سلام من الله عليكم مستمعينا الأطائب، طابت أوقاتكم بكل خير ورحمة وبركة، أهلاً بكم في لقاء آخر من هذا البرنامج نتناول فيه – بعون الله تبارك وتعالى – وسيلة أخرى من وسائل الفوز بكرامة الإنتماء الصادق لأهل بيت الشرف المحمدي – عليهم السلام -، إنها وسيلة ترسيخ الإيمان بالعقائد الحقة والثبات عليها والتطهر من جميع أشكال الشك فيها والمعاصي المترتبة عن الشكوك والتردد بعد إتضاح الحق، روي في كتاب قرب الإسناد للشيخ الحميري – رضوان الله عليه – مسنداً عن الوصي المرتضى الإمام علي عليه السلام قال: "إن الشك والمعصية في النار، ليسا منا ولا إلينا، وإن قلوب المؤمنين لمطوية بالإيمان طيا، فإذا أراد الله إنارة ما فيها فتحها بالوحي، فزرع فيها الحكمة زارعها وحاصدها".
وهذه الوسيلة الطيبة – مستمعينا الأفاضل – تشمل جميع أصول العقائد الحقة بدءً من التوحيد ومروراً بالنبوة وتصديق القرآن الكريم والنبي الخاتم – صلى الله عليه وآله – والتسليم لأئمة الحق الذين أمر بموالاتهم بأمر الله عزوجل والإيمان بغيبة خاتمهم المهدي الموعود – عجل الله فرجه -.
وهذا ما هدتنا إليه كثير من الأحاديث الشريفة مشيرة الى أنه علامة الإنتماء الصادق لأهل البيت – عليهم السلام -، فمثلاً نقرأ في كتاب التوحيد للشيخ الصدوق قول مولانا الإمام الرضا – عليه السلام -: "ليس منا من زعم أن الله عزوجل جسم ونحن منه براء في الدنيا والآخرة... إن الجسم محدث والله محدثه ومجسمه".
وروى الشيخ الصدوق أيضاً في كتاب (عيون أخبار الرضا) مسنداً عن عبد السلام بن صالح الهروي – في حديث طويل – عن الرضا عليه السلام، قال: "قلت له يا ابن رسول الله! أخبرني عن الجنة والنار، أهما اليوم مخلوقتان؟ قال: نعم، وإن رسول الله صلى الله عليه وآله قد دخل الجنة ورأى النار لما عرج به الى السماء، قال: قلت له إن قوما يقولون إنهما اليوم مقدرتان غير مخلوقتين، فقال عليه السلام: ما اولئك منا ولا نحن منهم، من أنكر خلق الجنة والنار فقد كذب النبي صلى الله عليه وآله وكذبنا، وليس من ولايتنا على شيء".
وجاء في الكتاب نفسه قول الإمام الرضا – عليه السلام – في حديث طويل: "من قال بالتشبيه والجبر فهو كافر مشرك، ونحن براء في الدنيا والآخرة منه، إنما وضع الأخبار في الجبر والتشبيه الغلاة الذين صغروا عظمة الله".
أيها الإخوة والأخوات، كما أن ترسيخ الثبات على العقائد الحقة في عصر غيبة الإمام المهدي – عجل الله فرجه – هو من أهم وسائل حفظ الإنتماء لأهل البيت – عليهم السلام – روي في كتاب (كمال الدين) عن يونس بن عبد الرحمن قال: دخلت على موسى بن جعفر عليهما السلام فقلت له: يا ابن رسول الله أنت القائم بالحق؟ فقال: (أنا القائم بالحق ولكن القائم الذي يطهر الأرض من أعداء الله عزوجل ويملأها عدلا كما ملئت جورا وظلما هو الخامس من ولدي له غيبة يطول أمدها خوفا على نفسه، يرتد فيها أقوام ويثبت فيها آخرون.. ثم قال: طوبى لشيعتنا، المتمسكين بحبلنا في غيبة قائمنا، الثابتين على موالاتنا والبراءة من أعدائنا، اولئك منا ونحن منهم، قد رضوا بنا أئمة، ورضينا بهم شيعة، فطوبى لهم وهم والله معنا في درجاتنا يوم القيامة".
وأخيراً نقرأ في كتاب كمال الدين وكذلك في كتاب (الإحتجاج) وغيرهما مسنداً عن إسحاق بن يعقوب، قال: سألت محمد بن عثمان العمري رضي الله عنه أن يوصل لي كتاباً قد سألت فيه عن مسائل أشكلت علي فورد التوقيع بخط مولانا صاحب الزمان عليه السلام – يقول فيه -: "أما سألت عنه أرشدك الله وثبتك من أمر المنكرين لي من أهل بيتنا وبني عمنا، فاعلم أنه ليس بين الله عزوجل وبين أحد قرابة، ومن أنكرني فليس مني وسبيله سبيل ابن نوح عليه السلام".
وبهذا نصل أيها الأحبة الى ختام حلقة أخرى من برنامجكم (منا أهل البيت) إستمعتم لها من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران شكراً لكم وفي أمان الله.