سلام من الله عليكم أيها الإخوة والأخوات ورحمة منه وبركات..
بأطيب وأزكى التحيات نحييكم وندعوكم بها لمراقتنا في لقاء جديد مع النصوص الشريفة التي تهدينا الى سبل ووسائل الفوز بكرامة الإنتماء الصادق لحبيبنا محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليه وعليهم أجمعين.
فمن هذه السبل والوسائل المباركة صدق التواضع لله عزوجل ولعبادة وخدمتهم والرأفة بهم، وقد هدتنا لذلك عدة من الأحاديث الشريفة المروية في مصادر الروائية المعتبرة، نستنير أولاً بما رواه الشيخ الطوسي – رضوان الله عليه – في كتاب (الأمالي) ضمن الوصية النبوية الخالدة التي أوصى بها نبي الرحمة – صلى الله عليه وآله – صاحبه الوفي الذي وصفه – صلى الله عليه وآله – بأنه الذي ما أقلت الغبراء أصدق لهجة منه، إنه أبوذر الغفاري – رضوان الله عليه – جاء في مقطع من هذه الوصية قوله – صلى الله عليه وآله -: (يا أباذر، إن الله [تعالى] لم يوح إلي أن أجمع المال، لكن أوحى إلي أن سبح بحمد ربك وكن من الساجدين، واعبد ربك حتى يأتيك اليقين. ياأباذر، إني ألبس الغليظ وأجلس على الأرض وأركب الحمار بغير سرج، وأردف خلفي، فمن رغب عن سنتي فليس مني.. يا أباذر، حب المال والشرف مذهب لدين الرجل.
مستمعينا الأطائب، ونستنير ثانياً بالحديث الرضوي التالي وفيه يبين لنا مولانا ثامن أئمة العترة المحمدية الإمام علي بن موسى الرضا – صلوات الله عليه – أن الإلتزام بهذه السنة المحمدية النبيلة من العلامات البارزة لأهل البيت – عليهم السلام – وهي تبعد عن الآخذين بها العجب والغرور اللذين يبعدان العبد عن مولاه الجليل، جاء في كتاب (مكارم الأخلاق) عن معمر بن خلاد قال: سمعت أبا الحسن الرضا – عليه السلام – يقول: "والله لئن صرت الى هذا الأمر – يعني ولاية العهد مشيراً الى تأكد الأخذ بهذه السنة بالنسبة للمسؤولين – لألبسن الخشن بعد اللين ولأتعبن بعد الدعة.. قال رسول الله – صلى الله عليه وآله – في وصيته لأبي ذر رضي الله عنه: يا أباذر إني ألبس الغليظ وأجلس على الأرض وألعق أصابعي وأركب الحمار بغير سرج وأردف خلفي، فمن رغب عن سنتي فليس مني.. يا أباذر إلبس الخشن من اللباس والصفيق من الثياب لئلا يجد الفخر فيك مسلكا".
أيها الأطائب، ومن مصاديق الإلتزام بهذه الوسيلة التواضع لخلق الله والرأفة بهم من أسرة المؤمن وغيرهم، جاء في كتاب وسائل الشيعة للحر العاملي – رضوان الله عليه – عن النبي (صلى الله عليه وآله) في حديث قال: ومن أضر بإمرأة حتى تفتدي منه نفسها لم يرض الله له بعقوبة دون النار لأن الله يغضب للمرأة كما يغضب لليتيم، ألا ومن قال لخادمه أو لمملوكه أو لمن كان من الناس: لا لبيك ولا سعديك، قال الله له يوم القيامة: لا لبيك ولا سعديك اتعس في النار، ومن ضار مسلما فليس منا ولسنا منه في الدنيا والآخرة.
ونقرأ في كتاب مشكاة الأنوار أنه سئل أبوعبدالله الصادق – عليه السلام – عن طعام الأسير، فقال: طعام الأسير على آسره، وإن كان يراد قتله من الغد فإنه ينبغي أن يطعم ويسقى ويظلل ويرفق به من كافر أو غيره، وعنه – عليه السلام – أيضاً إنه قال لأصحابه: اتقوا الله وكونوا إخوة بررة، متحابين في الله متواصلين متراحمين، تزاوروا وتلاقوا وتذاكروا أمرنا وأحيوه، وقال الصادق – عليه السلام – أيضاً: ليس منا غير المتواصلين فينا، ليس منا غير المتراحمين فينا، ليس منا غير المتزاورين فينا، ليس منا غير المتباذلين فينا.
وخلاصة ما تقدم أن التواضع لله ولخلقه عزوجل والتراحم والرأفة من الوسائل المهمة للفوز بكرامة الإنتماء الصادق لمحمد وآله الطاهرين – صلوات الله عليهم أجمعين – وفقنا الله وإياكم للمزيد من العمل بهذه الوسيلة إنه سميع مجيب.
شكراً لكم مستمعينا الأكارم على كرم المتابعة لحلقة اليوم من برنامج (منا أهل البيت) قدمناها لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران.. دمتم في أمان الله.