في هذه الحلقة من برنامج ولدت من جديد، سنسمع معاً قصة اسلام الأخ ابراهيم زنكو وهو من الأخوة الأفارفة حيث شاء القدر السعيد له التشرف بالدين الأسلامي الحنيف.
يتحدث الأخ ابراهيم زنكو عن نفسه يقول كانت ولادتي في عام ۱۹٦۹ ميلادي في مدينة كينشاسا في جمهورية الكونغو، وكنت قد ترعرعت في احضان اسرة مسيحية بروتستانتية المذهب وذات نزعة متشددة.
ومنذ نعومة اظفاري كانت التعليمات الأسرية قد صدرت لي بلزوم احترام الانجيل وتقديسه باعتباره الكتاب المقدس عند النصارى وباعتباره الكتاب السماوي الذي انزله الله تبارك وتعالى على النبي عيسى بن مريم عليهما السلام،
واخبرني والداي، كما لازلت اتذكر ذلك، انني اذا ما عبثت بالكتاب المقدس ومزقت اوراقه مثلاً فسوف اجن، وبقيت هذه الفكرة في ذهني لاحترام الكتب المقدسة، وهكذا عشت اجواء دينية وان لم تكن اسلامية في الصغر، وواصلت دراستي حتى حصلت على شهادة جامعية في الفيزياء والرياضيات من جامعة العاصمة كينشاسا.
وكما يقول الأخ ابراهيم، ان الذين قرأوا الكتاب المقدس اي الانجيل والعهدين القديم والجديد بشكل عام، ودققوا في فقراته وكانوا موضوعيين في حكمهم يعلمون ان في مطاوي هذا الكتاب كلاماً لا يمكن نسبته لله تعالى، وبالتالي التعبير عنه بمقدس لما فيه من قصص الأنحلال والتحفيز على الاثارة، رغم انهم اي النصارى يدعون الروحانية والزهد والعزوف عن الدنيا فهم يقولون انه الأيمان لا نقاش فيما كتب وعليكم بالتقديس وعدم الخوض في المحتوى.
وقد وفرت الدراسة الدينية الأجبارية في المرحلتين الأبتدائية والثانوية فرصة لا بأس بها للاطلاع على العقائد المسيحية، فأثارت في نفسي العديد من التسائلات التي كان اما ان لا اجد لها جواباً اصلاً، او ان الجواب كان ضبابياً وغير واضح،
لقد كنت اسأل كثيراً ولعل اكثر سؤال رددته هو اذا كان لله تعالى ولد فمن هي زوجة الله؟! وكان هذا السؤال طبيعياً حسب النظرية القائلة بأن المسيح ابن الله، تعالى الله عما يقولون وهكذا بقي ويبقى هذا السؤال من دون جواب.
وكان من بين المدرسين الذين درسوني استاذ سوري مسلم، فعمقت علاقتي بهذا الأستاذ لأعرف كيف ينظر الأسلام والمسلمون لله وكيف يصورونه تعالى. وكان الأستاذ من اتباع مدرسة اهل البيت (ع) وبدأت أسال استاذي عن الله سبحانه وتعالى، فبين الأستاذ لي اعتقاد المسلمين بالله عزوجل وصفاته وافعاله، كما زودني بمجموعة من الكتب الاسلامية العقائدية، ومن بعدما قرأتها وأمعنت النظر فيها رحت اناقش الأستاذ وكان هو يجيبني. اما أنا فكنت احلل ما توصلت اليه وكنت اقارنه بما كنت أعتقد به، فكانت النتيجة عندي أن المسيحية هي دين غير كامل وان الأسلام هو اكمل الأديان وافضلها، فاعتنقت الأسلام ونطقت بالشهادتين في مسجد للمسلمين في عاصمة بلدي الكونغو اي مدينة كينشاسا.
يقول الأخ ابراهيم زنكو، ومن الأمور المهمة التي اثرت في نفسي وجعلتني اعتنق الأسلام مسألة التوحيد، خصوصاً الأستدلال العقلي المتين وهو استدلال اهل البيت (ع).
وقد تشرفت بالأسلام في اواسط عقد الثمانيات وتعرضت اثر ذلك الى مضايقات ومصاعب لا سيما من اسرتي واهلي، اذ طردني والدي من البيت، الا إن ذلك لم يفت في عضدي ولم يجعلني اقطع الصلة باهلي تماماً، فكنت اتردد عليهم من الحين للآخر وهذا ما يأمر به الدين الأسلامي الحنيف حتى تمكنت من اعادة العلاقة مع اهلي بالكامل.
وبعد ان اتسعت معلوماتي واطلعت بشكل واسع على مباديء الأسلام، بدأت بالأنفتاح على افراد اسرتي فكنت أتجاذب معهم اطراف الحديث حول اعتقادي واعتقادهم، وتمكنت من بعد ذلك من التأثير على اثنين من اشقائي فأسلما علي يدي وتسميا بأسم حسين ومسلم، ولم اكتف بذلك اذ تمكنت بفضل الله تعالى من هداية اربعة من اصدقائي لدين الحق والحمد لله رب العالمين. والى جانب دراساتي الجامعية عكفت على الدراسة الحوزوية وانا اجيد اللغات العربية والفرنسية والأنجليزية والسواحيلية وهذا الأمر يجعلني اكثر فاعلية وتأثيراً على الناس وباعتناقي الأسلام اشعر اني ولدت من جديد.