سلام من الله عليكم أيها الإخوة والأخوات ورحمة منه وبركات، على بركة الله نلتقيكم في حلقة اليوم من هذا البرنامج وقد أعددنا لكم فيها طائفة من الأحاديث الشريفة التي تبين لنا أن من وسائل الفوز بشرف الكينونة من أهل البيت المحمدي – عليهم السلام – إجتناب التشبه بغيرهم وأعدائهم خاصة، والسعي لحفظ المؤمنين من كيد أعدائهم.
وهذه الوسيلة هي من وسائل حفظ الإنتماء للإسلام بصورة عامة كما يصرح بذلك الحديث النبوي الشهير المروي في المصادر المعتبرة عند مختلف المذاهب الإسلامية عنه – صلى الله عليه وآله – أنه قال: "ليس منا من تشبه بغيرنا، لا تتشبهوا باليهود والنصارى".
ويتأكد الأمر بالنسبة لمن يعادي أهل البيت النبوي خاصة، روى الشيخ الطوسي في أماليه بسنده عن حبة العرني، قال: سمعت علياً – عليه السلام – يقول: نحن النجباء، وأفراطنا أفراط الأنبياء، حزبنا حزب الله، والفئة الباغية حزب الشيطان، من ساوى بيننا وبين عدونا فليس منا.
مستمعينا الأفاضل، والحديث العلوي المتقدم يرتبط بوقائع حرب صفين وفيه إشارة الى عداء الطغيان الأموي لأهل البيت المحمدي – عليهم السلام -؛ فلا يمكن المساواة بين علي الذي نص رسول الله – صلى الله عليه وآله – أنه مع الحق لا يفارقه ويدور الحق معه حيثما دار، وبين من عاداه من أهل البدع في الإسلام جفاء لأخيه المصطفى – صلى الله عليه وآله -.
لنتأمل معاً في الحديث التالي الذي رواه الشيخ الصدوق في كتاب (عيون اخبار الرضا) بسنده عن عبد السلم بن صالح الهروي قال: سمعت أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام يقول: أول من اتخذ له الفقاع في الإسلام بالشام يزيد بن معاوية لعنه الله فأُحضر – وهو على المائدة وقد نصبها – رأس الحسين – عليه السلام – فجعل يشربه ويسقى أصحابه وهو يقول لعنه الله: أشربوا فهذا شراب مبارك ولو لم يكن بركته إلا أنا أول ما تناولناه ورأس عدونا بين أيدينا ومائدتنا منصوبة عليه ونحن نأكله ونفوسنا ساكنة وقلوبنا مطمئنة لكفى.
ثم قال الرضا – عليه السلام -: فمن كان من شيعتنا فليتورع شرب الفقاع فإنه من شراب أعدائنا فإن لم يفعل فليس منا ولقد حدثني أبي عن أبيه عن آبائه عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: قال رسول الله (ص): لا تلبسوا لباس أعدائي ولا تطعموا مطاعم أعدائي ولاتسلكوا مسالك أعدائي فتكونوا أعدائي كما هم أعدائي.
أيها الإخوة والأخوات، كما أن من أهم وسائل الإنتماء لأهل البيت – عليهم السلام – الإجتهاد في حفظ شيعتهم من أذى أعدائهم، وهذا ما دلت عليه كثير من الأحاديث الشريفة نستضيء ببعضها مما جاء في كتاب (جامع الأحاديث)، منها قول إمامنا جعفر الصادق صلوات الله عليه:
"إن لله عزوجل مع ولاة الجور أولياء يدفع بهم عن أوليائه اولئك هم المؤمنون حقا"
وقال – عليه السلام -: "ما من سلطان إلا ومعه من يدفع الله به عن المؤمنين اولئك أوفر حظاً في الآخرة".
وفي حديث ثالث قال "ما من دولة يتداول من الدول إلا ولنا ولأوليائنا فيها ناصر يتقربون إليه بحوائجهم فإن كان فيها مسرعاً كان لنا ولياً ومن السلطان بريئاً وإن كان فيها متوانياً كان منا بريئاً وللسلطان ولياً".
وروى الشيخ المفيد في كتاب الإختصاص مسنداً عن سدير الصيرفي عن الإمام الصادق – عليه السلام – أنه قال له: ألا أبشرك، قلت بلى جعلني الله فداك... قال: أما أنه ما كان سلطان جور فيما مضى ولا يأتي بعد إلا ومعه ظهير من الله يدفع عن اوليائه شرهم.
وبهذا نصل بتوفيق الله وحمده الى ختام حلقة أخرى من برنامج (منا أهل البيت) شاكرين لكم مستمعينا الأكارم كرم المرافقة الطيبة... لكم دوماً من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران أطيب الدعوات ودمتم في رعاية الله.