيرا ويعرف حقنا".
وفي مشكاة الأنوار للشيخ علي الطبرسي عنه – صلى الله عليه وآله – قال:
"بجلوا المشائخ فإن تبجيل المشائخ من إجلال الله عزوجل ومن لم يبجلهم فليس منا".
وفي هذا الحديث إشارة نبوية لطيفة الى إكرام ذي الشيبة المسلم ينبغي أن يكون بنية توحيدية خالصة هي التقرب الى الله عزوجل.
أيها الأفاضل، كما أن من مصاديق هذه الوسيلة في الفوز بشرف الصيرورة من آل محمد – صلى الله عليه وآله – التوسعة على العائلة إذا وسع الله في رزق رب العائلة، روى ابن أبي جمهور الإحسائي في كتاب عوالي اللئالي عن رسول الله – صلى الله عليه وآله – أنه قال: "ليس منا من وسع الله عليه ثم قتر على عياله".
كما أن من مصاديق حسن التعامل مع الآخرين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إذ أن في ذلك صلاح المجتمع برمته ودفع الأذى عنه، نقرأ في كتاب عوالي اللئالي أيضاً قول الصادق الأمين – صلى الله عليه وآله -:
"ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا ويأمر بالمعروف وينه عن المنكر".
أيها الإخوة والأخوات، ومن مصاديق هذه الوسيلة أيضاً جميع أشكال الخلق الحسن في التعامل مع الناس، نتأمل معاً في الوصية الصادقية التالية التي رواها الشيخ الكليني في كتاب الكافي بسنده عن أبي الربيع الشامي قال: "دخلت على أبي عبد الله الصادق – عليه السلام – والبيت غاص بأهله فيه الخراساني والشامي ومن أهل الآفاق فلم أجد موضعاً أقعد فيه، فجلس أبوعبدالله – عليه السلام – وكان متكئاً ثم قال: يا شيعة آل محمد اعلموا أنه ليس منا من لم يملك نفسه عند غضبه ومن لم يحسن صحبة من صحبه ومخالقة من خالقه ومرافقة من رافقه ومجاورة من جاوره وممالحة من مالحه، يا شيعة آل محمد اتقوا الله ما استطعتم ولا حول ولا قوة إلا بالله".
كما نجد في الأحاديث الشريفة المزيد من التأكيد على حسن رعاية حقوق الجار حتى روي عن رسول الله – صلى الله عليه وآله – قوله: "ما زال جبرئيل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه".
ونقرأ في كتاب (عيون أخبار الرضا) ما رواه الشيخ الصدوق – رضوان الله عليه – عن الإمام الرضا – عليه السلام – من تأكيد صريح على أن رعاية حقوق الجار من خصائص الصادقين في الإنتماء لآل محمد – صلى الله عليه وآله – نقرأ في الكتاب المذكور: قال الرضا عليه السلام: "المؤمن الذي إذا أحسن استبشر وإذا أساء استغفر، والمسلم الذي يسلم المسلمون لسانه ويده ليس منا من لم يأمن جاره بوائقه".
إذن مستمعينا الأكارم، يتضح من هذه الأحاديث الشريفة ونظائرها كثيرة في مصادرنا الحديثية المعتبرة، أن التحلي بآداب المعاشرة الشرعية وحسن الخلق في التعامل مع جميع فئات المجتمع والتحلي بروح الإصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإجتهاد في إيصال الخير للخلق وخدمتهم هي من أعظم وسائل الفوز بالإنتماء الصادق لأهل بيت الرحمة المحمدية فهكذا هو خلقهم النبيل صلوات الله عليهم أجمعين.
وفقنا الله وإياكم لذلك إنه أكرم الأكرمين، اللهم آمين، وبهذا ننهي أحباءنا حلقة اليوم من برنامجكم (منا أهل البيت) إستمعتم له مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، دمتم بكل خير وبركة ورحمة وفي أمان الله.