في هذه الحلقة نستمع واياكم الى كيفية اعتناق السيدة دورا الأسلام والتي سميت بعد إسلامها بأسم حليمة جهويج.
تقول هذه السيدة: ولدت في أحضان اسرة كاثوليكية المذهب، كانت والدتي ملتزمة دينياً، بيد ان الدين كان بالنسبة لأبي أمراً ثانوياً، في مثل هذه الظروف رسمت اول صورة في ذهني حول المسيحية، وإبان فترة صباي رحت أبحث عن الهدف من الحياة، لكن لشديد الأسف لم أصل الى هذا الهدف. وهكذا برزت في كياني حالة من التناقض، تناقض بين الحياة اليومية والإيمان بالله تعالى. ولكوني مسيحية الأبوين يممت وجهي صوب هذه المسيحية فلم أجد فيها ما يروى ظمأ روحي وفكري. ولما أخفقت في الوصول الى الهدف من الحياة، شعرت بتهاوٍ في عزائمي وتغيرت مسيرت حياتي إلى حد ما حيث كنت أرى نفسي جارية وراء معايير المجتمع الغربي حيث الحياة المادية والمال والثورة والأنغماس في الملذات ليلاً ونهاراً.
ذات ليلة من الليالي تعرفت على شخص هو زوجي حالياً كان من يوغسلافيا، من خلال الحديث معه أحسست ان أبواب دنيا جديدة وواسعة تفتح امام ناظري كانت افكاره جديدة بالنسبة لي، كنت بكل وجودي اصغي لكلامه. وتوثقت العلاقة بيني وبين هذا الشخص حتى آل امرنا الى الزواج والاقتران، هكذا تغيرت مسيرت حياتي بالكامل.
وأطلت علينا الثورة الإسلامية التي انتصرت في ايران بقيادة الإمام الخميني عام ۱۹۷۹ ميلادي، هذه الثورة العظيمة استقطبتني وزوجي بشعاراتها الرائعة التي ترجمت الى عمل. لأول مرة بعد الثورة رحت انظر الى الدين من زاوية مضيئة. لقد وثقنا علاقاتنا مع المسلمين بعد انتصار الثورة، وأخذنا نطالع حول الأسلام بكثرة، وصار الأسلام جزءاً لا يتجزأ من حياتي وحياة زوجي. لقد وجدت فرقاً شاسعاً ما بين المسيحية والأسلام، كأنه المدى ما بين الأرض والسماء، وهكذا اعتنقت الأسلام واعتنقه زوجي كذلك، وإني أشكر الله تعالى أن هداني للأسلام فولدت معه من جديد، كما لابد لي أن أقول هنا إنّ الجمهورية الأسلامية في ايران هي هدية الله تعالى للأيرانيين، وهي سبيل رشادنا وهدايتنا الى الدين الأسلامي الحنيف والحمد لله رب العالمين.
حضرات المستمعين الأكارم، السيدة التي تحدثنا عن إسلامها وولادتها الجديدة في هذه الحلقة هي من أصل ألماني وكانت تعرف باسم دورا قبل إسلامها وكان اعتناقها الأسلام خلال عقد الثمانينات من القرن العشرين.