سلام من الله عليكم أيها الإخوة والأخوات ورحمة من الله وبركات..
أطيب تحية نحييكم بها في مطلع لقاء اليوم من هذا البرنامج..
معكم أيها الأعزاء في لقاء جديد نستنير فيه بطائفة من الأحاديث الشريفة تهدينا الى وسيلة أخرى من الوسائل التي أتاحها الله لعباده للفوز بكرامة الكينونة من أهل بيت حبيبنا المصطفى – صلى الله عليه وآله -.
إنها وسيلة المحافظة على الصلاة والدعاء والإلتجاء الى الله عزوجل، نستضيء أولاً بالحديث النبوي المبارك الذي رواه ثقة الإسلام الكليني في كتاب الكافي بسند صحيح عن أبي جعفر الباقر – عليه السلام – قال موصياً أحد أصحابه: "لا تتهاون بصلاتك فإن النبي – صلى الله عليه وآله – قال عند موته: ليس مني من استخف بصلاته، ليس مني من شرب مسكراً لا يرد علي الحوض لا والله".
وروي في الكافي أيضاً عن أبي عبد الله الصادق – عليه السلام – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله -: لا يزال الشيطان ذعراً من المؤمن ما حافظ على الصلوات الخمس فإذا ضيعهن تجرء عليه فأدخله في العظائم.
من هنا كانت المحافظة على الصلاة من أهم الوصايا التي يوصي بها أئمة أهل البيت – عليهم السلام – من شرفه الله بالإنتماء إليهم، فمثلاً نقرأ في كتاب الإختصاص ما رواه الشيح المفيد بسنده عن يونس بن يعقوب قال: دخل عيسى بن عبد الله القمي على أبي عبد الله الصادق – عليه السلام – فلما انصرف قال لخادمه: ادعه فانصرف إليه فأوصاه بأشياء، ثم قال: يا عيسى بن عبد الله إن الله يقول "وأمر أهلك بالصلاة" وإنك منا أهل البيت، فإذا كانت الشمس من ههنا مقدارها من ههنا من العصر فصل ست ركعات، قال: ثم ودعه وقبل ما بين عيني عيسى وانصرف.. قال يونس بن يعقوب: فما تركت الست ركعات منذ سمعت أبا عبد الله – عليه السلام – يقول ذلك لعيسى بن عبد الله.
وروى الشيخ المفيد في كتاب الأمالي بسنده عن يونس بن يعقوب أيضاً قال: كنت بالمدينة، فاستقبلني جعفر بن محمد – عليهما السلام – في بعض أزقتها، فقال: إذهب يا يونس فإن بالباب رجلاً منا أهل البيت، قال: فجئت الى الباب فإذا عيسى بن عبدالله جالس، فقلت له: من أنت؟ قال: [أنا] رجل من أهل قم.. قال: فلم يكن بأسرع من أن أقبل أبوعبدالله – عليه السلام – ثم التفت إلينا فقال: أدخلا، ثم قال: يا يونس أحسب أنك أنكرت قولي لك "أن عيسى بن عبدالله منا أهل البيت"؟ قال: قلت إي والله جعلت فداك، لأن عيسى بن عبدالله رجل من أهل قم، فكيف يكون منكم أهل البيت؟ قال: يا يونس عيسى بن عبدالله رجل منا حيا، وهو منا ميتا.
ونختم هذا اللقاء بالرواية الشريفة التالية التي تصرح بأن الإلتجاء الى الله من أهم وسائل الإنتماء لأهل البيت – عليهم السلام – وفيها تعليم كريم لأحد أدعية الإلتجاء، جاء في كتاب (الدعوات) عن أبي حمزة الثمالي قال: سمعت زين العابدين – عليه السلام – يقول لإبنه: من أصابته منا مصيبة أو نزلت به نازلة فليتوضأ وليسبغ الوضوء ثم يصلي ركعتين أو أربع ركعات ثم ليقل في آخرها:
"يا موضع كل شكوى، ويا سامع كل نجوى، ويا شاهد كل ملأ، ويا عالم كل خفية، ويا دافع ما يشاء من بلية يا خليل إبراهيم، ويا نجي موسى، ويا صفي آدم، ويا مصطفى محمد – صلى الله عليه وآله – أدعوك دعاء من اشتدت فاقته وقلت حيلته وضعفت قوته دعاء الغريب الغريق المضطر الذي لا يجد لكشف ما هو فيه إلا إياك يا أرحم الراحمين".
ثم قال – عليه السلام – فإنه لم يدع بهذا أحد إلا كشف الله عنه كربته إن شاء الله.
جزاكم الله خير الجزاء مستمعينا الأطائب على طيب الإصغاء لحلقة اليوم من برنامجكم (منا أهل البيت) قدمناها لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، تقبل الله أعمالكم ودمتم في رعاية آمنين والحمد لله رب العالمين.